في الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر.. هل الربيع العربي “صُنِـعَ في أمريكا”؟
هل ثمّـة رابط ما بين أحداث 11 سبتمبر 2001 وبين ثورات الربيع العربي التي اندلعت في عام 2011؟
السؤال يبْـدو لوهْـلة، صفحة أخرى من صفحات “نظرية المُـؤامرة”، خاصة من جانب الأنظمة العربية التي يتحدّث قادتها هذه الأيام، من الرؤساء حسني مبارك وعلي عبدالله صالح إلى معمر القذافي وبشار الأسد (وحتى إلى الأمراء السعوديين)، عن وجود “مخطَّـط غربي واسِـع النِّـطاق لتغيير كل أنظمة الشرق الأوسط”.
المخطط موجود بالفعل، لكنه ليس مؤامرة. كل ما في الأمر، أن صدمة 11 سبتمبر دفعت الولايات المتحدة إلى تغيير استراتيجيتها التاريخية في الشرق الأوسط: من الاعتماد على الأنظمة السُّـلطوية والاستبدادية (الجمهورية كما الملكية)، إلى الرِّهان على المجتمعات المدنية، لتحقيق الاستِـقرار وكبْـح جماح العنف الأصولي أو ما يسميه الغرب “الإرهاب الإسلامي”.
لكن، لماذا تسبّـبت أحداث 11 سبتمبر بمثل هذا الزلزال الإستراتيجي؟ وهل يعني ذلك أن الثورات العربية تحمل في طيّـاتها دمغة “صُنِـعَ في أمريكا”؟ سنأتي إلى السؤال الثاني بعد قليل. قبل ذلك وقفة تأملية مع السؤال الأول.
تحوّل إستراتيجي ومعرفي
الواقع، أن أحداث 11 سبتمبر 2001 لم تكُـن فقط نقطة تحّول إستراتيجي في الولايات المتحدة والغرب، بل كانت أيضا نقطة تحوّل معرفي، وهذا أخذ شكل “الإنفجار الكبير” في الأسئلة الحارة الموجّهة كلها باتجاه الشرق الاوسط العربي والإسلامي: “لماذا يكرَهُـوننا”؟ ماذا بعد 9/11؟ وهل ستكون هناك 9/11 أخريات؟ ما معنى أن يتكشف لنا (للغرب) أن أقرب حلفاءنا (الأنظمة العربية “المعتدلة”)، هم في الواقع الأعداء الحقيقيون؟
ثم من رَحِـم هذه الأسئلة، كانت تتوالد أخرى: مَـن هُـم الأصوليون الإسلاميون، ما عقيدتهم وتراكيبهم؟ وهل هناك مُـؤامرة إسلامية عالمية ضدّ الولايات المتحدة والغرب؟ ومِـن الأصوليين الإسلاميين إلى الإسلام نفسه: ماذا ذهب خطأ في هذه الحضارة التاريخية العريقة، ولماذا يفشل العرب والمسلمون في التَّـأقْـلم مع قِـيم الديمقراطية والحداثة؟ هل العطب في داخل هذه الحضارة نفسها أم في الظروف الخارجية المُـحيطة بها؟
بالطبع، الولايات المتحدة لم تنتظِـر الإجابة على أي مِـن هذه الأسئلة كي تبدأ تحرّكها. فهي شنَّـت حرب أفغانستان، حيث حلفاءها السابقين أسامة بن لادن والأصوليين المتطرِّفين الأفغان، ثم أتبعتها بحرب العراق ضدّ شريكها القديم صدّام حسين. وخلال هاتين الحربين وبعدهما، كانت الولايات المتحدة تطور استراتيجيتين اثنتين: الأولى، شرق أوسطية، وتتمثل بالتحرّك لتغيير الأنظمة العربية وإعادة تشكيل الشرق الأوسط برمَّـته. والثانية، عالمية وترتكز على مبادئ الرئيس جورج بوش الإبن: مِـحوّر الشر والحروب الاستباقية والقوّة الهجومية.
الربط بين تغيير الأنظمة وبين الحرب على الإرهاب، كان فجاً، وهو نفَّـر الشعوب العربية من الدعوات الأمريكية إلى الديمقراطية، خاصة بعد أن أسفرت حربا أفغانستان والعراق عن “فوضى غير خلاّقة”، على رغم كل الجهود الإعلامية – الأيديولوجية التي بذلتها إدارة بوش لتصوير هاتين الحربين على أنهما جُـزء من “استراتيجية حرية” جديدة، هدفها “انهاء تحالف عمره 60 عاماً بين الغرب وبين الأنظمة السلطوية العربية والإسلامية”، على حدِّ تعبير الرئيس جورج بوش الإبن.
هذا النُّـفور وصل إلى ذِروته في نهاية ولاية بوش الثانية، وأعاد إنتاج كل أدبيات الاستشراق في الشرق الأوسط، وحتى في الدول الغربية. وهكذا، كتب بول كينيدي، صاحب كتاب “صعود وسقوط الدول الكبرى” الشهير: “من الصعب معرفة ما إذا كان سبب الحالة المُـضطربة للعالم الإسلامي، ثقافي أم تاريخي.
النقَّـاد الغربيون الذين يُـشيرون إلى اللاتسامح الدِّيني والتأخر التكنولوجي والعقلية الإقطاعية في المنطقة، ينسون أنه لسنوات عِـدّة، قبل عصر الإصلاح (الأوروبي)، كان الإسلام يقود العالم في الرياضيات وعلم الخرائط والطب والعديد من مجالات العِـلم والصناعة، وهذه الأرصدة تمَّـت التضحية بها لاحقاً عبْـر إحياء الفِـكر التقليدي والانقسام المذهبي بين المسلمين السُـنّـة والشيعة. بيْـد أن تراجع الإسلام إلى نفسه – أي وجوده “خارج إيقاع التاريخ”، على حد وصف أحد المؤلِّـفين – كان في الغالب أيضاً ردّاً على الصعود الناجح لأوروبا التوسعية.
فالغرب، الذي أبحرت سُـفنه على طول السواحل العربية وساهم في اندثار الإمبراطورية المَـغُـولية واخترق نقاطاً استراتيجية بخطوط السِّـكك الحديدية والأقنية والمرافئ، وتقدّم بثبات في شمال إفريقيا ووادي النيل والخليج الفارسي (العربي- الكاتب) والهلال الخصيب، ثم شِـبه الجزيرة العربية نفسها، مقسِّـماً الشرق الأوسط وِفق حدود لا طبيعية، كجزء من مُـساومات ما بعد الحرب العالمية الأولى، هذا الغرب ربّـما لعِـب أكثر من دوْر في جعل الشرق الأوسط على ما هو عليه اليوم، وبأكثر أيضاً مما يبدو أن المحللين الخارجيين مستعدِّون للاعتراف به.
من الواضح أن الإسلام يُـعاني من العديد من المشاكل التي سبَّـبها لنفسه، لكن، إذا ما كان الموقف الغاضب والتَّـجابُـهي نحو النظام العالمي اليوم سبَّـبته المخاوف المعشْـعة منذ وقت طويل من خطر الابتلاع على يد الغرب، فلن يرجى الكثير من التغيير، إلى أن يتم تبديد هذا الخوف”.
أوردنا هذه الفقرة الطويلة لسببين: الأول، أنها تعرض بشكل موضوعي لتأثيرات الاجتياح الغربي للشرق. والثاني، لأنها تضرب على وتَـر حسَّـاس للغاية في الشرق الأوسط: الخوف. الخوف مِـن ماذا؟ من الغرب. الخوف على ماذا؟ على كل شيء تقريبا: الاستقلال والهوية وحتى في بعض الأحيان الإحساس بالخطر على الوجود نفسه، وهذا ميكانيزم يكمُـن في أساس نزعة العُـنف الانتحاري التي تصبح عُـملة رائجة في سياسات أوائل القرن الحادي والعشرين العربي. وهنا، لا يقف أسامة بن لادن كفارس وحيد في هذا المجال ولا حركة حماس الفلسطينية ولا حزب الله اللبناني. فالمسألة كادت تتحوّل إلى ظاهرة عامة أو أسلوب من أساليب العمل السياسي في الشرق الأوسط العربي، قبل اندلاع ثورات الربيع العربي.
كتب محمد حسنين هيكل (هيكل: 1995: 10): “العرب بما فعلوه وما لم يفعلوه، وصلوا بأنفسهم إلى حافة الانتحار. فالعالم العربي لم يعُـد منطقة أزمة عامة، بل منطقة أزمات مختلفة ومتعدّدة.. والأمة العربية ليست في حالة مَـلل، بل في حال اكتئاب جماعي”.
القول بأن العرب (أي 350 مليونا) وصلوا إلى مرحلة الانتحار، بيان خطير. والقول بأنهم في حالة اكتئاب جماعي، بيان أخطر. ولكي نتصوّر فداحة مثل هذه الخُـلاصات، علينا أن نتخيل أن تنظيم القاعدة لم يعُـد حركة إرهابية معزولة عن التيار الإسلامي العام في المنطقة العربية، بل بات، بعملياته الانتحارية الجماعية، النموذج الذي يقدم “الحلّ الأمثل” للخروج من الأزمات العربية المُـتراكمة. حينها يُـمكن للنظام العالمي بالفعل أن يتوقع هجمات كارثية لا تنتهي، على أسسه ومقوِّماته ورموزه.
محصِّـلات إيجابية
هذه العُـجالة ربما تجعلنا نفهَـم لماذا أدّت أحداث11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك إلى أن لا يبقى السؤال عن أسباب التخلّف والعنف في المنطقة العربية – الإسلامية، سؤالاً عربياً يجب أن يجيب عليه العرب وحدهم. فما يحدُث من تفاعلات داخلية في الرياض والقاهرة وعمّـان والقدس، بات وثيق الصِّـلة بأمن نيويورك وبوسطن ولوس أنجيليز ولندن وباريس. وبرامج التربية والتعليم التي تدرّس في مدارس الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان، باتت جزءا من الأمنين القومي الأمريكي والعالمي.
ثم هناك العولمة التي تعمل الآن على محْـو أيّ / وكل فاصل بين ما هو محلّي وما هو عالمي. وفوق هذا وذاك، هناك بعض التطورات الموضوعية التي يجب تسجيلها :
فقد انتهت ، على ما يبدو، علاقة “الحب المحّرم” بين الأنظمة السلطوية العربية وبين الديمقراطيات الغربية. “علاقة الحب الغريبة” هذه، وفق تعبير جون كولي John cooley في كتابه “الحرب غير المقدسة”، انتهت إلى علاقة شك وكراهية.
المملكة العربية السعودية لم تعُـد مملكة “معتدلة” حليفة للغرب، بل باتت مصدر التطرّف الأخطر الأيديولوجي والسياسي. ومصر، لم تعد ركيزة استراتيجية، بل باتت منتجا مُحتمَـلاً للصواريخ البشرية العابِـرة للقارات. أما استخدام الغرب لمدة نصف قرن للإسلام السياسي كسِـلاح سياسي، فقد تكشّـف عن كونه تأشيرة دخول ذات اتجاه واحد إلى جهنم كما انتهت أيضا مقُـولة التعايُـش بين غرب حديث وما بعد حديث، وبين شرق أوسط ما قبل حديث.
أمن النظام العالمي والعوْلمة، بات يفرض جلب الشرق الأوسط، ومرة وإلى الأبد، إلى عالم الحداثة. جون لويس غيديس John lewis gaddis تحدّث قبل ثورات الربيع العربي عن وجود “استراتيجية كبرى” أمريكية لتغيير الشرق الأوسط الإسلامي بأكمله وجلبه إلى الحداثة. وفؤاد عجمي قال، إن الدافع الأمريكي الرئيسي الآن هو “تحديث العالم العربي”. اما مارتن انديك، فتحدث عن ضرورة إدخال إصلاحات كاسِحة في الدول العربية وتشجيع الطبعات المعتدلة من الإسلام، وهذه كلها كانت تأكيدات بأن سؤال الأزمة في الشرق الأوسط، لم يعُـد سؤالا محليا بحْـتا.
وفي العالم العربي، تم نفض الغُـبار بسرعة عن المسألة الديمقراطية، بعد تعليق دام حِـقبات طويلة لصالح شعارات تحرّر الأمة ووحدتها، وبات الحل الديمقراطي على كل شفة ولسان في المجتمعات العربية، وهذا ما أعاد الاعتبار للمرحلة الليبرالية العربية التي ازدهرت في حِـقبة ما بين الحربين العالميتيْـن، الأولى والثانية، ولوصل ما انقطع فيها بعد الإفادة من دروس فشلها .
وفوق هذا وذاك، فقدت مُـعظم الأنظمة العربية ما تبقّـى لها من شرعية سياسية في الداخل (ومن غطاء أجنبي في الخارج) وباتت في صِـراع مباشر مع شعوبها، وجها لوجه .
بالطبع، لن تكون التحوّلات الكُـبرى المُـرتَـقَـبة في الشرق الأوسط، سهلة أو بسيطة. فليس من السهل الآن الحكم على نتائج أو استمرارية الانقلاب الأمريكي على التحالف مع الأنظمة الاستبدادية في الشرق العربي. لكن، ثمة حقيقة لا يمكن القفز فوقها، وهي أن سقوط التحالف الاستبدادي العربي – الديمقراطي الغربي بعد 11 سبتمبر، سيكون حتما لصالح الشعوب العربية. فهو سيجعل الدول “المحافظة” (التي كانت تسمّـى رِجْـعية)، تقف عارية في بَـلاط الأسْـرة الدولية، وهو سيُـعيد إلى حدٍّ ما التَّـوازُن في الصراع بين القوى العربية الحديثة والديمقراطية، وبين القوى التقليدية والسلطوية في الشرق الأوسط من خلال ارتسام موازين قِـوى جديدة بينها، وهو أخيرا، أعطى القوى الديمقراطية والليبرالية فُـرصة العودة إلى “مسرح عمليات” المنطقة، بصفتها قوى فاعلة ومؤثرة فيها.
لكن، هنا قد يَـطرَح سؤال آخر نفسه: ما الطبيعة المُـحتملة لهذه القوى الديمقراطية والليبرالية: هل ستكون إسلامية معتدلة أم ستميل إلى إحياء القومية العربية في حُـلّـة ديمقراطية أم أنها ستركّـز على مشروع الدولة – الأمة في كل دولة عربية؟ أم ستقع القرعة على الخيار الذي يحبّـذه الكثيرون في إسرائيل: إعادة تشكيل الشرق الأوسط على أسس قبلية وطائفية ، وبناء دول – أمم جديدة على هذا الأساس؟
هذه الأسئلة مشتركة الآن بين الغرب وبين الشرق العربي. لكن، وإذا ما استخدمنا المقاربة التفاؤلية في تحليل الأمور، سنقول أن التطورات في المنطقة ستسير على الأرجُـح في صراط مستقيم وسليم في العلاقة بين الغرب وبين القوى الإسلامية الرئيسية (أو معظمها على الأقل)، التي تشكّل حتى الآن على الأقل، القوى السياسية الأبرز في المنطقة.
فالغرب قَبِـلَ أخيراً أن تصل القوى الإسلامية إلى الحكم، شريطة أن تقبل بالمبادئ الديمقراطية الخاصة بتداول السلطة وعدم مصادرة الحريات العامة، إضافة بالطبع إلى عدم تهديد المصالح الغربية الأساسية، وذلك لتكون هي البديل عن “البنلادنية” والتطرّف الإسلامي. والقوى الإسلامية بدورها، والتي استفادت من دروس الحروب الأهلية الخاسرة التي خاضتها طيلة نصف القرن المنصرم، تبدو مستعدّة لاحتِـساء كأس الديمقراطية حتى الثَّـمالة، مُـستنيرة بتجربتَـيْ تركيا وإندونيسيا الناجحتيْـن.
وعلى رغم أن هذه الاستعدادات المُـتبادلة تحتاج إلى مراحل اختيار عدّة، إلا أن المؤشرات حتى الآن تَـشي بغلبة التفاؤُل على التشاؤم.
صنع في أمريكا؟
نعود الآن إلى سؤالنا الثاني: هل تحمل ثورات الربيع العربي دمغة “صُنِعَ في أمريكا”؟
حين طرحت إحدى الإذاعات العربية هذا السؤال على كاتب هذه السطور مؤخّـراً، جاءت الإجابة على النحو التالي: “ليس ثمة شكّ بأن هذه الثورات لم تكُـن لتنجح على هذا النحو السريع، لو أن الولايات المتحدة وبقية السّـرب الغربي كانتا ضدّها (خاصة في مصر وليبيا).
لكن هذا شيء والقول أن هذه الثورات الشعبية صُـنعت في أمريكا، شيء آخر مختلف تماما. كل ما في الأمر، أن واشنطن أوقفت تحالُـفها غيْـر المقدّس مع الأنظمة السلطوية العربية بكل أشكالها. فهل تريدوننا أن نحزن من أجل ذلك؟”. ردّ مقنع؟ لا تسألوا الأنظمة السُّـلطوية العربية!
سيدني (رويترز) – قالت المؤلفة الأمريكية المصرية المولد منى الطحاوي إن الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر ايلول تلقي بظلالها على مسلمي الولايات المتحدة الذين ينتاب القلق كثيرون منهم مع اقتراب الذكرى خوفا من عودة مشاعر الاضطهاد والتحامل ضدهم.
وقالت الطحاوي المقيمة في الولايات المتحدة ان الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن كانت تعريفا صادما وسلبيا بالاسلام بالنسبة للكثيرين في الولايات المتحدة الامر الذي ضاعف الصعوبات التي يعاني منها المسلمون بالفعل بسبب هوياتهم في البلد المتنوع العلماني.
وبالرغم من حقيقة وجود المسلمين الافارقة في الولايات المتحدة منذ ايام العبودية ظلت المعرفة العامة بالمسلمين متدنية عموما.
وقالت الطحاوي من ملبورن حيث حضرت مهرجان ملبورن للكتاب “كثير من الامريكيين لم يكونوا يعرفون تماما من هو المسلم حتى 11 سبتمبر. كان التعريف الاول بالاسلام سلبيا للغاية.”
وقالت “والان مع اقتراب الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر حان الوقت لنقول نحن هنا ولن نذهب الى اي مكان .. نحن امريكيون ومسلمون ايضا. كانت عشر سنوات صعبة والكثيرون منا يخافون من هذه الذكرى لانها تأتي بكثير من الكراهية والتحامل (ضد المسلمين).”
ورغم انها لم تتعرض شخصيا لعداء وهو ما تعزيه الى حد بعيد لعدم ارتدائها الحجاب أو لانه ليس في مظهرها ما ينم عن أنها مسلمة فان المناخ المشحون والسنوات التي مرت منذ ذلك الحين جعلها تسأل عما تعنيه تلك العبارة حقيقة.
واحد التحديات التي تواجهها هي ازالة الصورة النمطية وهي أن المحافظ يعني الأمين. وقالت “اعرف نفسي بانني مسلمة ليبرالية تقدمية علمانية. واحدى الرسائل التي احاول أن اوصلها هي انني أمينة مثل المسلمة المحافظة”
“عندما تفكر في المسلمات .. تفكر في نساء ترتدين الحجاب أو نساء مثلي. لا توجد طريقة واحدة للتفكير في من هي المرأة المسلمة. هناك اختلاف في المظهر وتنوع في الاصوات.”
لكن السنوات العشر الماضية منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول الى الربيع العربي هذا العام والذي شهد الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك كانت مثيرة.
ومن بين اكبر وأهم التغيرات التي حدثت ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتوتير وكلاهما برز خلال الانتفاضات الشعبية في مصر ودول اخرى في الشرق الاوسط هذا العام.
ووصفت الطحاوي تلك الوسائل بأنها “وسائل ربط عظيمة” وقالت ان هذه الخدمات لعبت دورا رئيسيا في نشر المعلومات لدرجة انها تعتبر تويتر حاليا مصدرها الاول الاخباري.
لكنها قالت إن اعطاء دور الاعلام الاجتماعي أهمية أكبر من اللازم يهدد بالتهوين من قيمة مشاركة ملايين الناس.
وقالت “انها ليست ثورات اعلام اجتماعي. القول بذلك يلغي قوة وشجاعة كل أولئك الذين خرجوا الى الشوارع وواجهوا.. سواء بلطجية أمن نظام مبارك أو ما نشاهده في ليبيا.”
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 8 سبتمبر 2011)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.