عشرات آلاف السويسريين مُدمنون على الإنترنت
كشفت دراسة جديدة أن عدد الأشخاص المُدمنين على الإنترنت في سويسرا قد يصل إلى 70000 فيما يواجه 110000 آخرون خطر الاستخدام المُفرط للشبكة.
ويعتبر الشخص مُدمنا على الإنترنت عندما يقضي ما مُعدله 35 ساعة أسبوعيا على الشبكة خارج أوقات العمل، حسب الدراسة التي نشرها المعهد السويسري للوقاية من الإدمان على الكحول والمخدرات يوم الإثنين 20 أكتوبر الجاري في لوزان.
ويقول المعهد السويسري للوقاية من الإدمان على الكحول والمخدرات إن الأعراض والأمراض المُتصلة بالاستخدام المفرط لشبكة هي مُماثلة لتلك التي تُلازم الإدمان على المُخدرات أو الكحول. ومن بين الانعكاسات الأكثر شيوعا لهذا الإدمان صعوبة العلاقات الاجتماعية، وضعف الأداء المدرسي أو المهني، واكتساب عادات غذائية غير مُنتظمة، وهيئة جسمانية غير سليمة، والمعاناة من الصداع النصفي واضطرابات النظر. وعندما لا يتمكن المُدمن على الإنترنت من قضاء الوقت الذي يريده مُرتبطا بالشبكة، قد يصبح قلقا وحتى عُدوانيا.
ومن أكبر أسباب الإفراط في استخدام الإنترنت الألعاب الإلكترونية والدردشة، فضلا عن إغراء المواقع التي تعرض محتويات جنسية أو إباحية.
وفي تصريحات لسويس انفو، قالت المتحدثة باسم المعهد، كورين كيبورا: “إن عددا مُتزايدا من الناس يستخدمون الإنترنت بانتظام أكثر. ويمكننا أن نفترض أنه كلما تـوفر منتوج بكثرة، كلما كبر حجم المُشكلة”.
واستطردت قائلة: “يناقش الخـُبراء منذ سنوات عديدة كيفية التعامل مع الإدمان على الإنترنت. وقد طـَلب منا الآباء والمربون أيضا المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع خلال الأشهر والسنوات الأخيرة. ولكن لا يزال هنالك نقص في البحث لإظهار النقطة التي تؤثر فيها هذه الظاهرة على الناس”.
وقد أوضح المعهد أن الاستخدام المتنامي للإنترنت يولد الحاجة إلى إجراء تحقيقات إضافية على مستوى الآثار الجانبية.
مُقترحات لمنع تفـاقم الوضع
ووفقا للأرقام التي جمعها المكتب الفدرالي للإحصاء، يُقدر عدد سكان سويسرا المدمنين على الإنترنت بنحو 2,5%، فيما تبلغ النسبة 3,7% بالنسبة للسكان المعرضين لخطر الإدمان. ويُعتقد أن الحالة السويسرية قابلة للمقارنة مع بقية أوروبا.
ويقول مؤلفو الدراسة إن قضاء أقل من 35 ساعة في الأسبوع على شبكة الإنترنت يُشكل أيضا نوعا من الإدمان. ويشير المعهد إلى أن أغلب الناس الذين خفضوا من استخدامهم للإنترنت قاموا بذلك فقط بعد التعرض لضغوط من جانب الأهل والأصدقاء.
وقد نشر المعهد مقترحات لمنع تفاقم الوضع، لعل أبرزها مراقبة الكبار لاستخدام الانترنت من قبل الصغار والمراهقين للتأكد من أن الإبحار في الشبكة يتم بشكل معتدل.
ومن الناحية التقنية، يمكن لمواقع الألعاب الإلكترونية تحديد مدة زمنية معينة لحصة اللعب، في حين يمكن للمُصنعين أيضا على تحديد معايير صحية، مثل تصميم نوافذ إعلانية تنصح المُستخدمين بأخذ قسط من الراحة بعيدا عن الشاشة.
سويس انفو – جيسيكا ديـسي
كشفت دراسة استقصائية أجرتها الحكومة الفدرالية حول استخدام الإنترنت في سويسرا عام 2006 أن:
64٪ من الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 14 عاما يستخدمون الإنترنت يوميا أو عدة مرات في الأسبوع.
ويستخدم الرجال الشبكة العنكبوتية أكثر من النساء (73% مقابل 56%)، بينما يُقضي الجيل الأصغر سنا، الذي يتراوح عمره بين 14 و29 عاما، وقتا أطول على الإنترنت مقارنة مع الجيل الذي تجاوز سن الخمسين (84% مقابل 41% على التوالي).
حاليا، لا يوجد مُصطلح مُتفق عليه عموما لوصف الإدمان على الإنترنت، ويمكن الإشارة إلى الاستخدام المفرط للشبكة بـ “الاستخدام المرضي للانترنت” أو”الإدمان على الإنترنت”.
في عام 2000، لم يكن هذا المفهوم معروفا إلى حد ما، لكنه أصبح أكثر قبولا اليوم. وما يُسمى بالإدمان على الإنترنت هو نوع من التبعية لشيء وليس لمادة مُعينة (كالكحول أو المخدرات)، وبالتالي فهو لم يُصنف حتى الآن على أنه اضطراب أو مرض.
ويظهر هذا الإدمان من خلال الاستخدام المُلزم للانترنت، وفقدان السيطرة على الاستعمال، وقضاء وقت متزايد باستمرار على الإنترنت، وحصر كافة الاهتمامات داخل عالم الإنترنت، وظهور أعراض مثل القلق عندما لا يكون الشخص مرتبطا بالشبكة، والاستمرار في الاستخدام رغم الآثار الجانبية السلبية. وليس بالضرورة أن تظهر كافة هذه الأعراض في وقت واحد.
وكانت دراسة سويسرية قد استنتجت في عام 2001 أن الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على الإنترنت يقضون ما معدله 35 ساعة أسبوعيا على شبكة الإنترنت خارج نطاق عملهم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.