عملية جراحية ناجحة لوزير المالية هانس رودولف ميرتس
أعلنت مصادر طبيّـة في برن يوم الاثنين 22 سبتمبر، أن الحالة الصحية لوزير المالية السويسري هانس رودولف ميرتس مستقرّة، بعد خضوعه لعملية جراحية على القلب المفتوح مساء الأحد.
وفي اجتماع طارئ للحكومة الفدرالية، تقرّر أن تقوم السيدة إيفلين فيدمر – شلومبف بتعويض زميلها في مهام الإشراف على سير وزارة المالية خلال الأسابيع المقبلة.
وكان هانس رودولف ميرتس، الذي يبلغ 66 عاما من العمر، قد خضع لعملية قسطرة خماسية على الشريان التاجي، بعد أن أصيب بأزمة قلبية مفاجئة مساء السبت، اضطُـر الأطباء على إثرها لوضعه في حالة غيبوبة اصطناعية مؤقتة.
من جهته، أشار البروفيسور تييري كاريل إلى أن عضو الحكومة الفدرالية كان ضحية لتوقّـف في الدورة الدموية، يُـحتمل أن لها علاقة بحدوث اضطراب في نشاط القلب، وأضاف الجرّاح الشهير في تصريحات أدلى بها مساء الأحد في مستشفى Insel في برن، إثر العملية التي استمرّت أكثر من ساعتين ونصف، أن “حالة وزير المالية مستقرّة”.
وأشار البروفيسور إلى أنه “ليست لديه إنشغالات كبيرة” بخصوص عمل القلب، لكن يجب متابعة تطوّر الوضعية على المستوى العصبي، وأشار إلى أن الأيام أو الأسابيع القادمة ستكشِـف ما إذا كان عضو الحكومة الفدرالية قد احتفظ بتبعات هذا الحادث.
وأوضح البروفيسور أن هانس رودولف ميرتس لا زال مرتبطا بجهاز للمساعدة على التنفّـس، وهو إجراء طبيعي في حالة من هذا القبيل، وأكّـد تييري كاريل أن معظم المرضى الذين تعرّضوا لأزمة قلبية من هذا القبيل، قد تمكّـنوا من استئناف عملهم واحتفظوا بجميع قدراتهم الذهنية.
من جهة أخرى، أشار أوزفالد سيغ، المتحدث باسم الوزير، أن السيد ميرتس لم يكن بمفرده عند حدوث الأزمة، وأفاد بأن أقاربه نقلوه إلى مستشفى هيريساو Herisau، حيث نقِـل منه إلى مستشفى سانت غالن (شرق سويسرا)، حيث قرر الأطباء الاحتفاظ به في حالة غيبوبة اصطناعية، وبعد ظهر يوم الأحد 21 سبتمبر، نقِـل إلى مستشفى Insel في برن، حيث أجرِيت له العملية الجراحية.
قرارات عاجلة
فور إعلامه بالوضعية، ألغى باسكال كوشبان، رئيس الكنفدرالية رحلته إلى نيويورك، حيث كان مقررا أن يشارك في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي صباح الاثنين، أشرف على الجلسة الطارئة للحكومة الفدرالية، التي قررت تكليف وزيرة العدل والشرطة إيفلين فيدمر – شلومبف بتسيير وزارة المالية بشكل مؤقّـت.
وفي تصريحات للصحفيين، أفاد باسكال كوشبان بأن الحكومة أخذت عِـلما بالوضعية الصحية لهانس رودولف ميرتس، وقال “بالأمس، كانت وضعيته حرجة لكنها مستقرّة، أما اليوم، فهي مستقِـرّة، وهو ما يُـعتبر تحسُّـنا”.
وأوضح كوشبان أنه تم عقد جلسة مساء الأحد بين كبار المسؤولين في وزارة المالية ووزيرة العدل والشرطة، مرفوقة بخبراء وزارتها، حيث تم إعداد قائمة بالملفات التابعة لوزارة المالية، المعروضة على البرلمان في دورته الخريفية أو المُـدرجة في برنامج الحكومة الفدرالية. وبناءً على هذا الأساس، أعربت إيفلين فيدمر – شلومبف عن استعدادها لتحمّـل المسؤولية المضاعفة.
وأفاد رئيس الكنفدرالية بأن مسألة عودة هانس رودولف ميرتس إلى مكتبه أو استقالته المحتملة، ستُـسوّى قبل موعد الدورة الشتوية للبرلمان الفدرالي (بداية شهر ديسمبر القادم)، مضيفا بأنه في الوقت الحاضر، “ليست هناك أية عجلة”.
ردود الأفعال
في سياق متّـصل، عبّـر فولفيو بيللي، رئيس الحزب الراديكالي عن تأثره الشديد للمشاكل الصحية التي تعرّض لها هانس رودولف ميرتس، وصرّح بأن هذا الأخير “كان تحت ضغط في الفترة الأخيرة” بسبب أزمة الأسواق المالية.
في الوقت نفسه، أشار رئيس الحزب الراديكالي في تصريحات أدلى بها إلى إذاعة سويسرا الروماندية، إلى أنه وجد عضو الحكومة الفدرالية “في صحة جيدة” أثناء جلسة حضرها يوم الخميس الماضي.
من جهته، عبّـر كريستيان لوفرا، رئيس الحزب الاشتراكي عن تمنياته بالشفاء العاجل للوزير هانس رودولف ميرتس، واعتبر أن الأزمة التي كان ضحية لها، تأتي في أسوإ وقت في خِـضمّ الأزمة المالية العالمية.
وقال كريستيان لوفرا “من وجهة نظري، يتّـسم أداء الحكومة الفدرالية بسلبية مُـفرطة، ويجب عليها الآن أن تتحمّـل مسؤولياتها، للحيلولة دون حدوث أزمة في سويسرا”.
وردّا على سؤال حول النتائج المترتِّـبة عن غياب وزير المالية، أجاب كريستوف داربولي، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي “لا يتركّـز الاهتمام الآن على السياسة بالدرجة الأولى، فالمشاعر تذهب قبل كل شيء إلى السيد ميرتس وعائلته”.
سويس انفو مع الوكالات
ينتمي السيد ميرتس إلى الحزب الراديكالي (يمين)، وقد عوّض كاسبار فيليغر في الحكومة الفدرالية في بداية 2004.
في الفترة الفاصلة ما بين 1997 وتاريخ دخوله إلى الحكومة الفدرالية، كان نائبا عن كانتون أبّـنزل رودس الخارجية في مجلس الشيوخ.
ولِـد هانس رودولف ميرتس يوم 10 نوفمبر 1942، وهو دكتور في العلوم السياسية وعمِـل لفترة طويلة مستشارا مستقِـلاّ للشركات، وهو متزوّج وأب لثلاثة أبناء.
في شهر يونيو الماضي، اعتمد مجلس النواب مشروعا لمراجعة القانون، المتعلّـق بحالات الغياب ضمن الحكومة الفدرالية، وكان يُـفترض أن يُـناقَـش من طرف مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، لكن تم تأجيل النقاش إلى موعد لاحق.
ينُـصّ القانون الحالي المنظِّـم لعمل البرلمان في فصله 133 على أن “عملية الانتخاب الرامية لشغلِ مقعدٍ شاغرٍ، تُـجرى خلال الدورة التي تلي استلام رسالة استقالة صاحب المنصب أو حدوث شغور غير متوقّـع”.
طِـبقا للمراجعة التي أقِـرّت في يونيو الماضي من طرف مجلس النواب، سيُـصبح من الممكن في المستقبل أن يتمكّـن البرلمان من اتّـخاذ قرار بخصوص تعويض وزير إذا ما أصبح يتعذّر عليه ممارسة مهامّـه، بسبب مشاكل صحية خطيرة يُـمكن أن تستمر لفترة طويلة، وإذا ما لم يُـقدِّم استقالته بشكل رسمي في فترة معقولة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.