“الشعب السوري ينزع شوكه بيده.. لأن العرب يتفرّجون على مأساته”
تعدّدت المبادرات الرّامية لإيجاد حلٍّ للأزمة السورية. فبعد انطلاق مهمّة الأخضر الإبراهيمي بلِقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، أجرى وفْـد من معارضة الداخل، برئاسة حسن عبد العظيم، محادثات في العاصمة الصينية بيجين..
في المقابل، يُعِـد “المؤتمر الوطني السوري”، لعقد اجتماع يوصف بالـ “هام” في أواخر شهر سبتمبر الجاري في الدوحة، لا يُستبعد أن يُخصَّص لبحث تشكيل حكومة مؤقتة في الخارج.
أما “المنبر الديمقراطي” المعارض، فيتابع اتصالاته مع جميع الأطراف المؤثِّـرة في الملف السوري، ومن بينها روسيا، التي دعاها مؤخرا إلى “العمل على مساندة جهود توحيد الجيش الحرّ، في جيش وطنيّ، ينضمّ إليه كلّ العسكريين في الجيش النظامي، الذين تزجّ بهم السلطة في معركة ضدّ شعبها”.
المنبر الديمقراطي: وثيقتان
وإذا ما استعرضنا مواقف الأطراف السورية المختلفة (خارج الحكم) من شروط حسم الصراع، سنلتقط الكثير من نقاط التقاطع في الوثيقتين اللتين صدّقت عليهما أطياف المعارضة الرئيسية في القاهرة، والتي تشكل أرضية يمكن البناء عليها لتأسيس المرحلة الإنتقالية.
فالمنبر الديمقراطي، الذي يضمّ عدّة شخصيات، من ضمنها سمير العيطة وميشيل كيلو ومحمد مخلوف، يؤكّد على ضرورة التوجّه في مجموعة العمل الدولية حول سوريا، التي أصدرت توافقها الأوّل في 30 يونيو الماضي، نحو التلاقي مع المشروع الوطني، الذي تمثّله الوثيقتان اللتان أقّرتهما المعارضة في القاهرة، وهما وثيقة العهد الوطني وملامح المرحلة الانتقالية.
وقال سمير العيطة لـ swissinfo.ch، إن الوفد الذي اجتمع مؤخرا مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في باريس، حاول “إقناع موسكو بأن لا تدعم مبادرات منفردة، تقسّم صفّ المعارضة وتخرق التوافق الوطني”، وطالبها بأن “تضغط لإيجاد توافق دوليّ واسع، يدعم طموحات السوريين نحو الحريّة ويجنّب البلاد مخاطر الأجندات الخارجيّة”.
ومن جهة أخرى، بارك المنبر الديمقراطي، اللقاءات الأوليّة التي أجراها بوغدانوف مع ضباط سوريين انشقوّا ورفضوا تنفيذ أوامر السلطة، ودعا المنبر روسيا إلى “العمل على مساندة جهود توحيد الجيش الحرّ في جيش وطنيّ، ينضمّ إليه كلّ العسكريين في الجيش النظامي، الذين تزجّ بهم السلطة في معركة ضدّ شعبها”. وحض العيطة القيادة الروسية على “الانتقال من الدور الممانع، إلى قوة تلعب دورا في الحفاظ على سوريا والوقوف مع مطالب الشعب السوري، قائلا “يجب أن يكون لروسيا دور فعال في الفترة الانتقالية”.
وفي الاتجاه نفسه، رفض رئيس المنبر الديمقراطي ميشيل كيلو، الحوار مع “نظام يقتل شعبه”، لأن مثل هذا الحوار غير مُجدٍ، على حد وصفه، واعتبر أن الحوار وسيلة إلى هدف، وهو قيام سوريا ديمقراطية، مُشددا على أنه “لا حوار لا يقود إلى الديمقراطية”.
وأوضح كيلو أن روسيا ترى المشكلة باعتبارها مشكلة شخص، مُحذرا من أن سوريا برمتها “تدمر وربما تشطب، وهي مصلحة أمريكية – إسرائيلية”. ودعا القيادة الروسية إلى “رؤية مشكلة بشار الأسد، ضمن الإطار الأكبر، وحينها سيتَّضح أنها مشكلة ثانوية”.
غليون: النظام ما زال قويا
أما الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض الدكتور برهان غليون، فأكد أن النظام ما زال قويا، مستدلا بأنه يستعين بنحو 400 ألف عسكري، على رغم الانشقاقات الكبيرة من الجيش، بالإضافة لدعم كل من روسيا وإيران وحزب الله.
لكنه اعتبر أن تقديم مساعدة عربية للثوار، كفيل بتحقيق الإنتصار الحاسم الذي انتظرناه طويلا. وقال إن العنف الذي يواجِه به النظام الشعب منذ سنة ونصف، ليس له مثيل في التاريخ. فحتى الأنظمة الفاشية، كانت تسلِّـط العُنف على الشعوب الأخرى، وليس على شعبها، بينما يستخدِم جيش الأسد جميع أنواع الأسلحة لضرب المستشفيات وقصف المخابز والأسواق التجارية. إنها استراتيجيا، قتل الشعب بكامله بتدمير كل وسائل العيش التي لديه، وهو أمر يعني أن السوريين لم يكونوا تحت وطأة نظام سياسي، بل عصابة.
فالنظام تأسس منذ البدء على العنف والقتل والمجازر، كما في حماه سنة 1982. وحلل غليون تركيبة النظا، فأكد أنه تأسس على أنموذج الانكشارية في الدولة العثمانية، أي قوات خاصة ليس لها أي ولاء للشعب ولا صلة لها به، بل هي تنفذ إرادة الحاكم من دون تفكير، وهو ما تقوم به عادة الميليشيات، وليس الجيوش الوطنية، مُستخلصا أن “قسما من الجيش الوطني تم تحويله إلى عصابة”.
وفي المقابل، لاحظ غليون أن الشعب السوري أثبت شجاعة استثنائية أصبحت ملحمية. فمنذ البدء، خرج المتظاهرون بصدور عارية وتلقوا وابلا من الرصاص، لكنهم عادوا ليتظاهروا من جديد وقُتلوا، ثم تظاهروا مجددا غير آبهين بالدبّابات والمُدرّعات. وشدّد على أن الشعارات لم تخرج عن معاني الوحدة والمطالبة بالحرية والديمقراطية “الشعب السوري شعب واحد”، بالرغم من دفع النظام نحو الطائفية وتأجيجه للحرب الأهلية، ولذلك، لم تحصل تجاوزات، وإن سُجِّل بعضها أخيرا، فمن جماعات مدسوسة على الجيش الوطني الحر” كما قال.
واعتبر أن السوريين يعيشون حالة من الاستعمار الداخلي. فالنظام يفرض على الشعب كل شيء، كما لو كنا تحت الاحتلال، وإن كان المحتل ابن البلد. وحمّل غليون على ما دعاها “مسخرة المجتمع الدولي في انتهاك المبادئ الإنسانية والقيم الكونية”، مشيرا إلى أن الدول الكبرى تفرّجت على القتل اليومي، من دون أن تحرك ساكنا، بل أجازته عندما قالت “لن نتدخل، إلا إذا استخدم (النظام) الأسلحة الكيميائية”، ما يعني إباحة كل الاعتداءات والمجازر الأخرى.
وتعليقا على دور المجتمع الدولي في البحث عن حلول عاجلة، قال غليون “كل ما فعله المجتمع الدولي، هو الهرب من مسؤوليته، رغم الإقرار بحق التضامن الدولي، مما أثبت أن هذا المجتمع، هو مجتمع مصالح، وليس مجتمع مبادئ وقيم”.
الدور الإيراني
أما عن الدور الإيراني، فاعتبر غليون أنه طالما أن طهران لم تُفصح عن الرغبة في إعطاء الشعب السوري حقوقه كاملة وما دامت تُعلن دعمها لبشار الأسد، أستبعد أن تخرج اللجنة الرباعية التي اقترحها الرئيس محمد مرسي (تضم إيران وتركيا والسعودية ومصر)، بأية نتيجة.
وتابع “الشعب السوري يدفع ثمن تحرّره، لكن إعادة تشكيل المشهد الإقليمي لصالح مجموعة على حساب مجموعة أخرى، جعلت السوريين يدفعون ثمن عودة روسيا ودول أخرى إلى المسرح الدولي”. وأضاف أن “العرب خذلوا الشعب السوري ككتلة ومجموعة، رغم أن قلة ساعدتنا. ولا شيء يمنع الجامعة العربية من أن تنتزع الملف وتفرض قوات عربية يُموِّلها العرب ويدعمها المجتمع الدولي، لإعادة بناء الوضع الإقليمي لصالحهم، حتى لا تستفيد الأطراف الدولية فقط من إعادة صياغة الوضع العام”.
وقال بحسرة: “إن الدول العربية ليست هي المتخاذِلة وحدها، بل الشعوب أيضا لا تتظاهر، ونحن بحاجة لذلك، لكي نشعر بأن الشعوب معنا. الشعب السوري ينزع شوكه بيده. أما النصر فمرتبط بأمرين، هما توحيد القوى العسكرية على الأرض، وتأمين سلاح نوعي يشل الطائرات ويُحرِّر مناطق في الشمال وينتقل إلى الجنوب بقيادة موحدة. وثانيا، أن انقسام المعارضة، سواء على صعيد المثقفين أم الأحزاب، أدى إلى غياب قيادة سياسية موحدة. هناك اليوم قيادات متنابذة ومتنافسة ومتصارعة، ليست لديها ثقة الشعب، وإذا تم حل هاتين المسألتين، سيكون الدعم للثورة السورية كبيرا والنصر قريبا.
واعتبر غليون أن “عودة مصر إلى المركز القيادي وتفهم الشعوب العربية لمأساة أشقائهم السوريين، يسمحان بالمراهنة على حصان عربي جديد لوقف شلال الدم”.
البيانوني: المُربّـع “أسوأ من بشار”
المراقب العام السابق للإخوان في سوريـا علي صدر الدين البيانوني، أكد من ناحيته أن الثورة التي انطلقت وطنية مستقلة، وجدت نفسها يتيمة. وقال، إذا كانت الأسباب التي دفعت إخواننا في تونس ومصر وليبيا إلى الثورة أسبابا موضوعية، فإنها في الحالة السورية تمثل أضعافا مضاعَـفة، وترتب على ذلك أمران، إيجابي وسلبي: الأول، أن النظام لم يستطع القضاء عليها، لأنها انطلقت من الشعب. والثاني، أن التنسيق صعب بين مكوِّناتها.
وأضاف البيانوني: بعضهم اقترح حلا على الطريقة اليمنية، لكنهم نسوا أنه لا مجال لمقارنة الجيش السوري باليمني أو المصري. واعتبر أن الحل ليس في ذهاب بشار الأسد وحده، بل جميع عناصر المربع الذين قد يكونوا أسوأ من بشار نفسه وأكثر دموية منه. وتساءل عن الحلول الممكنة وقال “يقولون لابد من الحل السياسي، لكن مع من؟”، وأجاب “كان ذلك ممكنا في البداية، لو استجاب لنداء الحكمة، لكن بعدما أوغل في الدم والقتل، كيف نتحاور؟ وقال، رغم أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين، الثورة ماضية ومعنويات الثوار مرتفعة. قسم من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام، وهناك أحياء محررة من حلب إلى الحدود مع تركيا، حيث لا ترى شرطيا واحدا. أما ما يجري على الأرض، فعملية انتقام عشوائية، لكنه لم يحصد منها شيئا، ففي حلب مر شهران على المعارك ولم يتقدم خطوة واحدة بينما الثوار هم الذين يتقدمون.
وتطرق البيانوني إلى الموقف الدولي، مشيرا إلى “أننا نسمع قلقا على وضع بعض الأقليات، أما الشهداء والمفقودون، فلا وزن لهم عند هؤلاء. وتساءل: مَن قال إن الأقليات في سوريا في خطر؟ منذ قديم الزمان، والأقليات تعيش في أمان في سوريا، وليس فيها ما يُقلق المسيحيين أو العلويين أو أية طائفة أخرى”. وتعليقا على إعلان دول كبرى أنها لن تتدخل لصالح الشعب السوري، إلا إذا استخدم النظام السلاح الكيميائي، قال “إن النظام ليس بحاجة إلى الكيميائي، ما دامت كل الأسلحة الأخرى مباحة”. وانتقد ما سمّاه “تخاذل المؤسسات الرسمية العربية. فالدعم، حتى وإن كان موجودا، فهو لا يتناسب مع حجم الصراع”. وأضاف “ما تمد به إيران وروسيا النظام، إمكانات حقيقية، أما ما تتلقاه الثورة، فلا يرقى إلى الحاجة”.
وشدد على ضرورة استعادة مصر دورها وبلورة موقف عربي داعم للثورة، على ثلاثة محاور: أولها، تمكين الثوار من الأسلحة المتطورة والنوعية لمواجهة الدبّابات والطيران الحربي. ثانيا، يحتاج الشعب السوري إلى مده بأسباب الصمود ورفع مستوى الإغاثات، لتكون في مستوى الحدث. ثالثا، مطلوب من الشعوب والحكّام أن تتحول القضية السورية إلى قضية رأي عام عربي وإنساني.
وحذر البيانوني من أن مشاهد التقتيل في سوريا، باتت عادية كما لو أن الناس يتابعون مسلسلا تلفزيونيا، متسائلا: أين الإعتصامات والمظاهرات، خاصة في دول الربيع العربي؟ وشدد على أن “الواجب العربي والإسلامي يتطلب أن نتكاتف مع الشعب السوري، وتشرذم المعارضة، هو في معظمه ذرائع، كي لا تتخذ المواقف المناسبة”. وعزا البيانوني إرادة تجاوز المجلس الوطني السوري والتلكؤ في الاعتراف به لسببين، هما أنه لم يرضخ للمجتمع الدولي ولم يقبل الحلول المفروضة فرضا. وثانيا، أن بعض الدول غير مرتاحة لتركيبته، لأنها تريده من نوعية أيديولوجية أخرى”.
نحو طائف سوري؟
بعدما استكمل الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لقاءاته في سوريا مع الحُكم والثوار والمعارضة السياسية، وغادرها استعدادا لعرض نتائج مهمّته على مجلس الأمن، ما زالت لا تلوح في الأفق بوادر حل. هناك فقط أفكار، منها الطرح الذي قدّمه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريح أدلى به مؤخرا في باريس لصحيفة “لوفيغارو”، ومفاده ضرورة تنظيم طائف سوري، أي مؤتمر بين جميع الفرقاء أسْوة بالمؤتمر الذي استضافته السعودية في مدينة الطائف سنة 1990، والذي أنهى الحرب الأهلية (1975 – 1990)، ووضع حدا للصِّراع بين الطوائف اللبنانية. وقال بوغدانوف بوضوح، إن موسكو لا تضع بقاء الأسد في الحُكم كشرط مسبَق لأية مفاوضات. وهذه حلحلة جزئية لا محالة، في موقف روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري.
كما أن الإطار الرباعي، الذي اقترحه الرئيس المصري محمد مرسي (تركيا ومصر والسعودية وإيران)، خفف من الاحتقان بين الدول الإقليمية الرئيسية، الذي تفاقم بتصاعد الصِّراع الدائر في سوريا. غير أن اجتماع القاهرة، فشل في جعل هذا اللقاء إطارا للحلّ السياسي، خاصة بعد اعتراف طهران بأنها أرسلت “مستشارين” من الحرس الثوري إلى سوريا ولبنان، لمجابهة الثورة المسلحة.
وفيما اتفق أربعة وعشرون حزبا في الداخل، بينهم أحزاب مشاركة في الحكومة، على لقاء من أجل “العمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة”، مؤكدة أنه “لا شرط مسبَقا على الحوار مع أي طرف في الأزمة السورية”، في ردٍّ على معارضة الخارج، التي تشترط تنحي الأسد، تُكثف هيئات المعارضة السورية في الخارج والدول المؤثرة في الصراع اتصالاتها، لدعم الجيش السوري الحر ومساعدته على تطوير أدائه، لكن الجميع تقريبا، يمتنعون عن مدِّه بالسلاح الكفيل بمواجهة كتائب الأسد، وخاصة التصدّي لطائراته التي تدمر يوميا القرى والأحياء.
ولعل أهم تطوّر على هذا الصعيد، هو الإعلان في وقت سابق من شهر سبتمبر الجاري، عن تشكيل “القيادة العامة للجيش الوطني السوري”. وقرّرت القيادة تنصيب اللواء الركن محمد حسين الحاج علي قائدا عاما لهذا الجيش، في أعقاب اجتماعات ضمّت نحو 400 ضابط من مختلف الرُّتب، في أنطلوس بتركيا على مدى ثلاثة أيام، للتَّباحث في توحيد صفوف الجيش الحر.
وفي هذا السياق أيضا، عبَّـر كثير من المعارضين عن مخاوفهم من تحويل الأسد الصِّراع إلى حرب طائفية، ببث إشاعات عن تشكيل ميليشيات مسيحية للدِّفاع عن النظام والإيحاء بأن الطائفة العلوية تُحارب إلى جانب النظام. إلا أن رموزا مسيحية وشخصيات علوية، كذّبت تلك الإشاعات، ومن بينها جورج صبرا، عضو المجلس الوطني الذي التقى البابا بنيدسكتوس السادس عشر.
أخيرا، أكّـدت الناشطة يارا نصير (وهي مسيحية وعضو في المجلس الوطني السوري) في تصريحات صحفية مؤخرا، انضمام أعداد كبيرة من الشباب المسيحي لكتائب الجيش الحُـر في مدينة حمص، ووجود “عدد كبير آخر من الناشطين المسيحيين، يعملون في أطُـر الثورة وينتشرون في المدن والقرى السورية كافة”. هل هذا كافٍ لإفشال مخطّـط الأسد؟
دبي (رويترز) – قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في مقابلة نشرت يوم الاربعاء 19 سبتمبر 2012، إن كتلة المعارضة الرئيسية في سوريا تريد من الدول العربية ان تعمل معا لتحقيق تدخل دولي في سوريا يماثل المبادرة المشتركة في ليبيا. وقال بعد محادثات في الدوحة مع مسؤولين قطريين، إنه يدعو العرب لتبني مبادرة واضحة وجادة، مثل الموقف الذي اتخذوه نحو الانتفاضة الليبية.
وطلبت الجامعة العربية من مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، إنشاء منطقة حظر طيران العام الماضي لحماية المدنيين في ليبيا، فيما مهد الطريق لحلف شمال الاطلسي والحلفاء العرب لمساعدة المعارضة على الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال سيدا لصحيفة الحياة، إن المجلس الوطني السوري، يعترض على مشاركة إيران في جهود حل الأزمة السورية، لان طهران جزء من المشكلة. ولم يظهر الغرب رغبة تذكر في تِكرار أي عمل في سوريا مماثل للحملة في ليبيا، كما تعارض روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، مثل هذا التدخل.
ويواجه الرئيس السوري بشار الاسد انتفاضة بدأت كاحتجاجات شوارع سلمية في مارس من العام الماضي وتصاعدت الى حرب اهلية قُـتل فيها أكثر من 27 ألف شخص. ويبلغ عدد القتلى اليومي نحو 200 شخص، وكان الشهر الماضي الأكثر دموية.
وقال سيدا، الذي تحدث بعد محادثات مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يرأس لجنة الجامعة العربية المعنية بالملف السوري، انه يجب عمل كل شيء ممكن لوقف القتل في سوريا. وقال “لابد من مبادرة جدية للتحرك مع الاوروبيين في سبيل نزع الشرعية الكاملة أولا من النظام وعدم السماح بالاستمرار في قتل السوريين بهذا الشكل .. ولذلك، لابد من الضغط”. وأضاف “نحن نطالب بكل شيء يوقف قتل السوريين وهناك الفصل السابع في مجلس الامن وهو يضع كل الخيارات على الطاولة بما في ذلك التدخل الدولي لوقف القتل” في اشارة الى خيار استخدام القوة العسكرية ضد قوات الاسد.
وعبّر سيدا عن شكوكه في فرص نجاح مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي، التي تتضمن “مجموعة اتصال”، تحاول حل الازمة السورية، قائلا إنه يعترض على مشاركة إيران في هذه الجهود. وقال سيدا “نعتقد ان ايران هي جزء من المشكلة”. واضاف “ايران تمد النظام بالسلاح والمال والخطط، وحتى قائد الحرس الثوري اعترف ان هناك رجالا من الحرس الثوري داخل سوريا”.
وصرح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لصحيفة الراية الكويتية، بأن ايران يجب ان تكون جزءا من الحل. وقال أيضا انه لا يعلم إن كانت توجد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا. لكنه قال ان ما يتوقعه ويأمل فيه، هو ان تكون ايران جزءا من الحل في سوريا، وانه توجد علاقات قوية ومخلصة مع ايران، وانهم يتفقون على بعض الاشياء ويختلفون على البعض الآخر. وكرر دعوته للأسد لكي يتنحى.
وقال الشيخ حمد “أنا أعتقد أنه بعد سيلان الدم، فلم يتبق للرئيس بشار إلا أن يتخذ قرارا شجاعا، وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة، شريطة أن لا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف”.
وكان كوفي أنان، الوسيط الدولي السابق، يريد مشاركة ايران في ايجاد حل للازمة السورية. واستقال في اغسطس، وهو يشكو من الجمود الدبلوماسي في مجلس الأمن. وقال سيدا، ان أول علامة على فشل جهود مجموعة الاتصال بدأت تظهر. وقال “السعودية لم تحضر الاجتماع”، الذي عقد في القاهرة يوم الاثنين في انتكاسة لعمل المجموعة. وأضاف “أبلغنا مساعدي الرئيس المصري محمد مرسي تحفظاتنا حول المشاركة الايرانية”.
ويسود الانقسام المجلس الوطني السوري، حيث يوجد صراع على السلطة بين الاسلاميين والسياسيين العلمانيين والزعماء، الذين يقيمون في المنفى والناشطين في سوريا، وهو صراع يقوض زعم المجلس الوطني بأنه يمكن أن يكون بديلا للأسد.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 19 سبتمبر 2012)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.