مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في عالم مضطرب… أي المسارات ستسلكها السياسة الاقتصادية السويسرية؟

دافوس 2025
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي ووزير الاقتصاد السويسري غي بارميلان في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2025 Keystone / Laurent Gillieron

تنتاب المخاوف من الحروب التجارية والتعريفات الجمركية الحمائية جميع أنحاء العالم، عقب وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وعلى الرغم من عدم اتخاذه قرارات بهذا الشأن حتى الآن، تسود العالم حالة من عدم اليقين، وتلقي بظلالها على المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. فما هو موقف سويسرا في ظل هذا الوضع الاقتصادي المضطرب؟ 

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

وبحثا منه عن إجابة لهذه الأسئلة، حاور التلفزيون السويسري العمومي الناطق بالألمانية (SRF) غي بارملان، وزير الاقتصاد بالحكومة الفدرالية السويسرية*. 

SRF News: السيد الوزير، ستوقّع سويسرا اتفاقيتين للتجارة الحرة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، واحدة مع كوسوفو والأخرى مع تايلاند. ما أهمية هاتيْن الاتفاقيتيْن بالنسبة لسويسرا؟ 

غي بارميلان: يعتبر هذا الموضوع ذا أهمية خاصة لسويسرا، لارتباطه بالتنويع. فغالباً ما نغفل أن اتفاقيات التجارة الحرة لا توفر مزايا جمركية فقط، بل تضفي بعض اليقين القانوني على الشركات أيضا. ويعتبر ذلك جيدا، بلا شكّ، إذا استقرّ الوضع.  

يلقي تنصيب الرئيس دونالد ترامب بظلاله على المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، مما يثير مخاوف من النزعة الحمائية وارتفاع التعريفات الجمركية. فهل تعتبر وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض تهديدا، أم فرصة للاقتصاد السويسري؟ 

يُعدّ الجزم بذلك سابقا لأوانه. فدعونا أوّلا ننتظر لنرى القرارات التي سيتخذها الرئيس ترامب، فمن الواضح أننا نرغب في التواصل قريبا مع فريقه الحكومي الجديد. ثم سنقيّم ما قد يترتّب عن تلك القرارات من آثار مباشرة أو غير مباشرة. 

تُعتبر الولايات المتحدة الشريك التجاري الأبرز لسويسرا كدولة مُصدِّرة، ولكنها تفتقر إلى اتفاقية تجارة حرة معها. هل ستبدأ المفاوضات مع الإدارة الجديدة بقيادة ترامب؟ 

لقد أنجزنا ذلك بالفعل مرتين. ومع ذلك، يجب علينا في هذه المرة أن نتفحص النوايا أوّلا. فلم تهتمّ إدارة بايدن بإبرام اتفاقية، وأوضحت إمكانيّة إجراء مناقشات في مجالات محددة. وقد وجدنا في بعضها ما يعود بالفائدة على الطرفين. ويبقى لنا الآن أن نرى مع وزير التجارة الجديد ما إذا كان ذلك ممكنًا بالنسبة لسويسرا. 

فشلت محاولة إبرام اتفاقية التجارة الحرة بسبب القضايا المتعلقة بالزراعة سابقا. فهل تعتبر، بصفتك مزارعا مدرّبا، احتجاجات المزارعين والمزارعات في سويسرا هذه المرة قوية للغاية؟ 

لا يزال الحكم على ذلك مبكّرا. وعلينا أن نجري مناقشات استكشافية أولاً. سنسعى إلى فهم دقيق لنوايا الولايات المتحدة. وسنحدد بعد ذلك ما إذا كانت هذه فرصة مناسبة أم لا. ونعتبر الزراعة مسألة رئيسية، ولكن هناك أيضاً قضايا أخرى تتعلق باتفاقية التجارة الحرة، مثل الملكية الفكرية، ونعتبرها نقطة مهمة لصناعة الأدوية لدينا. 

العالم مهدد بالانقسام إلى كتل. وتحاول أوروبا أن تجد مكانا لها بين الولايات المتحدة والصين. وقد نجحت سويسرا في هذا السياق، في إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الهند. فهل يمكن اعتبار هذا النوع من الاتفاقيات وسيلة لتعزيز الاقتصاد السويسري؟ 

تُعد وسيلة للتنوع. لقد أشرت إلى الهند. ويُعتبر بلدا مهما للغاية. ويعيش فيه 1،4 مليار نسمة، الأغلبيّة من فئة الشباب، ما يمثّل فرصا جديدة، وأسواقا تنفتح أمام اقتصادنا. ونسعى الآن لمناقشة هذا الأمر مع بلدان أخرى، ومع شركائنا في الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة. 

كيف ينبغي لسويسرا أن تتموضع اقتصادياً في هذا الوضع العالمي غير المستقر؟ 

نُعتبر دولة محايدة ولا نتبع أي تكتل. وتمثّل سياسات التكتلات والحصار الذي تعاني منه منظمة التجارة العالمية تحديا لسويسرا. لذلك، يتوجب علينا استغلال نقاط قوتنا من خلال المرونة والتنويع. ورغم أن ذلك ليس سهلاً، إلا أنه الطريق الوحيد الذي يمكّنها من التقدم نحو المستقبل على نحو إيجابي. 

  • أذيع هذا الحوار في برنامج “إيكو دير تسايت”، يوم 22 يناير 2025

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية