وهــم عربي آخـر اسمه “الرئيس الأمريكي الجديد”
جيوش الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية العربية، الذين يجوبون الولايات المتحدة هذه الأيام، تعكِـس حالة الانتظار والترقّـب التي يعيشها العالم العربي، المتابع يوما بعد يوم لِـما ستُـسفر عنه انتخابات الرئاسة الأمريكية ولمعرفة من سيكون الرئيس الجديد وكيف ستختلف سياساته في الشرق الأوسط عن سياسات سلفِـه جورج بوش، الذي جرّ جحافل القوات الأمريكية إلى عاصمة الخلافة الإسلامية في بغداد بمبررات وهمية..
.. وترك لخلَـفه ترِكَـة ثقيلة من الهموم الاقتصادية والحروب المفتوحة، التي لم تُـحسَـم، وأهمل تماما تسوية الصراع العربي الإسرائيلي وتاجر بقضية نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، فزود نظم الحكم العربية الدكتاتورية غير المنتخبة بمناعة خاصة ضدّ التحول الديمقراطي.
سويس إنفو حضرت ندوة أقامها مركز ويلسون في واشنطن لتقييم أبرز أولويات الرئيس الجديد للولايات المتحدة، أكّـد فيها السيد غريم بانرمان، المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، أن المحكّ الرئيسي لكي يمرّر أي رئيس للولايات المتحدة قرارا يتعلّـق بالسياسة الخارجية بدون معارضة تُـذكر، هو مدى قُـدرته على ربط قراره وتبريره بأنه يخدِم الأمن القومي الأمريكي، حيث لا يجسر حتى زعماء الكونغرس على أن يُـوصفوا بأنهم عارَضوا قرارا للرئيس يتعلّـق بمصالح الأمن القومي الأمريكي، ولهذا، فيجب أن لا يتوقّـع أحد أن تحتلّ مسألة الوساطة الأمريكية في التوصّـل إلى تسوية للصِّـراع العربي الإسرائيلي أولوية متقدّمة على جدول أعمال الرئيس الأمريكي الجديد، اللَّـهم إلا إذا حدث ما يجعل تلك الوساطة، وبشكل ضروري، أمرا يخدم الأمن القومي الأمريكي.
أسباب موضوعية لبقاء الحال على ما هو عليه
أما السيد آرون ميللر، المساعد السابق للمنسِّـق الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط في عهد الرئيس كلينتون، فيرى أن الرئيس الجديد سُـرعان ما سيُـدرك أنه لن يكون بوِسع الولايات المتحدة القيام بما يُـوصف بدور”الشريك النزيه”، لأن ذلك الدّور يحتاج إلى أن يتحوّل الوسيط إلى مُـحامٍ يتولّـى الدفاع بحِـياد تامّ عن طرفي المفاوضات، للتوصُّـل إلى حلول وسط، ولكن الرئيس الأمريكي سيجِـد أن الطّـرف الإسرائيلي في المفاوضات يتمتّـع بدفاع مَـنيع يتركب من من خمس محامين:
أولا، مجتمع اليهود الأمريكيين، البالغ التأييد والمحنك في تنظيم الصفوف وممارسة النفوذ السياسي من خلال جماعات الضغط، وقدرة مجتمع اليهود الأمريكيين على ترسيخ صورة اضطهادهم على مدى العصور، وحاجة اليهود إلى مساندة أمنهم وبقائهم.
ثانيا، التحيّـز داخل الكونغرس للتّـعاطف مع إسرائيل في كل قرار أو تشريع يخصها.
ثالثا، عشرات الملايين من المسيحيين التّـبشيريين الأمريكيين، المتطرّفين منهم والمحافظين، الذين يتعاطفون مع اليهود والذين زادت مُـساندتهم لإسرائيل بشكل بالغ منذ هجمات سبتمبر 2001.
رابعا، ترسخ صور سلبية نمَـطية عن العرب في المجتمع الأمريكي، زادها سوءً قِـيام عدد من العرب المسلمين بشنّ هجمات سبتمبر الإرهابية واستغلال تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في ترسيخ صورة إسرائيل كدولة صغيرة محاطة بطوفان من الأعداء، الذين يريدون تدميرها.
خامسا، اللُّـوبي الموالي لإسرائيل وقُـدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على ممارسة التأثير على الرئيس الأمريكي، فيما يتعلق بالصِّـراع العربي الإسرائيلي.
وهكذا تمكّـنت إسرائيل عبر العقود الماضية من التّـغلغل في الوعي الثقافي للأمريكيين والسياسة الأمريكية الخارجية، وأكّـدت عُـمق وضمان العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة.
وقال السيد آرون ميللر: “لقد قوّضت الولايات المتحدة قُـدرتها على أن تكون وسيطا فعالا بالسماح لإسرائيل بممارسة حقّ الفيتو على الإستراتيجية والتكتيك الأمريكي في الشرق الأوسط، وعدم الالتزام بما تراه الولايات المتحدة ضرورة للتوصّـل إلى حلٍّ بتقديم تنازُلات متبادلة، حيث رفضت إسرائيل وباستمرار التخلّي عن نشاطاتها الاستيطانية ومصادرة أراضي الفلسطينيين، خصوصا خلال ستة عشر عاما قضّـاها كل من كلينتون وبوش الإبن في البيت الأبيض”.
وردّا على سؤال لسويس إنفو عن الأولوية التي يُـمكن أن تحظى بها عملية السلام في الشرق الأوسط على جدول أعمال الرئيس الأمريكي الجديد، فيما يتعلق بالشرق الأوسط قال السيد آرون ميللر: “سيكون الرئيس الجديد أكثر اهتماما لَـدى تولِّـيه السلطة في يناير القادم، بقضية شكّـلت وعدا انتخابيا رئيسيا، وهي قضية إنهاء الحرب الأمريكية في العراق وسحب القوات الأمريكية مع مُـراعاة ضرورة توفير حدٍّ أدنى من الاستقرار الأمني في العراق، أما الأولوية الثانية، فستكون للملف النووي الإيراني قبل أن تكتمِـل قُـدرة إيران على توفير الوقود النووي وإمكانية تطوير أسلحة نووية، وإذا أدرج الرئيس الأمريكي الجديد قضية الدّور الأمريكي النشط في التوسط للتوصل لتسوية للصراع العربي الإسرائيلي، فسيحاول البحث أولا عن سبيل لتوسّـط لا ينطوي على الفشل، ودون تِـكرار أخطاء الماضي بخلق أشكال من عمليات السلام، دون مضمون أو جدوى”.
ونبّـه السيد ميللر إلى أن الرئيس الجديد، الذي لم يسبق له العمل في قضايا السياسة الخارجية والذي يتوقّـع منه العالم الكثير، ليس بوسعه التورّط في وساطة قد تجلُـب إليه الفشل المبكّـر، ولذلك، ستكون أفضل فرصه لتنشيط عملية السلام، تشجيع المفاوضات السورية الإسرائيلية، والتي يمكن أن تتمخّـض عن آثار متلاحِـقة في التعامل مع حماس وحزب الله بل وإيران.
متى يتحرّك الرئيس الجديد؟
أما السيد ريتشارد شتراوس، رئيس تحرير نشرة The Middle East Policy Survey والذي سبق له العمل في اللّـوبي الإسرائيلي المعروف اختصارا بالإيباك، فيرى أن الرئيس الجديد يُـدرك أن الرؤساء الأمريكيين السابقين على مدى عقود، أخفقوا في التوصّـل إلى تسوية سلمية للصِّـراع العربي الإسرائيلي، ولذلك، فلن يجعل من عملية السلام في الشرق الأوسط أولوية متقدّمة على جدول أعماله في المنطقة، إلا إذا طلب منه رئيس الوزراء الإسرائيلي المساعدة في ذلك، خاصة إذا رأت إسرائيل أن من مصلحتها مُـقايضة السلام الشامل مع الدول العربية كلها بتنازلات في الأرض، من خلال المبادرة العربية أو إذا تطوّرت الأمور في المنطقة بشكل خطير، يستوجب مشاركة الولايات المتحدة.
غير أن الدكتور حسين إبيش، كبير الباحثين بمؤسسة “فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين” والمدير التنفيذي لصندوق الريادة العربية الأمريكية، فيرى أن الرئيس الجديد سيكون منشغِـلا بهُـموم داخلية، في مقدّمتها الأزمة المالية وما تلاها من عواقِـب اقتصادية، وسيكون الشغل الشاغِـل له فيما يتعلّـق بالشرق الأوسط، الخروج الأمريكي من العراق وإنهاء حرب باهظة التكاليف، ثم سيكون مهتمّـا أكثر بالشأن الإيراني، خاصة كيفية التّـعامل مع الملف النووي الإيراني، وسيجد الظروف الحالية غير مُـواتية للانشغال بعملية السلام في الشرق الأوسط، نظرا للانقسامات الفلسطينية الحادّة بين حماس والسلطة الفلسطينية من جهة، وعجز إسرائيل عن تشكيل حكومة تخلف رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت واللجوء إلى انتخابات إسرائيلية مبكّـرة في أوائل العام القادم.
ما حكّ جِـلدك مثل ظفرك
توجّـهت سويس إنفو إلى السيد صبحي غندور، مدير مركز الحوار العربي في واشنطن لمعرفة رأيه في قضية وهم الانتظار العربي لِـما سيأتي به الرئيس الأمريكي الجديد فقال: “إذا كان من الطبيعي أن تكون الدّول العربية في مقدّمة الدول التي تضع نفسها الآن على قائمة الانتظار لمعرفة من هو الرئيس الأمريكي القادم وكيف ستكون سياسته الخارجية، بسبب ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات كانت واشنطن طرفا فيها، فليس من الطبيعي أن تستمِـر الأوضاع العربية مْرهونة بما يحدُث في الخارج، دون أي تدخّـل فاعل للإرادة العربية أو بالأحرى بسبب عدم وجود إرادة عربية مشتركة تستبِـق المتغيِّـرات الدولية والإقليمية أو على الأقل تتهيأ لها بشكل يحُـول دون أن تنعكِـس سلبا على المنطقة العربية”.
وعاد السيد صبحي غندور بذاكِـرته إلى الوراء، ليلاحظ أن المُـراهنات العربية على الخارج تحوّلت إلى سِـمة مميّـزة للسياسات العربية الرسمية على مدى عشرات السنين، باستثناء محدود في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وقال: “الآن تنتظر المنطقة العربية نتائج الانتخابات الأمريكية، كما تنتظر ما الذي سيكون عليه الحال لدى خروج إسرائيل من أزمتها الحكومية، ولا توجد آمال في الأفق برأب الصّـدع في العلاقات العربية -العربية ولا في وضع منهجِـية عربية واحدة تتعامل مع أزمات خطيرة ومتعاقبة تعصف بالمنطقة العربية، وبالتالي، فإن المشكلة ليست في انتظار الرئيس القادم والمراهنة عليه، وإنما في وضع رُؤية عربية مُـشتركة، تعرف كيف تصُـون الحقّ وتردع العُـدوان وتحقّـق المصالح العربية”، على حد قوله.
محمد ماضي – واشنطن
(رويترز) – تنتظر تحديات كبيرة في السياسة الخارجية بالشرق الاوسط الرئيس الامريكي المقبل. وهذه بعض القضايا المتشابكة التي سيرثها الديمقراطي باراك اوباما او الجمهوري جون مكين من الرئيس جورج بوش:
العراق: لايزال العراق بعد خمس سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة غير مستقر رغم تحسن الأمن. وكانت زيادة مستويات القوات الامريكية في 2007-2008 من بين عوامل انحسار العنف. ومن بين العوامل الاخرى تحول مدعوم امريكيا للمسلحين السابقين السنة الذين انقلبوا على حلفائهم القدامى في القاعدة ووقف اطلاق النار من جانب جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر وتطهير عرقي وطائفي اعاد رسم خريطة بغداد السكانية. واكد نزوح قسري حديث لما يصل الى 1500 عائلة مسيحية في شمال العراق هشاشة المكاسب الامنية. ويتعلق الامر الان باتفاق أمني حيوي تم التفاوض عليه مع الحكومة التي يقودها الشيعة تسمح للقوات الامريكية بالبقاء لثلاث سنوات اخرى. ويريد العراق ادخال تغييرات على الاتفاق الذي قد يحل محل تفويض من مجلس الامن ينتهي بنهاية 2008. ويقول كل من مكين واوباما بوجوب خفض القوات الامريكية لكن اوباما يفضل جدولا زمنيا لسحب جميع القوات المقاتلة بحلول منتصف 2010 بينما يعارض مكين جداول من هذا القبيل. وقد يدفع تنامي ميل العراق لتأكيد وجوده والعداء تجاه الوجود الاجنبي وهو ما تشجعه ايران التي تعارض الاتفاق الامني مكين الى قبول جدول انسحاب مدته ثلاث سنوات وافقت عليه ادارة بوش بالفعل من حيث المبدأ. وقد يجد اوباما صعوبة في الوفاء بتعهده بسحب القوات المقاتلة بحلول منتصف 2010 اذا انزلق العراق مجددا في فوضى دامية. ويبقى ذلك ممكنا اذا لم تقتسم الفصائل الشيعية المهيمنة على سبيل المثال السلطة والموارد بشكل منصف مع العرب السنة وغيرهم واذا جاء رد فعل الاكراد غير متناسب خاصة في كركوك او اذا خرجت الصراعات المحلية عن السيطرة.
ايران: باتت طموحات ايران النووية ومواردها من الطاقة ونفوذها الاقليمي الذي اتسع نطاقه كثيرا جراء الحروب الامريكية التي اطاحت بأعداء الولايات المتحدة في افغانستان والعراق تؤثر على المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة. وفشلت محاولات سابقة لعزل وتقويض الجمهورية الاسلامية. وقادتها المتشددون قبضتهم قوية في السلطة. ولم تردعها عقوبات الامم المتحدة والعقوبات الامريكية عن مواصلة العمل في برنامجها للطاقة النووية الذي تقول ايران انها تريده فقط لتوليد الكهرباء وليس لصنع قنابل. وابقى بوش الخيارات العسكرية “على الطاولة” لكن معظم تركيزه العام الماضي انصب على الدبلوماسية الدولية لتشديد العقوبات. ويبدو ان الازمة المالية العالمية قلصت من فرص اي هجوم استباقي امريكي او اسرائيلي في اي وقت قريب نظرا للاضطراب وتعطل الامدادات النفطية اللذين قد يترتبا على مثل هذا الهجوم. ويقول مكين ان امريكا لن تقبل بامتلاك ايران لاسلحة نووية. وسخر من عرض اوباما لقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي يواجه هو نفسه انتخابات في يونيو حزيران المقبل. ويعد اوباما باستخدام القوة اذا هاجمت ايران اسرائيل او اي حليف اخر لكنه يقول ان تجنب طهران واعداء اخرين لبلاده لم يجد نفعا. فهل لحوار امريكي ايراني بدأ على استحياء في عهد بوش لكنه اقتصر على العراق ان يقلص تدريجيا 29 عاما من العداء المتبادل ويبني على مصالح مشتركة لتحقيق تسوية مؤقتة جديدة.. ويقول بعض المحللين ان القضية النووية والعداء الايراني الاسرائيلي يمثلان عقبتين كبيرتين امام مثل هذه التسوية لكن انفتاحا امريكيا على ايران قد يعزز اذا قابله انفتاح ايراني مماثل التعاون في ارساء الاستقرار في العراق وافغانستان وتهدئة الصراع الطائفي في المنطقة ومحاربة القاعدة وتطوير النفط والغاز الايرانيين.
القضية الفلسطينية الاسرائيلية: بعد عام تقريبا من اعادة الرئيس جورج بوش اطلاق محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية في انابوليس صدقت توقعات الكثيرين المتشائمة في ذلك الوقت. فقد فشلت المحادثات المتقطعة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في سد هوة الخلافات بشأن الحدود واللاجئين ووضع القدس. واضر التوسع الاستيطاني الاسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية بالاضافة الى شبكة آخذة في الاتساع من الطرق التي يسلكها المستوطنون ونقاط التفتيش والحواجز بفرص حل يقوم على دولتين. وجعلت الانقسامات الفلسطينية أي اتفاق بمنأى عن الانظار في الوقت الحالي. فناشطو حماس سيطروا على قطاع غزة في يونيو حزيران 2007 تاركين لحركة فتح التي يتزعمها عباس المسؤولية عن الضفة الغربية وهو انقسام فاقمته الجهود العقابية التي تقودها الولايات المتحدة لعزل حماس. كما ان اسرائيل تواجه حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بالقيادة وتواجه انتخابات العام المقبل بعدما فشلت زعيمة حزب كديما تسيبي ليفني في تشكيل اتئلاف يحل محل الذي كان يقوده اولمرت الذي اعلن استقالته في سبتمبر ايلول. ويشدد كل من اوباما ومكين على مدى تأييده لاسرائيل ويقولان انهما سينخرطان بشدة في صنع السلام في الشرق الاوسط بدلا من محاكاة اسلوب بوش القائم على عدم التدخل لكن ايا منهما لم يقترح اي تحول في السياسة لانقاذ حل الدولتين من السقوط في غياهب النسيان. وعرض عليهما اولمرت وهو حاليا رئيس وزراء يرأس حكومة تسيير اعمال خيطا ممكنا لحل الازمة عندما قال في مقابلة الشهر الماضي ان اسرائيل ينبغي ان تنسحب من اغلب الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 مقابل السلام مع الفلسطينيين وسوريا.
سوريا: اظهرت غارة امريكية داخل سوريا ضد مهرب مزعوم للمسلحين الى العراق الشهر الماضي ان ادارة بوش لا تزال على عدائها لدمشق رغم ان الجهود الامريكية لعزلها دوليا اضعفت حيث زار كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا سوريا في الشهرين الاخيرين. ولاتزال سوريا متحالفة مع ايران وجماعات مناهضة لاسرائيل مثل حزب الله في لبنان وحماس لكن محادثاتها غير المباشرة مع اسرائيل خلال العام المنصرم تظهر اهتمامها باتفاق سلام سيتطلب التوصل اليه دعما قويا ومستمرا من الولايات المتحدة. وفي انتكاسة اخرى لسياسة بوش حققت دمشق مكاسب في لبنان حيث يمتلك حزب الله وحلفاؤه سلطة الاعتراض في حكومة وحدة. ويفي تحرك سوريا باقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان بمطلب رئيسي للغرب وهو علامة واضحة على ثقة الرئيس السوري بشار الاسد. وكثيرا ما المحت سوريا غير الآبهة بالعقوبات الامريكية عن رغبتها في اقامة علاقات جيدة مع واشنطن وهي جائزة ربما لا يسبقها في القيمة بالنسبة لدمشق سوى استعادة هبضة الجولان المحتلة من اسرائيل. ومن العقبات المحتملة لتقارب امريكي سوري مستقبلي الشكوك التي تبديها السعودية وهي حليف امريكي يشعر بان سوريا لم تفعل شيئا يذكر تستحق عليه هذه المكافأة. وقد تسعى محكمة تابعة للامم المتحدة انشئت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 2005 لمحاكمة مسؤولين سوريين مهيئة الساحة لمواجهة دبلوماسية. ويدعم اوباما على عكس مكين الحوار مع سوريا قائلا ان ذلك قد يساعد في استقرار المنطقة وسيوفر الامن لاسرائيل على نحو افضل.
أزمات محتملة: ومن الازمات المحتملة في الشرق الاوسط:
-انتقال السلطة في مصر حيث يحكم الرئيس حسني مبارك البالغ من العمر 80 عاما منذ 27 عاما بدون خليفة واضح.
-الخلافة في السعودية حيث يعتقد ان الملك عبد الله يناهز من العمر 85 عاما وولي عهده الامير سلطان 81 عاما.
-اندلاع توترات بين السنة والشيعة وتوترات طائفية اخرى في دول سكانها يتبعون مذاهب وديانات مختلفة مثل العراق ولبنان وسوريا وايران ومصر والسعودية والبحرين.
-عدم الاستقرار في لبنان وهي دولة ضعيفة يقف فيها حزب الله الشيعي وحلفاؤه بدعم من ايران وسوريا في مواجهة اتئلاف يقوده السنة وتؤيده السعودية والغرب.
-عدم الاستقرار في اليمن وهو بلد فقير لكنه ذو موقع استراتيجي على البحر الاحمر ومن بين مشكلاته الكثيرة نشاط القاعدة.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 4 نوفمبر 2008)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.