“فيسبوك”.. من مرحلة “إشعال الثورة” إلى سياسة “تكميم الأفواه”
ثمَّن ناشطون وباحثون إعلاميون وسياسيون مصريون، دور شبكات التواصل الإجتماعي على الإنترنت، وفي الصدر منها "فيسبوك"، في إنجاح ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكّدين أنها أتاحت الفرصة لالتقاء الشباب من مختلف المحافظات، ليُديروا حوارًا حول الأوضاع السيِّئة التي وصلت إليها البلاد، من فقْر وجهْل ومرَض، والتباحُث في سبُل الخروج من هذا المأزق.
في الوقت نفسه، في المقابل، حذّر الناشطون والخبراء من أن هذه الوسائل الحديثة، التي تحوّلت من أدوات ترفيه افتراضية إلى وسائل تغيير حقيقية في مصر وغيرها من البلدان العربية، تتعرّض اليوم إلى حملة شرسة لتكميم أفواهها وإرهاب مُرتاديها، من خلال سَنّ العديد من التشريعات المقيّدة واعتقال العشرات من النشطاء البارزين والتصريح بأنها صارت تحت الرقابة المشدّدة لما يسمّيه البعض بـ “سلطات الإنقلاب”.
وسيلة فعالة لمواجهة الديكتاتوريات
في البداية، أكّد عبد الله الماحي – المتحدث الإعلامي لاتحاد طلاّب جامعة الأزهر، أن “فيس بوك لعب دورا هاما للغاية بعد ثورة 25 يناير 2011. فبعد التأثير الكبير الذي حقّقه في الثورة، أصبح محل اهتمام كبير بين المصريين، وخاصة قطاع الشباب والقوى السياسية والثورية، التي منها ما ليس له شعبية واسعة على الأرض، والكيانات الثورية الجديدة، بعد أن انتزع المصريون الحرية من النظام المستبِد”، مستدركا بقوله “إلا أنه شارك أيضا في اتساع الفجوة والإنشقاق بين الثوار أنفسهم، خاصة في فترة حُكم المجلس العسكري للبلاد”.
وقال الماحي، في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: “في تقديري، لم يصبح فيس بوك موقعاً للتواصل الإجتماعي فقط، بل أصبح أداة ووسيلة حقيقية من أجل تحقيق وسائل وأهداف ومبادئ اجتماعية، يتّفق عليها قطاع عريض من المجتمع، وخاصة تلك التي تتعلّق بحرية الرأي والتعبير، وحقّ التظاهر السلمي والمعارضة السلمية للسلطة الحاكمة”، مشيرا إلى أن “فيسبوك أصبح وسيلة فعّالة في مواجهة الديكتاتورية والحكومات المستبدة، لما يوفره من مناخ اجتماعي يساعد على التعبير عن الرأي بكل حرية”.
وسيلة للحشد والدعوة للتظاهر
المتحدث الإعلامي لاتحاد طلاّب جامعة الأزهر أضاف: “لقد وجد النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي في ثورة 25 يناير من فيسبوك، وسيلة للتعبير عن رفضهم للفساد والظلم والطُّغيان بحقّ الشعب المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بل وكان من أكثر الوسائل البديلة للحشد والدعوة للتظاهر في كافة محافظات الجمهورية وتحريك الجماهير الغفيرة في الشارع، عن طريق التواصل الفعّال بين شباب الثورة وتحديد أماكن مختلفة للإنتفاضة الشعبية، التي عجَز نظام المخلوع عن السيْطرة عليها، ولم تكُن في حساباته أصلاً كوسيلة قوية قادِرة على تحقيق أهداف ثورية بهذا الشكل الذي أبهر العالم”.
وقال: “وليس بخافٍ على أحد ما قامت به الصفحات الاجتماعية على شبكة فيسبوك، مثل صفحة (كلنا خالد سعيد) ومؤخراً (شبكة رصد الإخبارية)، حيث أجبرت نظام مبارك على قطْع الإتصالات تماما، وخاصة شبكة الإنترنت، بعد عجْزه عن مواجهتها، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن فيس بوك كان له دورٌ رئيسي في إسقاط النظام المخلوع، من خلال قُدرته على الحشد والتعبِئة وتحديد أماكن ومواعيد التظاهر، لدرجة أن كثيرا من الباحثين والخبراء يطلقون على ثورة 25 يناير، ثورة فيس بوك”.
عبد الله الماحي أوضح أيضا أنه “كان لفيسبوك دور مهِم بامتياز في الدعاية الإنتخابية والحزبية للمرشحين في الإنتخابات البرلمانية أو الرئاسية التي أجريت في البلاد عقِب الثورة، حيث تم استخدامه في إطلاق وتدشين الحملات وعرْض البرامج الانتخابية للمرشّحين”، مشيرا إلى أنه “شارك بشكلٍ رئيسي في تعميق الفجْوة بين التيارات والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والقوى والحركات الليبرالية، خاصة في فترة رئاسة الدكتور محمد مرسي والإستفتاء على الدستور”.
البطالة وسّعت دائرة “فيس بوك”!
محمد رضا، العضو في “ائتلاف شباب الثورة” أشار إلى أنه “كان لأداة التواصل الاجتماعي فيسبوك، دور كبير في ثورة يناير، حيث ساهم في تواصل الشباب مع بعضهِم البعض، وسهّلت تعارفهم واشتباكهم حول فِكرة الثورة، من مختلف محافظات مصر، وذلك قُبيل إطلاق الدّعوة للتظاهر بميدان التحرير في يوم الإحتفال بعيد الشرطة الموافق لـ 25 يناير”، وأضاف أن “تراكم المشاكل السياسية والإجتماعية، جعل الشباب يُديرون نقاشًا حولها، وقد ساهم في ذلك تفشّي ظاهرة البطالة، التي مكّنت الشباب من الجلوس في مقاهي الإنترنت والنوادي، أمام أجهزة الحاسب الآلي، فاتّسعت دائرة التواصل”، على حد قوله.
وفي تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch، أضاف رضا، المنسّق العام لحركة 6 أبريل المستقلة بمحافظة البحيرة أنه “وفي هذه الأثناء، وقع حادث مقتل الشاب خالد سعيد (من الإسكندرية)، فقام فيس بوك بدور كبير في نشر القضية والتنديد بانتهاكات الداخلية وممارستها القمعية، وهنا عرف الشباب الحقيقة كاملة ودشّنوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسمه (كلّنا خالد سعيد)، ضمّت العشرات ثمّ المئات ثم الآلاف، وبدأ الشباب الغاضب في الحشد للنزول يوم 25 يناير، للتّظاهر ضدّ ممارسات الداخلية القمعية”، مؤكدا أن فيس بوك نقل أحداث ثورة 25 يناير كامِلة بالصوت والصورة للعالم الخارجي”.
قال المركز المصري لاستطلاعات الرأي العام “بصيرة”، إن مصر احتلت الترتيب الأول من حيث استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من بين 24 دولة نامية.
وأشار المركز إلى أنه تمّ الإعتماد في إعداد المؤشر على مركز بيو للأبحاث – استطلاع “الدول النامية واستخدام الإنترنت والموبايل”، فبراير 2014.
وِفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفع عدد مستخدمي موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” في مصر إلى 16.2 مليون مستخدم في ديسمبر عام 2013 مقابل 12.17 مليون مشترك في ديسمبر 2012 بنِسبة زيادة 33.1%،
أضاف الجهاز أن فيسبوك يُعدّ هو أكثر المواقِع استخداما على الإنترنت، لافتا إلى أن عدد المشتركين على “فيسبوك” في نهاية عام 2011 كان 9.39 مليون مستخدِم فقط، أي أن نسبة الزيادة المسجلة بلغت 72.5% في موفى عام 2013.
لعب دورا فعالاً في نقد الوزراء
واستطرد رضا قائلاً: “وبعد ثورة يناير، تَمت إتاحة فرصة أكبر لهذه الأداة، حيث لم تقُم الحكومات المتعاقِبة بعد الثورة (أيام المجلس العسكري وفي عهد الرئيس محمد مرسي) بتقيد الحريات أو التضييق على فيسبوك، بل أعطوا الحرية لمستخدميه لعمل ما هو أكثر، من خلال توجيه النقد للنوّاب المقصّرين في البرلمان ومهاجمة الوزراء الفاسدين ونشر فضائح الحكومات”، موضحا أن “هذه الأداة ظلّت تنتعِش أكثر وأكثر، حتى جاءت ثورة 30 يونيو وما تبِعها من أحداث الثالث من يوليو 2013”.
وأوضح رضا، أنه “بعد 3 يوليو، واجهت فيسبوك كأداة للتغيير والحشد، موجة من التضييق على الحريات، وظهرت سياسات جديدة لم نكُن نعرفها في الحكومات السابقة، وهي القبض على نشطاء الشباب من مستخدمي شبكة فيس بوك، بتُهم غريبة مثل: التحريض على العنف، وهو ما لم يكن يحدث قبل 25 يناير أو بعدها وحتى 30 يونيو”، مضيفا “وإن دلّ هذا على شيء، فإنه يدل على مدى خطورة وتأثير فيسبوك على الحكومات والنظم الاستبدادية، فضلا عن دوره الذي لا ينكر في العمل على توعية الشباب”.
سن قوانين جائرة واعتقال ناشطين!
من جهته، يُشدد الناشط السياسي عبدالرحمن سعد، أحد مؤسسي حركة “صحفيون ضد الإنقلاب” على أنه “كان لشبكات التواصل الإجتماعي دور كبير في اشتعال ثورة 25 يناير، ويتزايد دور هذه الشبكات كلّما زاد النظام السياسي في سيطرته على وسائل الإعلام وتحكّمه في تدفّق المعلومات ونقل الحقائق. الآن، نعيش في مصر مرحلة شبيهة بمرحلة ما قبل 25 يناير، بل أسوأ، إذ تسيْطر سلطات الانقلاب على وسائل الإعلام وتتحكّم في مضمونها التحريري والتليفزيوني، المنقول والمبثوث، وتمارس التعتيم على الحقائق ونقل وجهات النظر المعارضة”.
وفي تصريح خاص لـ swissinfo.ch، أضاف سعد أن فيسبوك وغيْره من شبكات التواصل “يشهد نشاطًا ورواجا مكثفا، بحثا عن الحقيقة وحفاظا على الوعْي العام من التشويه والتزييف، فيما تحاول سلطات الانقلاب وقْف هذه النافذة بكل الطُّرق، حيث سنّت قوانين جائرة بحقّها واعتقلت عشرات من الناشطين عليها في الأيام الأخيرة، بدعوى التحريض على العنف”، لكنه يرى أنها “لن تتمكّن من السيطرة على هذا الزّخم، وسيبلغ المد الثوري مُنتهاه وستكون شبكات التواصل وسيلة رئيسية في نشر الوعْي ضد الإنقلاب وفي نقل الحقائق وإسقاطه”.
عبد الرحمن سعد، ناشط سياسي
الآن.. نعيش في مصر مرحلة شبيهة بمرحلة ما قبل 25 يناير، بل أسوأ
الهروب من الواقع إلى.. الثورة!
في تعليقه على الموضوع، يرى الباحث والمحلل السياسي حمدي عبد العزيز، أن الشباب المصري لجأ إلى مواقع التواصل الإجتماعي في بداية الأمر، كنوع من الهروب من الواقع، وذلك لأن طبيعة هذه المواقع تعزِّز التعارف والمُشاهدة وتبادُل المواد الترفيهية، إلا أنها أتاحت – مع مرور الوقت – فرصاً أخرى غير “الإغتراب” و”قبول العنف وممارسته” أو “الهجرة على قوارِب الموْت”، حيث وفّرت لهم فضاءً للمشاركة السياسية وتطوير مفهوم جديد من الإعلام، بعيداً عن رقابة السلطة واحتكارها.
وفي تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch، قال عبد العزيز: “وفي الوقت الذي كان “فيسبوك” يشهد فشلاً ذريعاً للقوى السياسية التقليدية المعارضة للإستبداد والقمع، لأسباب لا يتّسع السياق لذكرها، وظّف الشباب من كل التيارات السياسية “فيسبوك” لتدشين الفعاليات وشنّ الحملات، وكانت صفحة “كلنا خالد سعيد” مثالاً حياً على قدرة الشباب من جميع التيارات على العمل المشترك وقدرتهم أيضاً على دعوة الجمهور غير المؤطر إلى المشاركة في الفعاليات الإحتجاجية.. التي تكلّلت بثورة شعبية!”.
وفي المقابل، وفقاً لعبد العزيز، كانت الدوائر الأمنية والإعلامية المقرّبة للسلطة، تروِّج لأفكار من قبيل أن مواقع التواصل وسائر المواقع التجارية والتعريفية والمعلوماتية.. إلخ، نشأت في أحضان أجهزة الأمن الغربية والأمريكية وتعمل على خوادِم معلوماتية، ممّا يُتيح لها كمّا هائلاً من الأرقام والعناوين والأفكار والعلاقات.. إلخ. لكن الهدف من ذلك كان، هو الرغبة في استمرار الوصاية وتشويه جيل الشباب المستخدِمين لمواقع التواصل وإقامة علاقة بينهم وبين أجهزة استخبارات خارجية، دون أن يسأل أحد هذه الدوائر عن العلاقات الأمنية والإستخباراتية لأجهزة القمع وروابطها الخارجية وتأثيراتها على حقوق الإنسان في مصر.
“احترام التنوع والتعددية”
من خلال متابعته لتطور الظاهرة، لاحظ عبد العزيز أن أجهزة جمْع المعلومات ومؤسسات القمْع في مصر، دخلت “السوق” في البداية لمواجهة اللِّجان الإلكترونية للإخوان المسلمين ثم تحوّل اهتمامها بعد ذلك من جمع المعلومات إلى الحشْد المُضاد وتشويه جيل الشباب وأي معارض لانقلاب الثالث من يوليو، وهو ما يعني ببساطة تمدّدها من السيطرة على الفضائيات والإعلام الورقي، إلى محاولة السيطرة على الفضاء الشبابي الجديد، منعاً لتِكرار ما جرى قبل ثورة 25 يناير من توظيف فيسبوك في توسيع رقعة الإحتجاجات السِّلمية ضدّ القمع وسلطة الإستبداد.
الباحث حمدي عبد العزيز أشار أيضا إلى أن البعض يعزو قلّة تأثير الشباب في الوقت الراهن إلى “دخول أجهزة الانقلاب إلى مواقع التواصل الإجتماعي”، ومع إقراره بأن ذلك يمثل أحد الأسباب،إلا أنه أضاف إليه “تبعثُـر الشباب بين القِوى الإصلاحية والثورية وعدم قُدرتها على العمل المُشترك وعودة الإعلام المرئي للعِب دوْر مؤثّر في تشكيل الرأي العام وتخويفه من الثورة والثوار”. لذلك يرى عبد العزيز أنه يتعيّن على الشباب “محاولة العمل مجدّداً، ولو على أهداف بسيطة، تتعلق بترسيخ حقوق الإنسان وثقافة الديمقراطية، وإذا فشلوا في ذلك، فليس هناك أقل من التواصي باحترام التنوّع والتعدّدية التي كانت سبباً قوياً في نجاح ثورة يناير، سُرعان ما بدّدناه بسبب الصِّراع على السلطة”، على حد قوله.
القاهرة (رويترز) – قالت وزارة الداخلية المصرية يوم الخميس 27 فبراير 2014 إنها ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع فيسبوك “للتحريض” ضد قوات الأمن وذلك في إطار حملة للتضييق على أنشطة مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي على الإنترنت بعد تزايد الهجمات على قوات الأمن.
وباتت شبكة الانترنت وسيلة إعلام رئيسية لجماعة الاخوان المسلمين بعد أن أغلقت السلطات قنوات وصحفا تابعة ومؤيدة للجماعة في أعقاب عزل مرسي المنتمي لها في يوليو 2013 بعد احتجاجات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته.
ومنذ عزله قتل المئات من رجال الامن في تفجيرات وهجمات مسلحة امتد نطاقها من سيناء إلى القاهرة ومدن أخرى في البلاد.
وقالت الداخلية في بيان ان السبعة المقبوض عليهم كانوا يديرون صفحات “تقوم بالتحريض ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة ونشر بيانات ضباط وأفراد الشرطة وأسرهم بغرض التعدي عليهم وكذا إرشادات تساعد على تصنيع الأسلحة”.
وتتراوح اعمار المقبوض عليهم من 43 الى 20 سنة. ويقيم أربعة منهم في محافظة الاسكندرية الساحلية والباقون في العاصمة القاهرة ومحافظة الجيزة المجاورة ومحافظة المنيا بمنطقة الصعيد.
وأضاف البيان أن أجهزة الامن تمكنت من تتبع هؤلاء الاشخاص باستخدام “البصمة الإلكترونية”. ورفض متحدث باسم وزارة الداخلية الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ومن بين الصفحات التي ذكر بيان الداخلية انها كانت تستخدم للتحريض صفحة تدعى (نبض رابعة) في إشارة إلى اعتصام لمؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة فضته قوات الأمن بالقوة يوم 14 أغسطس 2013.
وأعلنت وزارة الداخلية من قبل إلقاء القبض على عدد من الأشخاص بنفس التهمة من بينهم 14 أعلن عن اعتقالهم يوم 16 فبراير الجاري.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 27 فبراير 2014)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.