في شرق لبنان.. الشتاء الوشيك يسلط الضوء على المساعدات المحدودة
من مايا الجبيلي
دير الأحمر (لبنان) (رويترز) – انتاب القلق نرجس حسن من تعرض أطفالها للمرض بسبب الاستحمام في المياه الباردة في ملجأ للنازحين في شمال شرق لبنان، مما دفعها إلى العودة لمسقط رأسها لتحميمهم بالماء الساخن وإحضار بعض المعلبات الغذائية.
وقال زملاؤها في العمل وجيرانها إنها قتلت مع زوجها وطفليها في غارة جوية إسرائيلية في منزلها صباح الأربعاء في قرية بوادي بالقرب من مدينة بعلبك بشرق لبنان.
كانت نرجس، التي عملت في الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، وهي منظمة مدنية متخصصة بتنفيذ البرامج الانمائية، من بين آلاف فروا لبلدة دير الأحمر الجبلية التي تقطنها أغلبية مسيحية في شرق لبنان هربا من الضربات الإسرائيلية.
وكانت البلدة تؤوي بالفعل أكثر من عشرة آلاف نازح قبل أن تكثف إسرائيل ضرباتها على مدينة بعلبك ذات الأغلبية الشيعية والبلدات المجاورة لها منذ الأربعاء الماضي.
وتدفق آلاف آخرون إلى دير الأحمر مع استمرار القصف الإسرائيلي. وتتزايد الاحتياجات، وتنخفض درجات الحرارة، وتشح الإمدادات في البلدة.
وفي إحدى المدارس التي تستخدم الآن كملجأ، ألغت جماعات إغاثة كانت تقدم وجبتين في السابق وجبة الإفطار من أجل إطعام المزيد من الأشخاص في وقت الغداء. ونظم سكان البلدة حملات تبرع لشراء ملابس الشتاء والأغطية، لكنهم يواجهون عجزا، مما يجعل النازحين يتقاسمون البطاطين طوال الليل.
قالت سوزان قاسم، وهي أم لطفلين في أحد مراكز النازحين، والتي دمر منزلها في بوداي “أنا بتمنى من الدولة تتطلع فينا ترفق فينا شوي نحنا عندنا أطفال يعني إذا بنهرب من الضرب بنموت من السقعة؟”.
وأضافت أنها مريضة وتتناول الدواء منذ أسبوع وما زالت تعاني من السعال، وتساءلت هل إذا مرض ابنها تستطيع توفير الدواء له.