مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خامنئي يؤكد أنّ حلفاء إيران “لن يتراجعوا” أمام إسرائيل

afp_tickers

أكّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الجمعة أن حزب الله وحركة حماس لن يتراجعا في مواجهة إسرائيل، في وقت تواصل الدولة العبرية قصفها المدمّر على مناطق عدة في لبنان ومع اقتراب ذكرى السنة للحرب في قطاع غزة.

وقال خامنئي الذي أمّ صلاة الجمعة في خطوة لم تحصل منذ قرابة خمس سنوات وتكلّم بالعربية في خطوة نادرة الحدوث أيضا، إنّ حلفاء إيران “لن يتراجعوا”.

وجاء كلامه في خضم التصعيد المتزايد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل التي أعلنت في منتصف أيلول/سبتبمر تركيز عملياتها العسكرية على الجبهة الشمالية، مع استمرار الحرب التي تخوضها مع حركة حماس في قطاع غزة، بعد هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفتح حزب الله في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر “جبهة إسناد” لحماس عبر الحدود اللبنانية. لكن منذ 23 أيلول/سبتمبر، تصاعدت حدة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل التي تشنّ غارات مدمّرة على مناطق في جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعتبر معاقل لحزب ا.

وأكد خامنئي أنّ هجوم حماس “مشروع وطبيعي للشعب الفلسطيني”. وأضاف أنّ “هذا الكيان الخبيث بلا جذور ومزيّف ومتزعزع… ولن يُكتب له البقاء”.  

وتابع أنّ “المقاومة في المنطقة لن تتراجع باستشهاد قادتها ورجالها والنصر سيكون حليفها”، في إشارة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 27 أيلول/سبتمبر في غارات إسرائيلية قتل فيها أيضا قائد فيلق القدس في لبنان عباس نيلفورشان، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نُسبت لإسرائيل، بالإضافة الى مقتل قادة آخرين إيرانيين ومن حماس وحزب الله المنضوين في “محور المقاومة” بقيادة طهران. 

وتعود آخر مرة أمّ فيها خامنئي صلاة الجمعة إلى كانون الثاني/يناير 2020 بعدما أطلقت إيران صواريخ على قاعدة أميركية في العراق ردّا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضربة أميركية قرب مطار بغداد.

– “الشرعية الكاملة” –

وأطلقت إيران الثلاثاء الماضي حوالى مئتي صاروخ بينها صواريخ بالستية على الدولة العبرية، ما يزيد المخاوف من اشتعال الشرق الأوسط برمته.

واعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية أنّ “خطوة قواتنا المسلحة في مساندة غزة قبل أيام، قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة”، مشدّدا على أنها “عقاب الحدّ الأدنى” على ما ترتكبه إسرائيل.

ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت الجمعة، في أول زيارة لدبلوماسي إيراني منذ بدء التصعيد الأخير في 23 أيلول/سبتمبر.

وقال لصحافيين إنه جاء إلى بيروت ليؤكد شخصيا أن بلاده “كانت ولا تزال داعمة” للبنان وحزب الله. 

ميدانيا، نفّذت إسرائيل فجرا غارة على منطقة المصنع في شرق لبنان على الحدود السورية ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين على ما أعلنت السلطات اللبنانية.

وتتهم إسرائيل حزب الله بنقل أسلحة من حليفته سوريا إلى لبنان عبر هذه الطريق.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ طائراته الحربية أغارت على أهداف لحزب الله قرب المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا ليلا. 

وعبر 310 آلاف شخص معظمهم سوريون في الأيام الأخيرة إلى سوريا هربا من القصف على لبنان. 

وأكد وزير النقل اللبناني علي حمية لوكالة فرانس برس إنّ “الطريق الذي يعد ممرا رئيسيا للحاجيات الإنسانية وعشرات الآلاف من اللبنانيين إلى سوريا بات مقطوعا”.

– أكثر من 70 طنا من المتفجرات –

وأعقبت هذه الضربة ليلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة على ضاحية بيروت الجنوبية كانت من الأعنف التي يشنّها الجيش الإسرائيلي منذ بدء التصعيد الأخير.

وأفاد مصدر مقرب من حزب الله بأنّ إسرائيل شنّت خلال الليل “إحدى عشرة ضربة متتالية” أحدثت دويا قويا اهتزت معه الأبنية ووصل صداها، وفق شهود، إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها.

وأفاد موقع “واي نت” الإسرائيلي بأنّ الطائرات الحربية ألقت حوالى 73 طنّا من المتفجّرات على مقر جهاز الاستخبارات التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرا الى أن رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين المرشّح لخلافة حسن نصرالله، كان في المجمّع في تلك اللحظة.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات ردّا على أسئلة فرانس برس.

وأظهرت لقطات لمصوري وكالة فرانس برس كرات ضخمة من اللهب ترتفع من مواقع مستهدفة بضربات عنيفة مع تصاعد سحب كثيفة من الدخان.

ودمّرت الغارات خمسة مبانٍ، بينما منع حزب الله الصحافيين من الوصول إلى الموقع.

واتهم حزب الله الجمعة إسرائيل باستهداف فرق إنقاذ، ما أدى الى مقتل أحد عناصرها، أثناء عملها على رفع الركام وانتشال المصابين جراء الغارات الكثيفة ليلا في ضاحية بيروت الجنوبية.

وروى محمّد شعيتو (31 عاما)، وهو سائق سيارة أجرة في الشياح في الضاحية الجنوبية، لفرانس برس، “اهتزّت بنا الأرض.. وأضيئت السماء”، مضيفا أن “الحي تحوّل الى ما يشبه مدينة أشباح”.

وأعلنت ثلاثة مستشفيات، اثنان منها في جنوب لبنان وآخر على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، تعليق خدماتها الجمعة على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها ألحقت اضرارا بأحدها على الأقل.

– معارك في جنوب لبنان –

وبموازاة حملة القصف الجوي المكثف الذي خلف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان منذ حوالى 11 يوما، ينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين “عمليات برية محدودة ومركزة” في نقاط عدّة على طول الحدود، أسفرت عن مقتل تسعة من عسكرييه.

وبحسب الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 أيلول/سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.

وقدّرت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.

وأعلن حزب الله الجمعة أن مقاتليه استهدفوا بالمدفعية آليات وجنودا إسرائيليين في منطقة مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان.

في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ليل الخميس مقتل 18 فلسطينيا في قصف جوي إسرائيلي طال مخيم طولكرم  (شمال)، بينما أكّد الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة على المخيم.

في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية الى 41802 قتيلا، وفق آخر حصلية أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.

وكان هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

بور/دص-ناش

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية