عندما تجتمع جهود مصرية وسويسرية من أجل الاستدامة

بعد اثني عشر أسبوعاً من الأخذ والرد، وقع الاختيار على خمسة من مصممي الأزياء الشباب، تم ترشيحهم للمشاركة في أول برنامج إقامة فنية في مجال الأزياء، نظمته مؤسسة "ثورة الأزياء" Fashion Revolution، غير الربحية في زيورخ والقاهرة، لعرض باكورة أعمالهم أمام الجمهور.

في المبنى الفسيح للميدان السابق الذي كانت تستخدمه شرطة زيورخ للقيام بتدريباتها على الرمي، يسود حماسٌ كبير. ويقوم المصممون وأعضاء المنظمة بتسليط الأضواء على إبداعاتهم وبوضع اللمسات الأخيرة على المعرض. ولا يمضي وقت قليل، حتى يخرج العشرات من الأشخاص المهتمين والفضوليين من ناحية السلم المعدني المؤقت، لينتشروا حول المنصات التي عرض عليها المصممون العديد من القبعات والتنانير والمجوهرات والحقائب اليدوية.”

ولا يبدو للوهلة الأولى، أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين إبداعات المصمّمين، باستثناء أنها جميعاً صُنعت من الأقمشة المعاد تدويرها؛ فعلى سبيل المثال، تمّ تحويل مفرش مائدة مطرز إلى تنورة وإسفنجة إلى قبعة. وعن هذا الأمر، يشرح جميل مختار، المدير التنفيذي المشارك لثورة الأزياء سويسرا فيقول: “مع مرور الوقت، شهدنا تطوّراً لفكرة إعادة التدوير، وكان من قبيل الصدفة البحتة أن جميع المصمّمين المختارين كانوا مهتمين بهذه التقنية. عندما ترى سوق الملابس المستعملة في مصر، التي تأتي من سويسرا أو الدول الغربية بشكل عام، فإنني أعتقد أن السِّمة الأساسية للمعرض ذات صلة وثيقة”.

بالنسبة لعلاء أبو الجود، كان إنشاء ملابس من الأقمشة المستعملة تجربة جديدة لم يختبرْها من قبل. ويقول: “ما كنت أبحث عنه في القاهرة ولم أجده هناك هو مرشد يعمل على توجيهي، واكتشفت هنا [في سويسرا] آلية إعادة التدوير. لقد ساعدني ذلك على توسيع آفاق تفكيري، ومقاربة ما يتعلّق بصناعة الفن النسيجي بشكل مختلف”.

ويأتي برنامج الإقامة الفنيّة للأزياء الذي نظمته مؤسسة ثورة الأزياء سويسرا بالتعاون مع فرعها في مصر كمشروع تجريبي تأمل المؤسسة في تنظيم المزيد منه في المستقبل. 

ترجمة النص والفيديو: جيلان ندا