“جيش العولمة”.. الأطلسي يزحف شرقاً
ليس من المبالغة في شيء القول بأن قمة بوخارست الأخيرة أسفرت عن ولادة جديدة لحلف شمال الاطلسي.
فبعد سيل من التقارير والتحليلات التي تحدثت طيلة الشهرين الماضيين، عن إحتمال “اندثار الحلف”، بسبب أدائه السيّئ والمتردد في أفغانستان، وأيضاً لإستمرار التباينات حول طبيعة دوره(العالمي) الجديد في حِـقبة ما بعد الحرب الباردة، جاءت قمة بوخارست لتدشِّـن انطلاقة جديدة لهذا التكتل العسكري الاهم في العالم.
فقد وافق قادة الحلف المجتمعين في أحد قصور الزعيم الشيوعي تشاوسيسكو الراحل على الخطط الأمريكية لإقامة نظام دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية والتزام العديد من الدول الأعضاء فيه (وفي مقدمتهم فرنسا وألمانيا)، إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان. وتمّ وضع خريطة طريق (وإن بعيدة المدى) لإنضمام أوكرانيا وجورجيا إلى المنظومة الأطلسية.
كل هذه الإنجازات كانت مهمة بالطبع، لكن الإنجازين، الأول والثاني أكثر أهمية، لاتهما يتعلقان بالمستقبل، فيما الثالث يُـعتبر تصفية حساب مع الماضي. كيف؟
الماضي والمستقبل
كل الإطلالة الأمريكية على مسألة الأمن الأوروبي، من عصر لينين وويلسون إلى عهد بوش وبوتين، كانت تتمحور حول درء الخطر الروسي واحتوائه، وهذا ما تحقَّـق إلى حد كبير مع إنهيار الإتحاد السوفييتي، فخرجت معظم دول أوروبا الشرقية من قبضة الإمبراطورية السوفييتية، لتسقط في شبكة الإمبراطورية الأمريكية – الأطلسية، ولم يبق خارجها الآن سوى حفنة من الدول على حدود روسيا (أوكرانيا وجورجيا) وبعض دول البلقان (مقدونيا وصربيا والجبل الأسود والبوسنة)، بعد أن قبلت قمة بوخارست عضوية ألبانيا وكرواتيا.
المسالة مسألة وقت الآن قبل أن يستكمل حلف الأطلسي إبتلاعه لكامل القارة الأوروبية، وربما أيضاً روسيا معها. وحينها، سيسدل ما تبقى من ستائر على ماضي الحرب الباردة.
الأمر مختلف مع الإنجازين الأولين، إذ هما يمهّـدان لمشاريع مستقبلية، تتعلَّـق بالدرجة الأولى بدور حلف الاطلسي وأوروبا في الشرق الأوسط الكبير. فالدرع الصاروخي هدفه حماية الأراضي الأوروبية من الصواريخ العابرة للقارات الآتية من إيران ومن “دول شرق أوسطية أخرى” (على حد تعبير بيان الأطلسي)، وقرار إرسال قوات أوروربية إضافية إلى أفغانستان، جاء إستجابة لتحذيرات أمريكية من أن فشل القوات الأطلسية في مهمتها الأفغانية، سيصيب الحلف نفسه (ومعه المظلة الأمنية الأمريكية لأوروبا) بجروح قاتلة.
ثم هناك اعتبار مستقبلي آخر، ذو طابع جيو – إستراتيجي هذه المرة: مركز الجاذبية العالمي بدأ ينتقل (أو هو انتقل فعلاً) من أوروبا – حوض المتوسط إلى آسيا – حوض الباسيفيك، وهذا سيجبر الولايات المتحدة عمَّـا قريب، على تركيز كل جهودها العسكرية والأمنية في الشرق الأقصى، لمجابهة مخاطر مطالبة الصين وآسيا بتغيير منظومة النظام العالمي الحالي، وهذا سيترك فراغاً في الشرق الأدنى، لن تستطيع سده سوى أوروبا الأطلسية.
ويبدو أن هذا هو السبب الحقيقي وراء دعوات واشنطن المجلجلة لإعادة النظر في دور حلف الأطلسي وفي إطاره الدور الأوروبي، وأن هذا هو الجوهر الرئيسي لكل مشروع الحوار الأطلسي – المتوسطي.
صحيح أن واشنطن ليست على عجلة من أمرها للقيام بعملية التَسلم والتسليم الأمنية هذه مع أوروبا، بسبب انهماكها في جهود السيطرة المباشرة على مثلث النفط في الخليج – قزوين – القرن الإفريقي، إلا أن البنتاغون انتهى من وضع اللَّـمسات الأخيرة على خطط إعادة التموضع الإستراتيجي في آسيا، وأي أزمة خطيرة في مضائق تايوان أو أي انطلاقة صينية مهددة للنفوذ الأمريكي في شمال شرق آسيا، سيضع هذه الخطط على نار حامية.
إجتياحات أطلسية
لكن مهلاً، الانطلاقة الجديدة لحلف الأطلسي لا تعني أنه كان يراوح مكانه خلال السنوات الماضية، فهو، وعبر قرار مجلس الأمن رقم 1701، قام باجتياح حقيقي للبنان، وهذا على الصُّـعد كافة، العسكرية والاقتصادية والثقافية. وهو اجتياح يذكّر إلى حدّ بعيد بذلك الذي تم في منتصف القرن التاسع عشر، حين زحفت القوى الأوروبية الرئيسية آنذاك (بْـروسيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والنمسا والمجر) على بلاد الأرز، لوراثة بلاد العثمانيين.
الشعارات في القرن الحادي والعشرين، هي نفسها شعارات القرن التاسع عشر: وقف الحرب (سواء الأهلية أو الإقليمية) وحفظ السلام والمساعدة على البناء والإعمار، والأساليب هي ذاتها تقريباً: دبلوماسية الأساطيل التي تحمي بموجبها البارجات الحربية الأوروبية القرارات السياسية الأوروبية والغربية.
رُبَّ محتجّ هنا: الوجود الأوروبي الحديث يختلف بشكل جذري عن ذلك القديم، فهو لا يمثّل الآن الإمبراطوريات الغربية التي كانت تتقدّم في القرن 19 للسيطرة على العالم وإستعماره، بل هو يعكس إرادة الأمم المتحدة الساعية لتحرير العالم والإعلاء من شأن حقوق الإنسان فيه، لكن هذا الاحتجاج أبعد ما يكون عن الحقيقة.
صحيح أن الدول الأوروبية ترقص في لبنان على إيقاع موسيقى قرار دولي جماعي يحمل رقم 1701، إلا أن هذا الأخير لم يكن سوى ورقة تِـين لستر عورة توجهات غربية – أوروبية – أمريكية مشتركة هذه المرة، هدفها إعادة صياغة الوضع اللبناني، ومعه أوضاع كل منطقة الشرق الأوسط الكبير.
العنوان العام لهذه التوجهات: وضع الشرق الأوسط في إطار منطقة نفوذ حلف شمال الأطلسي أو تمديد صلاحيات هذا الحلف إلى الشرق الأوسط. المعنى واحد هنا، لأن الهدف واحد. أما لماذا حلف الأطلسي بالتحديد، فلأنه المؤسسة الوحيدة التي يمكن لأمريكا في سياقها أن تقبل مشاطرة الأوروبيين نفوذها الإستراتيجي في الشرق الأوسط، فهي قيادته المطلقة وهو تحت أمرتها بالكامل، لا الاتحاد الأوروبي يفي بهذا الغرض ولا بالطبع قمة مجموعة الثمان الكبار، ولا بالتأكيد الأمم المتحدة، وحده حلف الأطلسي كان منذ الحرب الباردة، وما يزال بعدها، الصخرة الصلدة التي تشيد عليها أمريكا كنيسة زعامتها في قارة أوراسيا.
في الأيام الأولى لحرب الأسيرين عام 2006 في لبنان، إنطلقت فوراً أصوات قوية في الولايات المتحدة تدعو إلى نشر قوات أطلسية في بلاد الأرز لوقف القتال والحفاظ على السلام، لكن تلك الدعوات إصطدمت آنذاك برفض فرنسا التي رأت في هذه الخطوة تهديداً لصفقتها الثنائية (وصفها البعض بسايكس- بيكو الجديدة) مع أمريكا في لبنان وسوريا.
بيد أن ما جرى ويجري الآن، ليس شيئاً آخر، سوى التنفيذ العملي لهذه الدعوات. فالجسم الأساسي للقوات الدولية في لبنان يتكوّن من وحدات من دول أوروبية كلها أعضاء فاعلة في حلف الأطلسي، والبوارج التي “تحرس” المياه الإقليمية اللبنانية، جاءت من إيطاليا وألمانيا واليونان وفرنسا، وكلها أيضاُ (عدا فرنسا حتى الآن)، أعضاء فاعلة في الحلف الأطلسي.
وبالطبع، لن تكون الولايات المتحدة الأطلسية بعيدة عن هذا المشروع الأطلسي، فهي بحكم أنها قيادة الحلف المركزية، ستكون مولجة بتأمين كل العتاد والأجهزة والعمليات اللوجستية لكل من القوات الدولية واللبنانية، وإن كان ذلك سيتم في صيغة مستترة أو خفيضة.
الحلف الأطلسي إذن هو الذي سينفّذ عملياً القرار 1701 وهو الذي يُـفترض أن ينقل لبنان من مستوى العلاقة مع الغرب الأطلسي إلى مستوى الشراكة معه، وكل هذا سيعني أن الحلف سيدشن في لبنان، إضافة إلى أفغانستان والعراق، تمدده الإستراتيجي والتاريخي الكبير في الشرق الأوسط، بعد أن أنهى إفتراسه لأوروبا الشرقية في تسعينات القرن الماضي. لكن، ماذا خطط الحلف في هذا الصدد وما هي فرص نجاحه؟
التمدد
إن تمّدد حلف الأطلسي في الشرق الأوسط لم يبدأ في لبنان، بل في أفغانستان ثم في العراق.
في بلاد الأفغان، يقوم الحلف الآن بأخطر أدواره: خوض الحرب بدل حفظ السلام، للمرة الأولى في تاريخه خارج القارة الأوروبية، ففي أول أغسطس الماضي، سلّم القادة العسكريون الأمريكيون الحلف المسؤولية العسكرية في جنوب البلاد، حيث يتواجد حالياً 6000 جندي (ينتظر أن يرتفع عددهم قريباً إلى 9000) من كندا وبريطانيا وهولندا، وهؤلاء يخوضون منذ فترة معارك يومية شرسة ودموية مع حركة طالبان.
وفي بلاد الرافدين، لا يزال دور الحلف مقتصراً على تدريب وتجهيز القوات العراقية، لكنه يمكن أن يتحوّل في أي وقت إلى مسؤوليات أكبر، وحينما تقرر الولايات المتحدة تقاسم الكعكة العراقية الدسمة مع الاتحاد الأوروبي.
هذه التطورات، مضافاً إليها زحف حلف الأطلسي على لبنان، لم تحدث صدفة أو ولدت من فراغ، بل هي كانت الترجمة العملية لقرار غربي على أعلى المستويات قضى بإعادة توجيه إستراتيجية الحلف بالتدريج من شرق ووسط أوروبا إلى الشرق الأوسط، في إطار ما يوصف الآن في واشنطن وبروكسل بـ “ثاني أكبر تحّول في أدوار الناتو”.
الأهداف “الدنيا” لهذا التحّول، هي مكافحة الإرهاب العالمي ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل ومنع تداعيات إنهيار “الدول الفاشلة” في المنطقة، خاصة منها الهجرة من الشرق الإسلامي الفقير إلى الغرب المسيحي الغني، لكن الأهداف العُـليا تكمن في دمج هذه المنطقة الإستراتيجية – النفطية الحساسة في كل من النظام الأمني الغربي المتوّسع، الذي قارب تخوم روسيا والصين، وفي منطومة العولمة.
قبل وقت طويل من التمدّد العسكري الراهن، وبالتحديد في عام 1994، أطلق الحلف مبادرة الحوار الأطلسي – المتوسطي مع سبع دول، هي مصر والجزائر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس، لتمهيد الطريق أمام دوره الجديد في المنطقة. وخلال قمة إسطنبول عام 2004، قرر الأطلسيون العمل على نقل المبادرة من الحوار إلى مستوى الشراكة العملية والفعلية، وفق أنموذج مبادرة “الشراكة من أجل السلام”، التي أدت في النهاية إلى ضم دول شرق ووسط أوروبا إلى منظومته.
بيد أن هذا الحوار إرتطم منذ البداية بعقبات عدة أهمها:
1- شكوك دول جنوب المتوسط (عدا إسرائيل) بالحلف، إذ أن هذه الدول تعتبره عامة تهديداً محتملاً، لا شريكاً محتملاً لأمنها، وهي لا تثق بنواياه ولا بجداول أعماله.
2- خشية هذه الدول، التي تسيطر عليها عموماً القوات المسلحة وأجهزتها الأمنية أن يتدخل الحلف في شؤونها الداخلية عبر المطالبة، مثلاً بالديمقراطية والشفافية، وفي المقابل، يخشى الحلف أن يتهم من جانب شعوب هذه الدول بدعم الإستبداد، إذا ما إكتفى بالتنسيق العسكري وتحديث الجيوش وقوى الأمن في هذه البلدان.
3- سيطرة الولايات المتحدة على الحلف، الأمر الذي لا ينزل برْداً وسلاماً على قلوب شعوب هذه الدول، بسبب العلاقة الوثيقة بين هذه الدولة العظمى وإسرائيل.
لكل هذه الأسباب لم يصل الحوار الأطلسي – المتوسطي طيلة عشر سنوات إلى أي مكان، عدا بالطبع التنسيق الاستخباري المشترك بين الطرفين ضد الأرهاب.
بيد أن هذه الحصيلة لم تؤثّر البتة على قرار الحلف إعادة توجيه إستراتيجيته من أوروبا الشرقية إلى الشرق الأوسط، وهذا على أي حال ما ترجم نفسه في الزحف الراهن على أفغانستان والعراق ولبنان (وغداً ربما الضفة الغربية وغزة وغيرهما)، مما قلَـب المعادلة رأساً على عقب: بدلاً من الحوار تمهيداً للدخول إلى الشرق الأوسط، تقرر الدخول أولاً ثم الحوار! قد يكون هذا الدخول تدريجياً (أفغانستان) ومتردداً (العراق) و”خجولاً” (لبنان)، لكنه يتم بخطى ثابتة ووفق أجندة بعيدة المدى.
عقبات
لكن، هل ينجح حلف الأطلسي في ضم الشرق الأوسط الإسلامي إلى إمبراطوريته الشاسعة، كما قررت واشنطن وبروكسل – حسبما يبدو – في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001؟
العقبات تبدو كبيرة: السمعة التاريخية السيئة للحلف في الذاكرة الجماعية لشعوب المنطقة، منذ الصدام المروّع في الخمسينات بين القومية العربية والغرب. رفض هذه الشعوب (وعلى عكس شعوب شرق ووسط أوروبا) أن تكون جزءاً من الحضارة الغربية، وبالتالي، من الأمن الغربي. وأخيراً، وجود قوى ممانعة مهمة في المنطقة لهذا الزحف الأطلسي، على رأسها إيران وسوريا والعديد من المنظمات المسلحة التابعة لهما.
لكن، وعلى رغم هذه العقبات، يمتلك الناتو ثلاثة أوراق قوية تشجعه على المُـضي قدماً في مشروعه الشرق أوسطي:
1- المصالح الحيوية التي تتضمن ضمان موارد النفط وخطوط إمداداته وأمن إسرائيل وبقائها، ومنع الفوضى والإرهاب الشرق أوسطيان، ما قبل الحديثين من اختراق جدران القلعة الأوروبية ما بعد الحديثة.
2- الإرادة السياسية لترجمة هذه المصالح إلى إستراتيجيات محددة.
3- التجربة التاريخية الأوروبية للحلف في التمدد بنجاح إلى مناطق أخرى.
كلّ من هذه الأوراق مُـهم بالطبع، لكن الأهم هي الورقة الثالثة، لأنها تزوّد الحلف بخريطة طريق واضحة ومفضلة حول أنجع السبل لإختراق المنطقة. والمقصود هنا بالتحديد، تجربة الحلف مع \ وفي شرق ووسط أوروبا في إطار ما أطلق عليه مبادرة “الشراكة من أجل برنامج السلام”.
هذه المبادرة انطلقت في البداية على مستوى غاية في التواضع واعتبرت آنذاك مجرّد أداة من أدوات الدبلوماسية الهادفة إلى تطبيع العلاقات مع دول حلف وارسو السابق، من دون إستثارة عداء روسيا.
بيد أن الأهداف والنشاطات الأولية لهذه المبادرة ما لبثت أن توسّـعت بسرعة عبر الإغراءات التي قدمها الحلف لدول شرق ووسط أوروبا، من مساعدات عسكرية وتقنية إلى المناورات المشتركة، وصولاً إلى ربط المصالح الأمنية لهذه الدول مع الغرب، وبهذا، لم يخلق الناتو فقط الثقة المطلوبة مع الدول الإشتراكية السابقة لتحقيق أهدافه، بل مهّـد أيضاً الطريق أمام توسعه اللاحق.
والآن، يسعى الحلف إلى جعل هذه المبادرة، النموذج الذي يجب تطبيقه في منطقة المتوسط \ الشرق الأوسط، بما في ذلك الوعد بمنح دول هذه المنطقة حق العضوية الكاملة فيه، وهذا سيكون ممكناً مع وجود تركيا فيه ومع استعداد إسرائيل ودول عربية للإنضمام إليه، بيد أن مسؤولي الناتو يعترفون بأنه سيكون من الصعب عليهم تحقيق النجاح نفسه في الشرق الأوسط كذلك الذي حققوه في أوروبا الشرقية.
على أي حال، الأطلسيون لم ينتظروا نجاح عملية الحوار مع الشرق أوسطيين كي يبدأوا دخولهم التاريخي إلى المنطقة، هذا الدخول يعمّـد الآن بالحديد والنار في أفغانستان، وبقوة دبلوماسية البوارج الحربية الشهيرة في لبنان، وبعمليات التدريب والإعداد في العراق، وربما قريباًً في الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة وبعض مناطق الضفة الغربية.
ومن يدري؟ ربما لا يطول الوقت قبل أن نرى آلاف الطائرات الأطلسية تقوم في بعض مناطق الشرق الأوسط بالمهمة ذاتها، التي قامت بها سابقاً في صربيا وللهدف ذاته: الإدماج بالقوة في النظام الأمني الغربي وفي النظام الإقتصادي المتعولم، وهذا مستقبل تنبَّـأ به في وقت مبكر المخطط الإستراتيجي الأمريكي توماس بارنيت، حين شدّد على أن حلف الأطلسي، إما أن يكون “جيش العولمة” أو لا يكون.
واشنطن (رويترز) – أدلى أكبر مسؤولين أمريكيين في العراق بشهادتيهما عن الحرب لليوم الثاني أمام الكونجرس يوم الاربعاء 9 أبريل 2008 فيما تسعى إدارة الرئيس جورج بوش لعدم اجراء خفض كبير في القوات.
وسيحاول الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي لدى بغداد ريان كروكر اثبات ان الولايات المتحدة تخاطر بفقد أرضية لصالح تنظيم القاعدة في العراق اذا سحبت عددا كبيرا من الجنود من منطقة الحرب بسرعة كبيرة.
ويدعو ديمقراطيون بارزون بينهم متسابقون في انتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر تشرين الثاني إلى بدء عملية لسحب القوات الأمريكية من العراق وتركيز مزيد من الاهتمام على القتال ضد القاعدة في أفغانستان وباكستان.
وقال بتريوس لمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء 8 أبريل انه يريد وقف سحب القوات بعد الخفض الذي ينتهي في يوليو تموز مما يترك نحو 140 الف جندي أمريكي في العراق. وقال الرئيس جورج بوش انه سيؤيد مثل هذه التوصية.
وسيمثل بتريوس وكروكر يوم الاربعاء أمام لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية بمجلس النواب.
وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض ان بوش يزمع الاجتماع مع اعضاء من الكونجرس بمجرد أن ينتهي بتريوس وكروكر من الادلاء بشهادتيهما وان يلقي “كلمة شاملة تتناول عدة قضايا” تتعلق بالعراق يوم الخميس.
وقالت بيرينو “ما يركز عليه الرئيس هو التأكد من ان قواتنا يتوفر لها ما تحتاجه لتحقق النجاح واننا ندعم هذه المهمة حتى يمكننا خلق عراق مستقر يمكنه الاستمرار والحكم والدفاع عن نفسه وعراق يكون حليفا في الحرب ضد الارهاب.”
وقال مسؤولون أمريكيون انه من المتوقع أن يعلن بوش ربما يوم الخميس خفض مدة الخدمة للجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان إلى عام واحد من 15 شهرا.
والإعلان عن خفض مدة الخدمة القتالية يمكن أن يساعد إدارة بوش في التلميح إلى تحقيق تقدم في الحرب التي عادت الآن لتصبح من القضايا التي تأتي في مقدمة اولويات الناخب الأمريكي قبل الانتخابات.
غير ان الديمقراطيين وصفوا بالفعل تقرير بتريوس وكروكر عن التقدم بأنه علامة على ان إدارة بوش ليس لديها خطة لوضع نهاية للصراع.
وهم يقولون انه بينما ساعدت القوات الإضافية التي ارسلت إلى العراق العام الماضي في خفض العنف إلا انها لم تحقق تقدما سياسيا بين الطوائف العراقية حسب وعد بوش.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 9 أبريل 2008)
بوخارست (رويترز) – يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأربعاء 1 أبريل قبل بدء قمة حلف الأطلسي في رومانيا، إن عضوية حلف الأطلسي “يتعين أن تظل مفتوحة لكل الديمقراطيات الأوروبية التي تطلبها”.
ويريد بوش أن تبدأ جورجيا وأوكرانيا عملية الانضمام إلى حلف الأطلسي، على الرغم من المقاومة من جانب روسيا والتشكيك من جانب الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف.
وسيضيف بوش في الكلمة التي أعطيت للصحفيين قبل إلقائها، بأن الأولوية الأولى لحلف الأطلسي يتعين أن تكون محاربة القاعدة وأسامة بن لادن.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 2 أبريل 2008)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.