عبور تاريخي بين الكوريتين
عبرت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي يوم الثلاثاء الخط الفاصل بين الكوريتين، في خطوة تاريخية.
ومن خلال هذه الخطوة الرمزية، يبدو أن الوزيرة السويسرية تقترح قيام الكنفدرالية بدور الوسيط في النزاع الكوري.
في تمام الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، عبرت وزيرة الخارجية السويسرية الخط الذي يفصل منذ 50 عاما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وذلك بعد زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية سويسري إلى كوريا الشمالية تواصلت خمسة أيام.
وقالت السيدة كالمي راي، إن هذا العبور “خطوة صغيرة” معربة عن أملها أن يكون “خطوة كبيرة” لتحقيق السلام في المنطقة.
وقد أولت الصحافة ووسائل الإعلام الكورية الجنوبية اهتماما كبيرا لهذا الحدث، وتحولت بكثافة إلى منطقة Panmunjon لتغطية وصول وزيرة الخارجية السويسرية إلى كوريا الجنوبية.
ويُمثل هذا العبور للخط الفاصل بين الكوريتين والموروث عن الحرب الباردة، حدثا نادرا من نوعه، إذ عادة ما يسافر الزوار جوا من بيونغ يانغ إلى بايجينغ ثم إلى سيول.
وكان الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عبر عام 1994 الحدود بين الكوريتين برا خلال وساطته بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول المنشآت النووية الكورية.
حل دبلوماسي للأزمة
وتعتبر برن أن سماح السلطات الكورية الشمالية لوزيرة الخارجية السويسرية بالعبور برا إلى كوريا الجنوبية، يُجسّد التعاون “المرضي” بين سويسرا وكوريا الشمالية.
وكانت الكنفدرالية تلقّـت عام 2002 دعوة من الكوريتين لزيارة وزير الخارجية السويسري شبه الجزيرة الكورية.
وقد دعت السيدة كالمي راي خلال زيارتها إلى بيونغ يانغ إلى تسوية سلمية، على أساس التفاوض، لكل القضايا المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية.
كما اقترحت وزيرة الخارجية مساعدة سويسرا لتسهيل الحوار بين الكوريتين، لأن الأمن “لا يمكن أن يستتب إلا من خلال الحوار”. وركزت كالمي راي على أهمية مسألة حقوق الإنسان معربة عن ارتياحها لقبول السلطات الكورية الشمالية مبدأ الحوار كأمر ضروري.
ويُذكر أن العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تمر بمرحلة توتر إثر استئناف بيونغ يانغ برنامجها النووي. وقد بدأت مفاوضات بمشاركة كوريا الشمالية والصين واليابان والولايات المتحدة تُوّجـت بلقاء ثلاثي الأسبوع الماضي في العاصمة الصينية بين ممثلين أمريكيين وكوريين شماليين.
وانتهزت وزيرة الخارجية السويسرية عبورها الحدود بين الكوريتين لتناول طعام الغداء مع خمسة ضباط سويسريين موجودين ضمن لجنة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في كوريا، والتي أنشئت بعد الحرب الكورية عام 1953.
وفي سيول، تلتقي السيدة كالمي راي مساء يوم الأربعاء نظيرها الكوري الجنوبي Yoon Young Kwan.
سويس انفو مع الوكالات
تقسمت كوريا عام 1945
عام 1950، اندلعت حرب بين الشطرين الشمالي والجنوبي
البلدان لا يزالان مبدئيا في حالة حرب رغم توقيع هدنة بينهما عام 1953
سويسرا إحدى البلدان الضامنة للهدنة، وهي عضو للجنة الأمم المتحدة لمراقبة تلك الهدنة
تقدم سويسرا مساعدات إنسانية لكوريا الشمالية، لاسيما في المجال الزراعي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.