دعم سويسري لإعادة إعمار مخيم نهر البارد
تشارك سويسرا مفتتح هذا الأسبوع ممثلة بوزيرة الخارجية ميشلين كالمي - ري في مؤتمرين دوليين على أعلى مستوى حول الشرق الأوسط يُعقدان في فيينّا وبرلين.
وعُقد مؤتمر للدول المانحة بفيينا الاثنين 23 يونيو بدعوة من الحكومة اللبنانية، والبنك الدولي من أجل حشد الدعم اللازم لإعادة إعمار مخيم نهر البارد في شمال لبنان، في حين سيتركّز الاهتمام في مؤتمر برلين يوم 24 يونيو على تعزيز المؤسسات الأمنية وبناء دولة القانون في الضفة الغربية.
يتمثل هدف المؤتمر الأول في توفير 450 مليون دولار تقول الحكومة اللبنانية إنها ضرورية لإعادة بناء مخيم نهر البارد، والقرى الخمسة عشر المجاورة له التي دمرت أثناء المواجهات العنيفة شمال لبنان بين الجيش وفلول “أنصار فتح الإسلام” في السنة الماضية.
وحضر المؤتمر الذي انعقد بقصر المؤتمرات في هوفبورغ بفيينّا فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان، ونظيره الفلسطيني سلام فيّاض، وعمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى بنيتّا فرّيرو – فالدنر، المستشارة الأوروبية للشؤون الخارجية بالإتحاد الأوروبي، وأرسولا بلاسنيك، وزيرة الخارجية النمساوية، بينما ومثلت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي- ري، بلادها في هذا المؤتمر.
وتعرّض مخيّم نهر البارد الذي يأوي 40.000 لاجئا فلسطينيا للتدمير خلال مواجهات السنة الماضية التي دامت ثلاثة أشهر. وطبقا للإحصاءات المتداولة، عادت إلى المخيم بعد هدوء المعارك، 1900 عائلة، في حين لا تزال قرابة 2400 عائلة تعيش في مخيم البداوي، وفي مدينة طرابلس المجاورة.
وتقول الحكومة اللبنانية، إحدى الجهات الداعية للمؤتمر، إنها تسعى إلى انتهاز فرصة انعقاد هذا المؤتمر “لوضع قضية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في إطارها الصحيح، ومحاولة فهم الأبعاد الحقيقية لهذه القضية”.
وأضاف فؤاد السنيورة، خلال مؤتمر صحفي قبل افتتاح المؤتمر: “وهذه أيضا فرصة للتذكير بأن إسرائيل لا تزال ترفض الإقرار بحق العودة لهؤلاء اللاجئين”.
سويسرا ملتزمة بدعم اللاجئين الفلسطينيين
وعبرت وزيرة الخارجية السويسرية خلال الكلمة التي ألقتها بمؤتمر الدول المانحة بفينّا صباح الإثنين عن استمرار دعم بلادها للاجئين، مضيفة أن “سويسرا تعترف بمسؤولية المجتمع الدولي تجاه مأساة اللاجئين” وأنها “في حوار متواصل مع البلدان التي تستضيفهم، وهي تدعم بقوة مشروعات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط” أونروا.
وحول مخيم نهر البارد تحديدا، أضافت السيدة كالمي – ري: “المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية خاصة في ما يتعلق بإعادة بناء المخيم، وعلينا جميعا أن نسهر على أن يتم ذلك في احترام تام للاحتياجات الأمنية للبنان، ولقيم المجتمع الفلسطيني وثقافته”.
وربطا للأقوال بالأفعال، وعدت الحكومة السويسرية على لسان الوزيرة برصد مليونيْ فرنك سويسري إضافية إلى جانب الإعانات الحالية التي تصل إلى 4.5 مليون فرنك.
وسبق للحكومة السويسرية أن خصصت مساعدات إنسانية لنفس الغرض قدرها 200.000 فرنك سويسري لمساعدة النازحين والعائلات التي فضّلت البقاء بالمخيم في سنة 2007.
واستجابة منها لنداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، رصدت إعانة ثانية عاجلة بلغت 250.000 فرنك، للمشاركة في إعادة بناءالمخيم. وأرسلت خبراء لدعم عمل الوكالة.
ومنذ بداية الشهر الجاري، يشارك خبير من وحدة المساعدات الإنسانية السويسرية (CSA) في دعم برامج ومشروعات تشرف عليها وكالة الغوث في مجال الإسكان. كما يتولى هذا الخبير السويسري تنسيق جهود العديد من الجهات الداعمة للاجئين الفلسطينيين، ويشرف على تنظيم عودة اللاجئين إلى مخيم نهر البارد، وعملية إعادة بناء ما دمرته المواجهة بين الجيش اللبناني، وأنصار “فتح الإسلام”.
ومن المتوقع أن ترسل الحكومة السويسرية المزيد من الخبراء إلى المنطقة بموفى هذه السنة، وأن تخصص المزيد من الإعتمادات المالية أكدت وزيرة الخارجية أنها ستبلغ 25 مليون فرنك سويسري بموفى سنة 2012.
مؤتمر برلين لدعم المؤسسات الأمنية بالضفة
المؤتمر الثاني، والذي يعقد الثلاثاء 24 يونيو ببرلين على هامش اجتماع اللجنة الدولية الرباعية، والذي تحضره أربعون دولة من بينها سويسرا، سيتركز جدول أعماله بحسب بيان لوزارة الخارجية السويسرية على “إنشاء أجهزة أمنية فلسطينية بالضفة الغربية تكون في خدمة المواطنين”، ودعم المجتمع المدني الفلسطيني، وإقامة مؤسسات قضائية مستقلة.
وتهدف وزارة الخارجية الألمانية التي دعت إلى هذا المؤتمر إلى جمع 180 مليون دولار لتعزيز الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية. ونقلت وكالة رويتر للأنباء عن دبلوماسي ألماني قوله: “ينبغي أن يتمكن الشعب الفلسطيني من الشعور بالأمن”، مضيفا أن “وجود مؤسسات قضائية وأمنية قوية سيساعد على إحلال الاستقرار في المنطقة”.
وبالنسبة للمنظمين: “لا يمكن أن تنشأ دولة فلسطينية مستقلة، إلا من خلال ضمان أمن الدولة الإسرائيلية، وتعزيز قوة الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية هو في مصلحة الطرفين”.
وشددت وزارة الخارجية الألمانية على أن الإعداد لهذا المؤتمر تم بتنسيق واسع مع الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فيّاض، وتقدم الطرف الفلسطيني خلال الفترة التحضيرية بسلسلة من المقترحات والمشاريع ستناقش خلال المؤتمر.
ويأمل المشرفون على مؤتمر برلين، والذي يأتي بعد مؤتمر المانحين الذي عقد بباريس العام الماضي، أن يكون خطوة إضافية على الطريق نحو إبرام اتفاق شامل يقوم على وجود دولتين جنبا إلى جنب.
سويس انفو مع الوكالات
في 20 مايو 2007، اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني ومجموعات تنتمي إلى منظمة “فتح الإسلام” في نهر البارد، الواقع على مقربة من مدينة طرابلس اللبنانية المحاذية للبحر. وأدت تلك المواجهات إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر الجيش وأنصار “فتح الإسلام”، وكذلك بين صفوف السكان المدنيين أيضا.
واستمرت تلك المواجهات من دون انقطاع ثلاثة أشهر كاملة، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية وشبكة توزيع المياه والصرف الصحي، والإنارة، وهدم غالبية المنشآت السكانية، واضطر سكان المخيم للجوء إلى مخيم البدّواي الذي لا يفصله عن مخيم نهر البارد سوي بضعة كيلومترات، وتم إيواء آلاف النازحين في المباني العامة والمدارس، وغيرها. ويبلغ عدد النازحين بحسب المنظمات الإنسانية 30.000 شخص، لكن هؤلاء، وبعد صمت هدير المدافع، يرغبون في العودة إلى المخيم.
لكن إعادة إعمار المخيم تتطلب جهودا دولية كبيرة، وإعانات طائلة، لأن المخيم قد دمّر تقريبا بالكامل. ولحشد الجهود الدولية، دعت لبنان إلى تنظيم مؤتمر للدول المانحة، عقد اليوم 23 يونيو 2008 بفيينا، عاصمة النمسا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.