مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقترحات عملية لحماية التنوع البيولوجي في المناطق الجبلية

swissinfo.ch

دعا باحثون في دراسة علمية نشرت حديثا، الجهات السويسرية المسؤولة إلى إعادة النظر في السياسية الزراعية المتبعة من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي في المناطق الجبلية.

وشدّدت الدراسة، على أنه ما لم يُعَـد النظر في طرق استغلال الأراضي وفي معايير إسناد المساعدات للمزارعين، فإن أنواعا كثيرة من النباتات والحيوانات ستُـواجه خطر الانقراض أو ينحصر وجودها.

منذ منتصف التسعينات، اعتمدت السلطات السويسرية خيار إسناد المساعدات المباشرة للمزارعين، بدلا من التدخل لضبط السوق ومراقبة أسعار المواد الزراعية.

وتُمنح هذه الإعانات مقابل الخدمات، التي يوفرها قطاع الزراعة، كتزويده للسوق بالمواد الغذائية وحمايته للمساحات الزراعية والبنيات الاجتماعية، وكذلك، التزامه شروط المحافظة على التنوع النباتي والحيواني.

وتوصَّـل باحثون انصبّ اهتمامهم على دراسة المناطق الزراعية والغابات في المناطق الجبلية، إلى أن المساعدات الممنوحة من أجل الحفاظ على البيئة، لا تُـؤتي ثمارها ولا تصل إلى وجهتها الصحيحة.

وقال ماركوس فيشر، أحد هؤلاء الباحثين: “يتلقَّـى بعض المزارعين في مناطق غير جبلية مساعدات مقابل أعمال كانوا سيقومون بها في كل الأحوال، وبعض تلك الأعمال تضر بالبيئة في بعض الأحيان”.

ويرى فيشر أنه، من الضروري اعتماد معايير دقيقة في توزيع المنح المرصودة، والتي تظل أفضل حل لوضع حد للتدهور البيئي في مناطق جبال الألب.

الإصلاحات المطلوبة

يقترح القائمون على هذه الدراسة، إدخال إصلاحات على نظام المساعدات، وذلك بتوجيهها إلى المناطق المتضررة وإلى المزارعين الذين يُـشرفون على تربية الحيوانات المهدّدة بالانقراض ويحافظون على المراعي، برغم محدودية مردودها.

كما يقترحون إبرام اتفاقات، تهدف إلى تشجيع أنشطة عامة تضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي، وأما الخيارات الأخرى تقول الدراسة، كالحفاظ على الوضع القائم وإهمال المناطق الجبلية، فلن تؤدي إلا إلى نتائج عكسية.

ويَعتقد الخبراء بأن تعليق آمال كبيرة على آلية المِـنح المباشرة في التشجيع على الحفاظ على البيئة، قد لا يكون في محله، ويُذكر هنا أن الدستور السويسري والمعاهدات الدولية المعتمدة، تدعو بدورها إلى حماية التنوع البيولوجي.

وفي تصريح لسويس انفو قال فيشر: “كلما كانت حماية البيئة متوفرة بشكل أفضل، يكون مردود الطبيعة أحسن، وقد تكون هذه الحماية في شكل مكافحة للتعرية والحماية من الكوارث الطبيعية وتطهير للمياه”.

ويضيف فيشر: “تؤثر الأنشطة البشرية، خاصة الزراعية، بشكل كبير على التنوع البيولوجي، فهي إما تكون مكثّفة فلا تخلّف وراءها إلا الأنواع القادرة على البقاء والصمود أو تهمل مساحات، فتؤدي إلى تغيير على مستوى الأنواع التي تعيش في تلك المناطق”.

المزيد

المزيد

الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي

تم نشر هذا المحتوى على الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي، مؤسسة خاصة، لكنها مموّلة بشكل كبير من طرف الكنفدرالية. يهدف الصندوق إلى التشجيع على البحث العلمي الأساسي في سويسرا، ويدعم البحث في كل المجالات، من الفلسفة إلى الطب، مرورا بتكنولوجيا النانو. تتمثل المهمة الرئيسية للصندوق في تقييم المشاريع المعروضة من طرف الباحثين، للنظر في إمكانية تمويلها. في كل عام، يمول…

طالع المزيدالصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي

كائنات مهددة بالانقراض

يؤدي اتساع مساحة الغابات، نتيجة إهمال أراض زراعية بسبب قلة إنتاجها، إلى انقراض بعض الكائنات التي تعيش في المناطق المزروعة. وقال فيشر، مبيّنا خطورة هذا الأمر: “إننا نلاحظ حالة من التجانس في استغلال الأراضي في مختلف المناطق، وأدّى هذا إلى انقراض عدد من الكائنات”.

ويوصي الباحثون باعتماد مساعدات محددة الأهداف من أجل توعية المزارعين بأهمية التنوع البيولوجي وحماية جمال منطقة جبال الألب، ولكن هذا لا يعني بالتأكيد عودة المزارعين إلى أزمنة غابرة، فيصبحون كأصحاب الكهف، مَـزارا للسّواح.

وفي سياق متَّـصل، قال فيشر لسويس انفو: “إننا لا ندعو إلى تحويل المناطق الجبلية إلى متحف، وإنما نريد لفت الأنظار إلى الأنظمة البيئية المتطورة باستمرار، وإلى التفاعلات البيولوجية التي تعيشها الطبيعة بشكل دائم”.

سويس انفو – سكوت كابّـر

(ترجمه من الإنكليزية عبد الحفيظ العبدلي)

يشير هذا المصطلح إلى أنواع الكائنات الحية المختلفة وإلى العملية، التي يتم من خلالها تشكل تلك الكائنات والتي تتضمّن:
– التنوع الجيني داخل الجنس الواحد، فهناك اختلاف جيني بين أفراد النوع الواحد.
– اختلاف الأنواع، أي تعدد الأنواع ضمن النظم البيئية، وتعتبر منطقة جبال الألب، منطقة ثرية بالتنوع البيولوجي.
– تنوع النظم البيئية، التنوع على مستوى النظام الأشمل، أي النظام البيئي.

تمثل هذه المساعدات أحد أركان السياسة الزراعية في سويسرا، وتعوّض الحكومة الفدرالية من خلالها المزارعين عن الخدمات التي يقدمونها للمصلحة العامة ومقابل احترامهم لمعايير المحافظة على البيئة، وبدأ العمل بهذه الإعانة عام 1993.

ولا يتحصل المزارعون على هذه المساعدات، إلا إذا لبّوا بعض المتطلبات، منها الاستخدام الرشيد لمواد التخصيب الكيميائي والحفاظ على خصوبة التربة واعتماد نظام تدوير المساحات الزراعية، والاستخدام المدروس للمواد المعالجة للنباتات واحترام الإجراءات الهادفة لحسن رعاية الحيوانات.

وتعد الإعانات تعويضا عن الوظائف الأساسية، التي نص عليها الدستور، والمتمثلة في ضمان الأمن الغذائي والحفاظ على المراعي، والمساهمة في الحفاظ على البنى الاجتماعية في المناطق الريفية.

ولكن، هناك بعض الخدمات الأخرى تحصل على تمويل بشكل منفصل ومباشر لأغراض بيئية، والمشاركة في هذا البرنامج، أمر اختياري.

ويمكن أن يتحصل المزارع من خلال هذا البرنامج على إعانات إضافية لحفاظه على مساحات رعوية شاسعة وعلى مساحات احتياطية، ولاعتماده نظام تدوير المناطق المزروعة من سنة إلى أخرى.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية