فوز الناشطة اليمنية توكّـل كرمان.. محصِّـلة منطقية لنضال طويل وشـاق
على الرغم من الفتور الرسمي الذي قوبِـل به فوز الناشطة اليمنية توكُّـل كرمان بجائزة نوبل للسلام، إلا أنه استقبل شعبياً بابتهاج كبير عزّز قناعات كثير من الأوساط اليمنية المدنية والحقوقية والسياسية بأهمية النِّـضال ضد الطُّـغيان والاستبداد في عالم اليوم.
وعلى اختلاف مشاربهم واتِّـجاهاتهم، تناسى غالبية اليمنيين المآخذ التي كانت لديهم على جائزة “نوبل” واجتمعوا لأول مرّة على استحقاق مواطنتهم لهذا التكريم، الذي جاء كثمرة لمرحلة طويلة من النِّـضال السِّـلمي الذي خاضته كرمان.
مكافحة وداعية حقوقية
وفي الواقع، لم يسطَـع نجمها بحصولها على هذا التكريم ولا مع اندلاع ثورات الربيع العربي، الذي ظهرت فيه كواحدة من رموز الثورة الشبابية في اليمن، إنما باشتِـغالها على قضايا وميادين حقوقية ومدنية وإعلامية وسياسية، مثَّـلت أهم ملامح المشهد السياسي والنِّـضالي اليمني على مدار السنوات الخمس الأخيرة.
فقد أسست عام 2006 منظمة صحفيات بلا قيود، إلا أنها تعرّضت للقرْصنة والاستِـنساخ، وهي طريقة لتفريخ منظمات وهيئات المجتمع المدني، غالباً ما تتهم السلطات الحكومية بأنها وراءها بدعم أطراف تحظى برِعايتها وتأييدها، تقوم باستنساخ وتفريخ المنظمات الحقوقية والسياسية والمدنية، وقد أثر ذلك على الوجود القانوني لمؤسستها واضطرّها ذلك إلى تغيير اسم منظمتها إلى صحفيات بلا قيود، واستطاعت أن تفرض حضورها من خلال البرامج التدريبية والتأهيلية، التي كوّنت بها الكثير من الصحفيات والصحفيين، وبدعمها المطالب الحقوقية للمرأة ومساندة مطالب الحراك الجنوبي والحوثيين، على أن ظهورها البارز، في الداخل والخارج، اقترن بتبنِّـيها مناصرة قضية مهجّـري الجعاشن (منطقة في إب حوالي 240 كلم جنوب العاصمة صنعاء)، عندما قام أحد المتنفذين المحليين في تلك المنطقة بطرد ما يزيد عن 1200 فرد، بينهم أطفال وشيوخ ونساء، من قُـراهم ومزارعهم ومساكنهم على دفعات، بدءاً من عام 2007، من قِـبل الشيخ محمد أحمد منصور، وهو عضو في مجلس الشورى وأحد أقطاب الحزب الحاكم، هجَّـرهم من موطنهم، بعد أن رفضوا دفع “إتاوات” وتحملات مالية غيْـر قانونية، اعتاد على فرضها على السكان هناك، وبسبب رفضهم ذاك، أبعِـدوا عن أراضهم التي عاشوا فيها هم وآباؤهم وأجدادهم، ما دفعهم إلى اللجوء إلى العاصمة صنعاء بحثاً عن سلطة تنصفهم من جور ما لحق بهم.
ومع أنهم ظلّـوا يتردّدون على أبواب المصالح الحكومية بنسائهم وأطفالهم، بحثاً عن العدالة الغائبة، إلا أن أحداً لم يتجاوَب مع مظالمهم، ولم يكن لهم من نصير في رحلة البحث عن العدالة، سوى توكّـل كرمان وبعض المنظمات الحقوقية. وقد تصدرت توكّـل هذا المشهد وبادرت إلى تبنّـي قضيتهم ودعم مطالبهم بالمواطنة المتساوية، التي قلَّـما يتمتع بها أبناء تلك المنطقة الخاضعين لسلطان وجَـبروت الشيخ، الذي تصدّت له في كل المحافل بشكل يومي من دون كلل أو عَـناء .
“شعلة مضيئة في مجتمع مُـظلم..”
وحول ذلك الدور الذي كرّس صورة كرمان كأبرز مكافحة وداعية حقوقية في التاريخ اليمني، قال علي محمد الخولاني، أحد ضحايا التهجير القسري لـ swissinfo.ch: “كانت توكل الشُّـعلة المُـضيئة في هذا المجتمع المظلِـم. فقد كانت لنا خيْـر مُـعين أوَت ونصرت وتبنّـت قضيتنا أمام الجهات الرسمية وفي وسائل الإعلام ومع المنظمات والهيئات الحقوقية، الوطنية والإقليمية والدولية، حتى أن هذه القضية أضحت همَّـها الأسبوعي على مدار الأربع سنوات السابقة، وقد نظمت لأجل أبناء الجعاشن ما يزيد عن 30 اعتصاماً أمام مجلس النواب وأمام رئاسة الوزراء وفي الساحات العامة، وجابت صنعاء متضامِـنة معنا وبحثاً عن إنصافنا وعن العدالة الغائبة”.
ويضيف الخولاني: ليس ذلك فحسب، إنما وفَّـرت للمهجرين والنازحين الخيام والغذاء والكساء والدواء وأسكنت النساء والأطفال في شقق، وكان صوتها يصدَح في عذاباتنا، في الوقت الذي سكت فيه الرجال أو توارَوا. ومع أن الجهات الرسمية ماطلت وسوفت، إلا أنها حركت ثلاث لجان نيابية وقضائية بهدف الاطِّـلاع على مُـعاناة وأوضاع ضحايا هذا التهجير القسري”.
“..الجائزة تقدير لشجاعة المرأة اليمنية..”
أما الناشط الشاب علي الشرعبي، الذي خاض معها منذ وقت مبكّـر العديد من الوقفات والاحتجاجات الحقوقية والمدنية التي كانت تتصدّرها كرمان على مدار السنوات الثلاث الماضية قال لـ swissinfo.ch : “الجائزة أتت لتعترف بدور فاعل ومؤثّـر لواحدة من اليمنيات الرائدات، التي ساهمت في تأطير العمل الثوري وتوجيهه نضالياً وثقافياً وحركياً منذ قيام الثورة الشبابية السلمية، علاوة على أنها اعتراف بمشروعية المطالب الحقوقية والمدنية والسياسية، في وقت كانت السلطات في أوْج مجدِها وجبَـروتها، ولذلك، فالجائزة هي تقدير لشجاعتها النادرة في بلد ما زالت المرأة تُـعاني من قسوة المعاملات الدونية”.
سيب
ومع أن توكل، سياسياً، عضو في مجلس الشورى لحزب الإصلاح ذو التوجّـه الدِّيني، إلا أنها كثيراً ما اتّـخذت مواقف متناقضة مع سياسية الحزب، خاصة لجهة تشدّد بعض رجاله تجاه قضايا المرأة، كترشحها للمجالس المنتخبة وتحديد سن الزّواج وترشحها للمناصب القيادية، كما انسحبت من بعض المكوّنات التنظيمية التي رشّـحت أو اختيرت إليها، كلجنة الحوار الوطني والمجلس الوطني لقيادة الثورة، احتجاجاً على ما اعتبرته هيْـمنة تقليدية وقبلية، واعتراضاً على الطريقة الغيْـر ديمقراطية التي شكِّـلت فيها تلك الهيئات .
وبرزت خلال ربيع الثورة اليمنية كواحدة من القياديين الشبان للاحتجاجات وعارضت بقوّة ما أسمَـته محاولات جرّ الثورة إلى طاولة المفاوضات، في إشارة إلى التعاطي السياسي مع المبادرة الخليجية، ورفضت طريقة تعامل تكتّـل أحزاب المعارضة – اللقاء المشترك – مع الثورة، عندما قبل التعامل مع مساعي انتقال السلطة، متهمة إياه بالعمل على تحويلها من ثورة شعبية إلى أزمة سياسية. وعلى مدار عُـمر الثورة اليمنية، استمرت تتصدّر مشهد المسيرات الاحتجاجية لشباب الثورة، ومن أبرز الدّاعين إلى الحسم الثوري السِّـلمي.
مزايا الفوز.. ولكن
وفي تعليق للسيد محمد سيف حيدر، الباحث في الشؤون اليمنية، على نيل الناشطة كرمان لجائزة نوبل قال لـ swissinfo.ch: “هذا الحدث سيترتّـب عليه من الآن وصاعداً، التعامل معها باعتبارها “رمزاً ناعماً” للحركة الديمقراطية المدنية المتنامية في اليمن، ومن ثمّ فإنه قد يُسهم في خلق حالة إجماع داخلي حول شخص كرمان، الناشطة والقيادية الشابة ضِـمن الأُطُـر التنظيمية والسياسية “للثورة السلمية”، وربما يؤهِّـلها فعلياً وسريعاً لاعتلاء قمّـة الهرم القيادي المُعارِض في اليمن، على الأقل في هذه المرحلة الحسّـاسة والحاسمة من عُـمر الحركة المناوئة لحكم الرئيس صالح”.
وتالياً، كما يستطرد حيدر: ستحظى نشاطاتها في قضايا دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان ومناهضة منظومة الحُـكم السُّـلطوي، داخل اليمن وخارجه، بتعاطف عالمي ودعم دولي متزايد. ومع أن انتماءها الحزبي لم يحُل دون تقديم نفسها كسياسية معتدلة ومنفتحة على مختلف التيارات اليمنية، إلا أنه لا يمكن إدراجها عملياً ضمن جماعة النخبة المعارضة السياسية التقليدية والمُحافِظة في البلد، وهذا أمر له أهميته بالنسبة للمستقبل.
ويرى حيدر أنه، بقدر ما لهذا الفوز من مزايا، إلا أنه تترتّـب عليه تبِـعات على صلة وثيقة بطبيعة الأداء المَـنوط والمُنتظر من أي شخصية تفوز بهذه الجائزة العالمية المُعتبَرة، “فمن ناحية أولى، سيكون هذا الأداء محكوماً نظرياً بالمبدإ الذي قُـدّمت من أجله مثل هذه الجائزة. وثانياً، بالسلوك الذي يتوقعه مانِـحوها والمرحّـبين بها من الشخص الحاصل عليها. وثالثاً، بما قد يقوله المرتابون والمتشككون حول الموضوع برمّـته. ومن هنا، من المُرجّح أن تصبح السيدة كرمان، التي قبلت الجائزة دون تحفّظ، “مُقيّدة” في أدائها المستقبلي على نحو أو آخر، إذ تغدو محكومة بوظيفتها المُستحدَثة كـ “صانعة سلام” وما يرتبط بذلك من سلوك “مُخملي” يُنتَظر أن تغلُب عليه الحصافة والحذر، النابعين من المسؤولية المُـلقاة على عاتق المرء الذي يقبل بأن يكون “نجماً وعَلَماً دولياً” يُشار له بالبَنان أينما حلّ وارتحل”.
مواقف رسمية ملتبسة
وإذا كان هذا الحدث قد شغل الأوساط الشعبية والأكاديمية والحقوقية والسياسية، وأعطى دفعة معنوية قوية للمطالبين بالتغيير وبإسقاط النظام، إلا أنه على الجانب الرسمي قوبِـل بمواقف ملتبسة.
فمن جهة، هناك عديد من المسؤولين وقيادات الحزب الحاكم الناشطة بفوزها بالجائزة، إلا أن جل تلك التهاني جاءت مقرونة بإرجاع فوزها إلى ما أسمته بالمناخ الديمقراطي الذي وفّـره الرئيس صالح لليمن وللمرأة اليمنية، ما أعاد التذكير بحجم المرارة التي تعتصر قلوب كبار المسؤولين جرّاء التشهير الذي جلبته لهم هذه الناشطة الحقوقية والسياسية، بمقاومتها الاستبداد والطغيان والانتصار للحقوق والحريات وفضحها لنهْـب المال العام وكل أصناف الفساد، ولذلك، رصد المراقبون والمحللون فتوراً ملحوظاً في تعاطي وسائل الإعلام والصحافة الرسمية مع هذا الحدث الذي سلّـط مزيداً من الضوء على الثورة الشعبية السِّـلمية التي مضى عليها أزيد من تسعة أشهر، وأنعش آمال الشباب في الساحات والميادين العامة، وِفق ما يقوله الناشط علي الشرعبي .
ابتهاج.. مُحفّـز داخليا وخارجيا
والخلاصة، أن حصول الناشطة اليمنية على جائزة نوبل للسلام، لم يكن إلا نتيجة طبيعية لنضال طويل من التمسّـك بالحقوق والدِّفاع عن الحريات والإصرار على المُـواطنة المتساوية، عرّضها للملاحقات والمضايقات والاعتقال ولسان حالها: دولة مدنية حديثة تحترم الخصوصيات المحلية وتؤمن بالتنوّع والاختلاف، دونما سيطرة مركزية أو مناطقية أو جهوية، وفقاً لما ورد في ملاحظتها على وثيقة الإنقاذ الوطني قبل سنة، عندما كانت أكثر شجاعة وهي تُـخاطب تحضيرية الحوار الوطني في ملاحظاتها تلك بالقول: “الخوف على الوحدة الوطنية من الصلاحيات التي تعطى للأقاليم ونزع تلك الصلاحيات للحاكم المركزي، أيا كان فرداً أو مجلسا وزاريا، يقدم حلا خاطئا لافتراض غير صحيح ،إذ انه يفترض أن الحاكم المركزي أكثر حِـكمة وإخلاصا والتزاما ونزاهة في حق المواطنين من المواطنين أنفسهم”.
هذا الكلام لاقى صدىً وسط الحِـراك في الجنوب ولدى الحوثيين في صعدة ولدى كل أبناء اليمن، الذين ابتهجوا بتكريم مواطنتهم، وهو ابتهاج من المرجّـح أن يمتد إلى الدول المجاورة ويحفّـز تطلعات المرأة في منطقة الخليج لنزع حقوقها التي ما زالت محكومة بتقاليد محافِـظة تحظر عليها أبسط الحقوق والحريات .
(رويترز) – فازت بجائزة نوبل للسلام يوم الجمعة 7 أكتوبر 2011 الناشطة اليمنية المدافعة عن حقوق الانسان توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف ومواطنتها ليما غبووي التي حشدت المرأة الليبيرية ضد الحرب الاهلية.
فيما يلي بعض الحقائق عن الفائزات:
* توكل كرمان
– قالت اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام انه قبل “الربيع العربي” واثناءه لعبت توكل كرمان (32 عاما) دورا بارزا في الكفاح من أجل حقوق المرأة والديمقراطية والسلام في اليمن.
– في عام 2005 أسست منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأسها وهي صحفية يمنية وناشطة كرست نفسها للدفاع عن حرية وسائل الاعلام. وهي ايضا عضو بحزب الاصلاح الاسلامي.
– توصف كرمان بأنها شوكة في جنب الحكومة واعتقلت لفترة قصيرة اوائل هذا العام بعد أن قادت احتجاجات ضد الحكام العرب الشموليين.
– تعهدت في فبراير شباط بتعزيز انتفاضة يقودها الشبان ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما.
– وقالت كرمان “ان مشروع الحرية والكرامة للشعوب العربية أصبح شيئا يعترف به عالميا… هذا هو فوز الشباب اولا واخيرا نحن سنعمل من اجل انتزاع حريتنا وكرامتنا الكاملة غير منقوصة ولا حرف.”
*الين جونسون سيرليف
– أطلق قائد الميليشيا تشارلز تيلور لقب “المرأة الحديدية” على جونسون سيرليف التي نافسها في انتخابات الرئاسة عام 1997 ابان الحرب الاهلية الوحشية في ليبيريا. ومنيت بهزيمة منكرة لكن هذا لم يفت في عضدها قط.
– فازت بانتخابات الرئاسة في جولة الاعادة امام لاعب كرة القدم الشهر جورج ويا الذي زعم تزوير الانتخابات على الرغم من اعلان مراقبين أن الانتخابات كانت نزيهة. أدت اليمين الدستورية كأول رئيسة منتخبة في افريقيا في يناير كانون الثاني 2006 .
– تعهدت جونسون سيرليف بتشكيل “حكومة شاملة” تداوي جراح الحرب وتجولت في الشوارع لكسب تأييد الشبان الفقراء في ليبيريا وكثير منهم قاتلوا حين كانوا اطفالا ويعتقدون أنه تم تزوير الانتخابات لصالحها.
– في يناير كانون الثاني 2010 حنثت بوعدها الذي قطعته في حملتها الانتخابية بالا تتولى الرئاسة الا لفترة واحدة حين أعلنت أنها ستخوض انتخابات الرئاسة لعام 2011 والتي تجري في 11 اكتوبر تشرين الاول.
– لاقت اشادة دولية واسعة النطاق لعملها من اجل اعادة اعمار ليبيريا لكنها مازالت تسعى جاهدة لاقناع كثيرين في بلادها بأن التغيير يجري بالسرعة الكافية.
– ولدت في اكتوبر عام 1938 ونشأت في مونروفيا ودرست في كلية كنيدي للحكم بجامعة هارفارد التي حصلت منها على درجة الماجستير في الادارة العامة عام 1971 .
* ليما غبووي
– حشدت ليما غبووي (39 عاما) النساء ونظمتهن من مختلف الاطياف العرقية والدينية للمساعدة في انهاء الحرب في ليبيريا ولضمان مشاركة النساء في الانتخابات.
– بعد توقيع اتفاق السلام عام 2003 ساهمت شبكتها في حشد النساء للتصويت ولعبت دورا مهما في فوز جونسون سيرليف.
– منذ عام 2004 تشغل منصب مفوضة لجنة الحقيقة والمصالحة بليبيريا.
– منذ عام 2006 تشغل منصب المديرة التنفيذية لشبكة نساء من أجل السلام والامن في افريقيا وهي منظمة تعمل مع النساء في ليبيريا وساحل العاج ونيجيريا وسيراليون لتعزيز السلام ومحو الامية وسياسات الانتخابات.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 7 أكتوبر 2011)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.