تصويت أولي على مبادرتين حول “الشفافية المالية في الحياة السياسية”
لازال تمويل الأحزاب السياسية في سويسرا بمثابة "الصندوق الأسود"! وحتى الآن فشلت جميع المحاولات السابقة على المستوى الوطني لكشف الغموض المحيط بهذا الملف، إلا أن يوم الأحد 4 مارس سيشهد تصويت الناخبين في كانتونين على مبادرة الشفافية المالية في الحياة السياسية.
يتوجّه الناخبون في كانتوني فريبورغ وشفيتس يوم 4 مارس القادم إلى صناديق الإقتراع للتصويت على مبادرتين تطالبان الأحزاب السياسية بالكشف عن مصدر أموالها ولا سيما خلال الحملات الإنتخابية أو التي تسبق الإقتراعات والإستفتاءات.
هذه المساهمة هي جزء من منصة #الديمقراطية المباشرة، التي تتيحها swissinfo.ch لطرح ومناقشة قضايا الديمقراطية المباشرة وفيها يُتاح المجال – بالإضافة إلى الصحفيين التابعين لهيئة التحرير – استضافة كتاب خارجيين لا تتطابق مواقفهم بالضرورة مع مواقف swissinfo.ch.
هذا التحرك يتزامن مع مبادرة شعبية تم تقديمها في أكتوبر 2017 تُطالب بالشفافية في تمويل الأحزاب على المستوى الوطني. ويسعى أصحاب المبادرة إلى الرد على الإنتقادات الدولية الموجّهة لسويسرا في هذا المجال.
من جهتها، رفضت الحكومة السويسرية المبادرة الشعبية، في حين لم يتخذ البرلمان قرارا حتى الآن.
ومن المتوقع أن تكون نتيجة التصويت في كانتوني فريبورغ وشفيتس مؤشرا على فرص نجاح المبادرة الشعبية الأخرى المطروحة على المستوى الفدرالي.
“الديمقراطية تحت المجهر”
في كانتون شفيتس، تطالب المبادرة بالكشف عن ميزانيات الأحزاب ونشر تبرعات الشركات والأفراد، التي تزيد قيمتها عن 5 آلاف فرنك.
من جهته، يؤكد نوح بيلر، رئيس الفرع الشبابي للحزب الإشتراكي في كانتون شفيتس، أن هذه المبادرة تعد من صلب الديمقراطية، ويقول: “نخشى حصول عدم توازن في الديمقراطية. من يملكون المال، لديهم صوت أقوى ويُمكن أن يفرضوا أجندتهم الإقتصادية”. ويضيف بيلر “معنى ذلك أن الحياة السياسية تواجه خطر هيمنة الإقتصاد عليها بشكل متزايد”.
“عدم التناسب”
في كانتون شفيتس، أعلنت الأحزاب المتموقعة على يمين ووسط الخارطة السياسية عن معارضتها لمبادرة الشفافية. ويرى رولاند لوتس من حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) أن هذه المبادرة تشكل عقبة أمام سير الحياة السياسية بسلاسة، ويقول: “هذه المبادرة تؤدي إلى تعقيد بيروقراطي غير لازم وإلى المزيد من التحكم”.
رئيس فرع حزب الشعب السويسري في كانتون شفيتس أضاف: “يجب أن يكون المواطن حرا في اختيار الحزب الذي يريده، دون معرفة الجهة المتبرعة. وينبغي أن يبقى ذلك سرا مثل ورقة التصويت”.
يُذكر أن هذه المبادرات لا تشكل سابقة في تاريخ سويسرا، حيث سبق أن اعتمدت كانتونات نوشاتيل وجنيف وتيتشينو مُبادرات مماثلة من أجل ضمان شفافية تمويل الأحزاب.
في المقابل، سيُمثل قبول المبادرة الشعبية في كانتون شفيتس سابقة في المناطق المتحدثة بالألمانية في سويسرا وقد تشكل قوة دفع لطرح هذه المبادرة للتصويت على المستوى الوطني.
(نُشرت هذه المقالة يوم 27 فبراير 2018 على موقع القناة العمومية الناطقة بالفرنسية للإذاعة والتلفزيون السويسري).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.