ديك مارتي: “القوى الكبرى كانت على علم بقضية الاتجار بالأعضاء في كوسوفو”
أعلن ديك مارتي في باريس أن القوى العالمية الكبرى كانت على علم بعمليات الاتجار بالأعضاء في كوسوفو، والتي كان يدير شبكتها هاشم تاتشي، رئيس الوزراء الكوسوفي الحالي، لكن تلك القوى اختارت تجاهل الأمر.
ويقول مقرر مجلس أوروبا أنه يريد من خلال تقريره الذي نشر يوم الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 تحريك الجهود “لكشف حقيقة ما جرى”، بغض النظر عن العراقيل التي يمكن ان تعيق فتح تحقيق دولي مستقل.
وقال مارتي عضو مجلس الشيوخ السويسري (من الحزب الليبرالي الراديكالي عن كانتون تيتشينو) خلال ندوة صحفية عقدها يوم الخميس 16 ديسمبر 2010 في العاصمة الفرنسية: “أعتقد أن مجرد القول بصوت عال اليوم ما هو معلوم لدى الجميع يمكن أن يطلق حركية وعملية نشطة من أجل تسليط الضوء على هذه القضية”.
ويوم الخميس أيضا أقرّت لجنة خاصة منبثقة عن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا التقرير الذي تداولت العديد من وسائل الإعلام العالمية نتائجه منذ يوم الثلاثاء الماضي. وتقول الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الآن إنها تريد أن ترى البلدان المعنية والمحاكم الدولية تفتح تحقيقا في المزاعم المتعلقة بالقتل والاتجار بالأعضاء في كوسوفو نهاية عقد التسعينات.
وطبقا للوثيقة التي أعدها ديك مارتي، بطلب من مجلس أوروبا، فإن مسؤولين بالجيش الوطني لتحرير كوسوفو UCK تورطوا في أواخر التسعينات في عمليات اتجار بالأعضاء البشرية انتزعت من سجناء صرب، ومن معارضين ألبان أيضا.
ويشير التقرير إلى أن تلك العمليات وقعت في كوسوفو في عامي 1999 و2000 ثم نقلت الأعضاء عبر مطار تيرانا إلى دول أخرى، ويذهب إلى أن رئيس الوزراء الحالي لكوسوفو متورط في هذه العمليات غير المشروعة وفي إصدار أوامر بالاغتيال وبارتكاب جرائم أخرى. ويذكر أن تاتشي، ومن ورائه الحزب الديمقراطي الكوسوفي، قد فاز يوم الأحد 12 ديسمبر 2010 بأوّل انتخابات تشريعية شهدتها كوسوفو منذ إعلانها الإستقلال عن صربيا من جانب واحد.
وفي أوّل رد فعل لها، وصفت حكومة كوسوفو تقرير ديك مارتي “بالفضيحة”، وبأنه “مملوء بالعناصر المفبركة وبالأكاذيب التي تعيد إنتاج الحملات التشهيرية السابقة”. وأعلنت بريشتينا أنها “سوف تتابع ديك مارتي قضائيا”.
كذلك طالبت كارلا دل بونتي، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا سابقا بفتح تحقيق دولي “كامل وشامل” في ما حدث. وقالت: “إن التقرير يدعم ما سبق أن أشرت إليه في كتابي “المطاردة”، بل يذهب إلى أبعد من ذلك”.
ويذكر أن كتاب دل بونتي، التي تشغل حاليا منصب سفيرة سويسرا في الأرجنتين، قد نشر سنة 2008 تحت عنوان “المطاردة” هو الذي دفع مجلس أوروبا إلى فتح تحقيق حول ملف الإتجار بالأعضاء في كوسوفو.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.