مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دراسة حديثة: واحدة من كل ثلاث شركات سويسريّة تدفع رشاوى في الخارج

حزم من النقود السويسرية موضوعة على طاولة.
حزم من النقود السويسرية موضوعة على طاولة. keystone-sda.ch/© KEYSTONE / TI-PRESS / ALESSANDRO CRINARI

كشفت دراسة حديثة أن واحدة من كلّ ثلاث شركات سويسريّة تعترف بدفع رشاوى في الخارج، ويواجه أكثر من نصفها مطالبات بدفع رشاوى سريّة في أعمالها الخارجية. وتبيّن الدّراسة أن مثل هذه الرشاوى أصبحت أكثر شيوعا ممّا كان عليه الوضع قبل عشر سنوات.

على الرغم من التّدابير المتزايدة لمكافحة الفساد، لا تزال الممارسات غير القانونية المتمثلة في تقديم الشركات الأجنبية مدفوعات غير رسمية أو هدايا غير قانونية منتشرة على نطاق واسع، بحسب ما أورده الفرع السويسريّ لمنظّمة الشفافيّة الدّوليّة في بيان صحفيّ أصدره يوم الأربعاء 28 فبراير. وهذا ما رشح عن دراسة مشتركة أجرتها جامعة العلوم التّطبيقيّة في غراوبوندن والفرع السّويسريّ للمنظّمة الدّوليّة سابقة الذكر.

وأوضح الاستطلاع الذي أُجري عبر الإنترنت وشمل 539 شركة سويسريّة تعمل في الخارج، وغطّى شركات مختلفة الاحجام وتنشط في قطاعات متنوعة، أن 52% من هذه المؤسسات تواجه مطالبات بتقديم مدفوعات سرّيّة، واعترف 63% منها بدفع مثل هذه المدفوعات بالفعل، وفقًا للاستطلاع.

ويتجلى من خلال هذه الدراسة أن الشركات تنفق 5.6% من حجم أعمالها في الدّولة المعنيّة على مدفوعات سرّيّة غير رسميّة. وتؤثر هذه الظاهرة على المؤسّسات الصّغرى والمتوسّطة بقدر ما تؤثر على الشّركات المتعدّدة الجنسيات. وتُظهِر المؤسسات الاقتصادية التي لديها مرافق إنتاج أو مشاريع مشتركة أو استثمارات في سوق الأسهم استعدادًا أكبر للدفع.

الفساد في القطاع العام

الدراسة أظهرت أيضا أنّ الفساد منتشر على نطاق واسع في القطّاعين العام والخاص على السواء، حيث أفاد أكثر من 70% من الشّركات المعنيّة بأنّه كان هناك توقّع بتقديم المكافآت عند منح العقود من قبل شركات أخرى، في حين كانت النسبة 60% في حالة العقود العامّة. وتأتي هذه “التوقّعات” أحيانًا من الشّرطة أو مكاتب الجمارك.

وأبلغ ربع المستجوبين.ات عن خسارة عقد عام أو خاص لصالح منافس بسبب الفساد خلال السنتيْن الماضيتيْن. وكان ذلك واضحا بشكل خاص في إيطاليا والصين، وروسيا، وألمانيا.

وتقول واحدة من كل سبع شركات شملها الاستطلاع إنها امتنعت عن دخول سوق بسبب مخاطر الفساد. وفي هذا السياق، ورد ذكر روسيا وإيران وبيلاروسيا وأوكرانيا في أغلب الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، تقول 12% من المؤسسات المشاركة في الاستطلاع إنها خرجت من السّوق في السّنوات الخمس الماضية لنفس السبب، مع ذكر روسيا وإيران وأذربيجان وأنغولا والصين في هذه الحالة.

الوقاية غير كافية

حتى بداية الألفية الجديدة، لم يكن لإقرار الشركات التي يوجد مقرها في سويسرا بدفع رشاوى أي عواقب تُذكر. بل إن هذه الممارسة كانت تعد ضرورية للعمل في بعض الاسواق الأجنبية، ويمكن إعفاء المبالغ المدفوعة من الضرائب. لكن المقاربة والإطار القانوني تغيّرا خلال العشرين سنة الماضية.

ونتيجة لذلك، تم اعتماد استراتيجيّات وقائيّة، مثل التّوثيق الكتابيّ لجميع المعاملات التّجارية. كما يمكن للشّركات أيضًا اللّجوء إلى إجراءات تأديبيّة أو قانونيّة، أو فرض التزامات تعاقديّة على أطراف ثالثة.

ورغم ذلك، أظهرت الدراسة اتجاها تصاعديا لحالات الفساد. ويعزى هذا جزئيا بحسب مؤلفي ومؤلفات الدّراسة إلى اعتماد منهجية جديدة مقارنة بالاستطلاعات السابقة.

قضايا قليلة أمام المحاكم

ولا تزال إجراءات الوقاية تعاني من ثغرات، حيث لا تنفّذ شركة واحدة من ضمن أربع شركات أي تدابير أساسيّة، مثل المبادئ التوجيهيّة الملزمة أو فحوصات العناية الواجبة من قبل أطراف ثالثة معتمدة، ولا يمتلك نصف الشركات برامج تدريب للموظفين والموظفات ولا مكتب مستقلّ للإبلاغ عن المخالفات.

ويذكر مؤلفو ومؤلفات الدراسة، أن الملاحقة الجنائيّة للشّركات المخالفة أمر نادر الحدوث. وفي السّنوات العشرين الماضية، تمت إدانة 11 شركة سويسريّة فقط لفشلها في منع الجرائم الجنائيّة الخطيرة.

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

أخبار

شرطة مكافحة الشغب

المزيد

منظمة العفو الدولية: تزايد الضغوط على حق التظاهر في أوروبا

تم نشر هذا المحتوى على تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية يكشف عن تزايد القيود على حرية التجمع في العديد من الدول الأوروبية، ويطالب بتحسين الوضع في سويسرا.

طالع المزيدمنظمة العفو الدولية: تزايد الضغوط على حق التظاهر في أوروبا
سيتم مراقبة بنك يو بي إس عن كثب من قبل هيئة مراقبة الأسعار في المستقبل.

المزيد

هيئة مراقبة الأسعار السويسرية ستراقب بنك يو بي إس عن كثب في الفترة القادمة

تم نشر هذا المحتوى على بعد اندماج بنك يو بي إس وكريدي سويس، ترغب هيئة مراقبة الأسعار في إلقاء نظرة أكثر تفحصًا على البنك السويسري الكبير الوحيد المتبقي.

طالع المزيدهيئة مراقبة الأسعار السويسرية ستراقب بنك يو بي إس عن كثب في الفترة القادمة
امرأة مع طفلتها

المزيد

الحكومة الفدرالية: المساواة لم تتحقّق بعد في سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على لم تتحقّق المساواة بين النساء والرجال في سويسرا حتّى الآن، وفق ما أعلنته الحكومة الفدرالية السويسرية في تقرير قدّمته إلى الأمم المتحدة.

طالع المزيدالحكومة الفدرالية: المساواة لم تتحقّق بعد في سويسرا
كان البنك الوطني السويسري من أوائل البنوك المركزية الرئيسية في العالم التي خفّضت سعر الفائدة الرئيسي في شهر مارس الماضي، الأمر الذي كان بمثابة مفاجأة.

المزيد

المصرف الوطني السويسري يُخفّض سعر الفائدة الرئيسي إلى 1.25%

تم نشر هذا المحتوى على قام البنك الوطني السويسري بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي مرة أخرى، من 1.5% إلى 1.25%، وذلك بسبب انخفاض معدل التضخم.

طالع المزيدالمصرف الوطني السويسري يُخفّض سعر الفائدة الرئيسي إلى 1.25%
وافقت اللجنة المعنية على قرار الحكومة الشهر الماضي بدفع المساهمة، بشرط التزامها بالشروط المحددة.

المزيد

سويسرا تمنح الأونروا 10 ملايين فرنك لتغطية احتياجات إنسانية عاجلة في غزة

تم نشر هذا المحتوى على سويسرا تعطي الضوء الأخضر لدفع 10 ملايين فرنك للأونروا لتغطية احتياجات المنظمة الأكثر إلحاحًا في غزة.

طالع المزيدسويسرا تمنح الأونروا 10 ملايين فرنك لتغطية احتياجات إنسانية عاجلة في غزة
قال ماركو كييزا رئيس اللجنة البرلمانية من حزب الشعب السويسري إن الإجراءات المقترحة مبررة في نظر الأغلبية.

المزيد

البرلمان السويسري يؤيّد تشديد الرقابة على المساعدات المخصصة لفلسطين

تم نشر هذا المحتوى على وافق مجلس الشيوخ على اقتراح يدعو إلى فرض ضوابط أكثر صرامة لضمان عدم استخدام الأموال المقدمة لفلسطين في تمويل الإرهاب.

طالع المزيدالبرلمان السويسري يؤيّد تشديد الرقابة على المساعدات المخصصة لفلسطين
تدريبات عسكرية

المزيد

الجيش السويسري يشارك في مناورات حلف شمال الأطلسي في ألمانيا

تم نشر هذا المحتوى على سيشارك الجيش السويسري في واحدة من أكبر مناورات العمليات الجوية في أوروبا، والتي تقام في بلد مختلف كل عام.

طالع المزيدالجيش السويسري يشارك في مناورات حلف شمال الأطلسي في ألمانيا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية