عام آخر لدعم الأمن و الاستقرار في البلقان
بعد موافقة مجلس النواب، أيد مجلس الشيوخ السويسري تمديد فترة عمل قوات حفظ السلام السويسرية العاملة في اقليم كوسوفو حتى موفى عام الفين واثنين.
موافقة مجلس الشيوخ الاجماعية على استمرار عمل “سويس كوي” تضمنت أيضا تأييد قرار مجلس النواب بزيادة عدد افراد القوة وامكانية تسليحها، على أن تقدم الحكومة بيانا حول هذه الفرقة مع حلول نهاية العام القادم.
من ناحيته أعرب وزير الدفاع السويسري صامويل شميد عن استعداد الحكومة لتقديم تقرير عن أعمال تلك القوة حتى الآن ومساهمتها في تقديم المساعدات للمدنيين في مجالات إنسانية مختلفة.
بموجب الموافقة الاخيرة ستحصل القوة السويسرية على أسلحة متنوعة مثل مروحية من طراز “سوبر بوما” وخمس دبابات “بيرانها” وعدد لا بأس به من البنادق الكاتمة للصوت والمدافع الرشاشة، وذلك لاستخدامها دفاعا عن النفس فقط في حال ما تعرضت لأي هجوم.
رفع عدد أفراد قوة “سويس كوي” من مائة وستين إلى مائتين وعشرين لم يكن بالأمر السهل، حيث عارض حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد هذه الزيادة على اعتبار أنها ستتكلف نفقات إضافية تقدر ببضعة ملايين في العام القادم، كما لم يجد أي مبرر لزيادة أفراد القوة نظرا لاستقرار الأوضاع في إقليم كوسوفو، ولكن محاولة الحزب لم يكلل لها النجاح بعد أن فشلت في منع خروج قوات سويسرية إلى كوسفو للمرة الاولى في تاريخها.
مواقف ايجابية
إلا أن المؤيدين لعمل الوحدة السويسرية في اقليم كوسوفو والتي تعتبر واحدة من أربعين وحدة عسكرية، يرون أنها تعمل على ضمان استقرار الأوضاع في المنطقة، كما أنها أظهرت موقفا حياديا متميزا اثر اندلاع المعارك بين المقاتلين الالبان والقوات النظامية في مقدونيا في مطلع هذا العام، على الرغم من أن الوحدة الامريكية المشاركة في قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات في اقليم كوسوفو (KFOR) راقبت الحدود بين اقليم كوسفو ومقدونيا لتعقب تسلل المقاتلين الالبان بين المنطقتين ومراقبة تهريب الاسلحة.
وإذا كانت مشاركة قوات سويسرية مسلحة في مهام حفظ السلام الدولية قد أثبت، حتى الآن، نجاحا يدعم المساعي السويسرية في الحفاظ الأمن والاستقرار في مناطق الصراعات المختلفة في العالم، فإنها قد تكون مقدمة لدور أكثر نشاطا في هذا المجال، إلا إذا نجحت الاحزاب والمنظمات غير الحكومية المعارضة في عرقلة هذا الدور من خلال الاستفتاءات الشعبية، حيث تُعول هذه الأطراف على نسبة النجاح الضئيلة في الإستفتاء الذي سمح من خلاله للقوات السويسرية بالتوجه إلى كوسوفو والتي لم تتجاوز واحدا وخمسين في المائة، بينما قد تكون التجربة الناجحة في كوسوفو دافعا محفزا لزيادة عدد الموافقين على دعم العملية السلمية من خلال القوات المسلحة السويسرية إذا اضطر الناخبون للتوجّه إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.