صعوبات تواجه اعادة تمثال بوذا إلى الوجود
رغم إعلان علماء سويسريين استعدادهم لإعادة ترميم أحد تمثالي بوذا العملاقين اللذين دمرتهما حركة طالبان، فإن ردة فعل الأمم المتحدة جاءت مترددة.
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة تقول إن الوقت مبكر للغاية لاتخاذ قرار في هذا المشروع.
كان الباحثون في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا بزيورخ قد أعدوا مخططاً لبرنامج عمل يهدف إلى إعادة ترميم تمثالي بوذا في صرح باميان التاريخي.
وضمن هذا السياق، أعلن مدير الفريق العلمي ارمين جرون يوم الأربعاء أن عملية إعادة تشييد التمثالين من جديد ممكنة من الناحية التقنية.
لكنه أردف قائلا في المؤتمر الصحفي الذي عقد في جنيف:”العنصر الوحيد الغائب هو القرار السياسي”.
ووفقا لتقديرات السيد جرون فإن إعادة بناء التمثال الأطول (الذي يصل طوله إلى 53 مترا) إلى الصورة التي كان عليها قبل قيام حركة طالبان بتدميره ستكلف نحو 30 مليون دولار.
في اللحظة الراهنة يقف حطام مكون من اكثر من أربعة آلاف قطعة مهشمة محل التمثالين المدمرين.
ويقول السيد جرون إنه من غير الممكن إعادة تجميع القطع الأصلية للتمثالين، لكن ترميمهما ممكن نظرا لوجود صور فوتوغرافية أُخذت لهما في السبعينات من القرن الماضي.
وأضاف بأن أهالي منطقة باميان أبدوا اهتماما كبيرا بالمشروع لاسيما وأنهم أدركوا الاحتمالات الكامنة فيها لجذب السياح من جديد إلى الوادي.
اليونيسكو مترددة!
ويعتقد السيد جرون إن الدعم المالي الدولي سينهال على المشروع إذا أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) دعمها له.
لكن هذا الدعم لا تبدو ملامحه في أفق المستقبل القريب. فالمنظمة الأممية تقول إن هناك مهام أخرى متصلة بهذا المشروع لها الأولوية.
إذ صرحت السيدة كريستيان مانهارت المختصة بالملف الأفغاني بالمنظمة قائلة:”الأولوية هي لتثبيت التجاويف والفجوات القائمة على المنحدر الصخري حيث كان يقف التمثالان”.
وتكمل:”أن إعادة بناء التمثالين ستكلف الملايين من الدولارات، التي يمكن صرفها بصورة أفضل في مكان آخر”.
وعلى صعيد أخر، انقسم الخبراء حول المشاريع المقدمة لترميم الصرح لأنه من غير المعروف كيف كان شكل التمثالين الأصلي عندما تم بناءهما قبل 1800 عام.
ويتصل بهذا الشأن أن رأس وساق البوذا الهائل تعرضا للضرر في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ولكي تكتمل الصورة فإن مدير اليونيسكو السيد كوخيرا ماتسورا يرغب في ترك المنحدر الصخري والصرح الذي فيه على حاله من التدمير كنصب يُذّكر بعنف نظام طالبان.
و البنى التحتية الأفغانية؟
يقر السيد جرون بأن المال المخصص للمشروع يجب أن يقدمه متبرعون من القطاع الخاص، فالمال العام يجب أن يستخدم في إعادة إعمار البنى التحتية لأفغانستان.
وكانت الحكومة اليابانية قد تبرعت بمبلغ 800 ألف دولار لتثبيت الصخور المحيطة بالصرح والتي تعرضت هي الأخرى إلى التدمير إثر تفجير حركة طالبان له.
وكانت الحركة قد دمرت تمثالي بوذا في شهر مارس من عام 2001 معتبرة أنهما يمثلان شركاً وثنياً.
يجدر بالذكر، أن فريقاً علمياً من زيورخ زار موقع الصرح في شهر أغسطس الماضي لجمع المعلومات وإجراء مجموعة من القياسات. ونتيجة لذلك، تمكنوا من صنع صورة كمبيوترية ثلاثية الأبعاد للمنحدر بأسره.
سويس إنفو
قام الكهنة البوذيون بنحت صرح باميان قبل 1800 عام.
بلغ طول التمثالين الضخمين 53 و35 متر.
التمثالان هما الأقدم والأضخم في العالم.
قام نظام طالبان الأفغاني بتدمير التمثالين في مارس 2001.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.