"ينبغي ضمّ إقليم التيلينا الإيطالي لسويسرا من جديد".. كان هذا من أكثر المقترحات إثارة للجدل من بين 700 مقترح تقدم بها شباب سويسري في مسابقة لتغيير الكنفدرالية. وقد التقى الشباب من بين البرلمانيين السويسريين في برن بأصحاب المقترحات الفائزة، حيث قدم هؤلاء المتسابقون مقترحاتهم وبحثوا في سبل تفعيلها.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
درس التاريخ والعلوم السياسية في جامعة برن. سبق له العمل مع وكالة أنباء رويترز وصحيفة "دير بوند" وصحيفة "بَرنَر تسايتونغ" اليومية، ومحطة إذاعة "فوردَرباند" المحلية. أنجز تحقيقات حول الممارسة السويسرية للديمقراطية المباشرة الحديثة بكل جوانبها وعلى جميع المستويات، واضعاً المواطن والمواطنة السويسرية في مركز الحدث دائماً.
من الصعب تصور وجود شباب ينظرون للعالم بسلمية أكثر من آمين كاسوت وماتيو بريكولا. إلا أن ما تفتقت عنه قريحة الشابين ذوي السادسة عشرة عاماً والمنحدرين من كانتون غراوبوندن، قد ينتهي بحرب بين سويسرا وإيطاليا. أو على الأقل بنزاع خطير على الحدود.
طبعاً هذه مبالغة شديدة، وليس هذا ما يرمي إليه أبداً الطالبان من أبناء مدينة خور. فما يقترحانه هو عملية سلمية وشديدة الديمقراطية: وهي اقتراع شعبي للسكان الإيطاليين حول تحويل إقليم فالتيلينا من التبعية لإيطاليا إلى التبعية لسويسرا.
ولقد خطرت لهما هذه الفكرة لإنهما كثيراً ما يسمعان أثناء نقاشاتهما مع كبار السن من أبناء الكانتون جملة غريبة وهي: “نعم، في السابق، حينما كانت فالتيلينا لا تزال تابعة لسويسرا”. ولقد بقيت هذه الجملة في ذاكرة كاسوت وبريكولا. ومن ثمَّ انتهيا إلى نتيجة مفادها أن الكثيرين من أبناء فالتيلينا يفضلون التبعية لكانتون غراوبوندن أي إلى سويسرا. ولهذا رأي الشابان أنه على برن إجراء حوار مع روما حول إقتراع يقرر فيه أبناء فالتيلينا مصيرهم بأنفسهم.
رخص السياقة والأطفال المخنّثون
ولقد أعجب كريستيان إيمارك بفكرة إستعادة هذا الإقليم المفقود لدرجة جعلته يمنح مشروع “عودة فالتيلينا إلى سويسرا” لقب المشروع الفائز. “إنه ذلك المقترح الذي سيحدث تغييرا في سويسرا واضحا للعيان”، على حد قول عضو الغرفة العليا بالبرلمان الفدرالي عن حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد. فالمقترح يعلي من شأن قيم سويسرية مثل حق تقرير المصير والإستقلالية والحرية والمسؤولية الخاصة، كما يبرر إيمارك اختياره.
لكن كيف يتخيل إيمارك إدماج عودة سويسرا لحجمها السابق في العملية السياسية الحالية؟ بالطبع لا يمكن تكليف الحكومة الفدرالية بالسفر إلى إيطاليا والإعلان هناك أن سويسرا سوف تنتزع إقليم فالتيلينا. “ولكننا نريد أن نسأل الحكومة السويسرية عما إذا كانت على وعي بالوضع في فالتيلينا”، على حد قول إيمارك.
أما فيما يتعلق بباقي المقترحات الفائزة والتي اختارها البرلمانيون الشباب الأحد عشر فكان من بينها إمكانية حصول الشباب بدءاً من سن السادسة عشرة على رخصة قيادة السيارات بدلاً من سن الثامنة عشرة (أدريان بينهو، 16 عاماً، من كانتون فالي)، وحماية الأطفال المخنثين (دييغو إستيبان، 24، جنيف)، وتوفير ظروف أفضل للتدريب في مجال التمريض (فصل دراسي مهني، بالمدرسة المهنية والتخصصية والتأهيلية BFF ببرن)، والتخلّي عن الضرائب المجحفة المفروضة على المتزوّجين (جويل كاوفمان، 23، سانت غالن).
إذن فقد كان هناك الكثير من الموضوعات التي من شأنها إحداث توتراً سياسيا وشدّا وجذبا تحت قبة البرلمان الفدرالي.
أفكارا قريبا على الأجندة السياسية؟
منصة engage.ch هي أحد مشروع اتحاد برلمانات سويسرا الشبابية.
الهدف من هذه المنصة تشجيع المشاركة السياسية للشباب تحت سن الخامسة والعشرين.
في الربيع الماضي تقدم شباب من سويسرا على مدى خمس أسابيع بأكثر من 700 مقترح عبر الإنترنت لتغيير سويسرا.
اختار كل عضو من أعضاء البرلمان السويسري دون سن الخامسة والثلاثين والبالغ عددهم أحد عشر عضواً أحد المشروعات باعتبارها المشروع الفائز.
في 12 يونيو 2017 استقبل النواب الشبان الفائزين في مقر البرلمان الفدرالي ببرن. وأثناء النقاش تباحثوا في الوسائل التي يمكن بها إدراج الموضوع على الأجندة السياسية الرسمية.
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
سويسرا… بلد السكك الحديدية تراهن على الطرق السريعة أيضًا
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الكلمة الأخيرة تظل للمواطنين حتى في الشؤون.. المالية!
تم نشر هذا المحتوى على
يُشارك الجميع في اتخاذ القرار بشأن إنفاق المال العام! فقد أصبحت “ميزانيات المواطنين” أو “الميزانيات التشاركية” أحدث تقليعة في السنوات الأخيرة، فقد حدث ذلك حتى في مدريد وباريس، حيث وضع أكثر من مرة نصف مليار يورو من ميزانية المواطنين تحت تصرف السكان. أما في سويسرا فالأمر مختلف، حيث أن مشاركة المواطنين في وضع الميزانية مترسخة…
تم نشر هذا المحتوى على
بثقة في النفس تدفع ليانا ماير دراجتها البخارية في هذا اليوم الربيعي البارد والمُمطر عبر شارع تساون في مدينة غلاروس، عاصمة الكانتون الذي يحمل نفس الإسم في شرق سويسرا. لقد حصلت ابنة الرابعة عشرة على رخصة قيادة الدراجات البخارية قبل شهر. أما بالنسبة للتصويت والإنتخاب فيتحتم على ليانا الإنتظار عامين آخرين “فقط”. لكن هذا الأمر…
تم نشر هذا المحتوى على
وركّزت الدراسة المكوّنة من 530 صفحة، والتي نشرت نتائجها يوم الأربعاء 19 أبريل 2017، على أوضاع اليافعين البالغين من العمر 15 عاما في 35 بلدا من الدول الأعضاء في المنظمة الإقتصادية للتعاون والتنمية ومن بينها سويسرا. واعتنى هذا التقرير الذي أشرف على إنجازه البرنامج الدولي لتقييم الطلبةرابط خارجي ، المعروف اختصارا ببيسا (PISA) ،بالعوامل التي تساعد…
تم نشر هذا المحتوى على
فرغم أن الهواتف الذكية والجهاز اللوحي أصبحا من الأمور الأساسية التي لا يستطيع الجيل الجديد من الشباب الإستغناء عنها إلا أنهم لا يعتمدون بالدرجة الأولى على هذه الوسائل الحديثة لفهم القضايا السياسية، بل على الأب والأم والمدرسة. وأفاد معهد جى اف اس برن، أنه عندما يتعلق الأمر بالمسائل المطروحة للاستفتاء فإن الشباب يستقون معلوماتهم بشكل…
تم نشر هذا المحتوى على
نتائج هذه الدراسة رابط خارجيالممثلة لهذه الشريحة السكانية التي أجريت في كل من سويسرا والولايات المتحدة وسنغافورة والبرازيل نُشرت يوم الثلاثاء 4 أكتوبر الجاري. وقد تم استجواب ألف شاب عبر الإنترنت أساسا من طرف معهد gfs.bern. من بين النتائج التي يُمكن استخلاصها منها، يُلاحظ أن الحياة الرقمية تتنامى في صفوف الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين…
تم نشر هذا المحتوى على
تشغل الشيخوخة اهتمام “المستقبل السويسريرابط خارجي” (وهي عبارة عن “خلية تفكير” للأوساط الإقتصادية في سويسرا)، فبالاضافة إلى الأسئلة الإعتيادية حول التقاعد والرعاية الصحية، تنكب هذه الخلية أيضا على تأثيرات الشيخوخة على الديمقراطية، التي يمكن أن تأخذ منحى “حكم المُسنّين”. ففي سويسرا اليوم، يفوق متوسط عمر المواطنين الذين يذهبون إلى صناديق الإقتراع بكثير متوسط عمر السكان…
رؤية الشباب السويسري لمسألة الإندماج.. الوصفة والمفارقة!
تم نشر هذا المحتوى على
أبناء السبعة عشر عاماً في سويسرا ليسوا بِحالِمين أكثر من آبائِهم، أو أكثر انفتاحاً منهم على الأجانب. في هذا السياق، تقدم دراسة "أنا وموطني سويسرا" التي أجريت على نطاق واسع لمحة عن سُبُل الإندماج الناجح.
تم نشر هذا المحتوى على
تقل نسبة مشاركة الشبّان السويسريين في الإنتخابات الفدرالية مرتيْن عن نسبة مشاركة الكبار في السن لذلك تسعى العديد من المبادرات لحثهم على الذهاب إلى صناديق الإقتراع.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.