الصليب الأحمر يندد بغياب الوساطة في النزاعات
قال مسؤول رفيع المستوى في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس إن غياب القيادة السياسية في التوسط في اتفاقات السلام يطيل أمد النزاعات، ويزيد الضغط على المنظمات الإنسانية التي تتولى معالجة أسوأ آثارها.
وفقًا لإحصاءات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوجد أكثر من 120 نزاعًا مسلحًا محتدمًا حول العالم، من غزة، حيث أدّت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحماس إلى تدمير واسع النطاق، إلى السودان حيث تسببت معارك مستمرة منذ 18 شهرًا في أزمة إنسانية حادة، وتشريد أكثر من 11 مليون شخص.
المزيد
الاشتراك في النشرة الإخبارية
وقاد هذا الوضع إلى زيادة الطلب على المساعدات الإنسانية عالميا، في وقت أشارت فيه بعض الجهات المانحة الرئيسية إلى احتمال تقليص ميزانيات مساعداتها.
وقال بيير كراينبول، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، في تصريح لوكالة رويترز: “ما نحتاجه اليوم هو إعادة اكتشاف، بل وإضفاء شرعية جديدة على جهود الوساطة في النزاعات.” وأشار أيضا إلى: “غياب الوسطاء والوسيطات والمفاوضين.ات حاليا، حيث يبدو أن الشجاعة السياسية أصبحت تُفهم على أنها عدم التواصل مع الجانب الآخر.”
وقال المتحدث: “نجد أنفسنا كعاملين.ات في المجال الإنساني نواجه مآسي بشرية مؤلمة على نطاق مقلق للغاية حاليًا.”
جاءت تصريحات كراينبول على هامش مؤتمر عالمي استضافته سويسرا ونظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بمشاركة أطراف معنية باتفاقيات جنيف، ونحو 190 منظمة إغاثة وطنية.
ويهدف هذا الاجتماع، الذي يعقد كل أربع سنوات، إلى إصدار قرار يؤكّد الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، الذي اعتمد في أعقاب الفظائع التي شهدتها البشرية أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، يشير المختصون.ات في مجال حقوق الإنسان بشكل متكرر إلى انتهاك هذه القوانين في العديد من النزاعات الجارية، حيث قال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن هذه القوانين “تتعرض للتفكيك التدريجي” في غزة.
وقال كراينبول: “هناك مستوى مقلق من عدم احترام القانون الإنساني الدولي والكرامة الإنسانية حاليا. وإذا كان هذا هو المعيار الذي نسمح بأن يُعتمد جماعيًا، فإن ذلك يثير العديد من الأسئلة حول مستقبل النزاعات.”
يُشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي منظمة مستقلة ومحايدة مقرها جنيف، تعمل على مساعدة الأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة وأعمال العنف الأخرى في جميع أنحاء العالم بالشراكة مع منظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.