لقاح واقي من الإيدز؟
يبحث خبراء المستشفى الجامعي في كانتون فو عن 80 متطوعا لتجريب لقاح جديد ضد مرض نقص المناعة المكتسب إيدز، ابتداء من مطلع عام 2003 القادم.
وللمرة الأولى، ينوي الباحثون تجريب لقاح ضد الوباء المذكور على متطوعين من الناس في لوزان ولندن.
تتحدث الأوساط العلمية عن صنفين من اللقاحات ضد مرض إيدز أو سيدا. الأول وقائي، أي يمنع العدوى بهذا الوباء، والثاني علاجي، أي يَحِد من تكاثر الفيروس ومن تفجّر المرض عند حاملي الفيروس الخبيث.
وحتى الإعلان عن ابتكار اللقاح الجديد في لوزان، لم تتوصل الأبحاث إلى نتائج مرضية سواء على صعيد الوقاية أو المعالجة من الوباء، نظرا لعدم الاهتداء إلى الرد السليم على فيروس إيدز الذي وضحت الأبحاث أنه يأخذ هيئات وأشكال مختلفة عند الإنسان، تبعا لبيئة لكل مريض.
فقد بينت الأبحاث المكثفة خلال السنوات العشرين الماضية، أن الفيروس إذا تسلل إلى خلايا نظام المناعة في الجسم، يأخذ على التو وبطريقة متواصلة بإنجاب نظائر أو أجيال جديدة، تُفلت باستمرار من العلاج أو المركب العلاجي الذي يراهن على جيل محدد من أجيال الفيروس.
وأسوءُ ما في الأمر، هو أن فيروس إيدز يستخدم بعض خلايا المناعة للتسلل إلى الخلايا الليمفاوية، أي الخلايا المشرفة والمنسّقة لكامل نظام المناعة في الجسم الإنساني، حيث يتعسّر على هذا المركب أو الآخر من المركبات العلاجية التصدي لأجيال متعاقبة من الفيروس.
الاستنجاد بمناعة خلايا المناعة
وركز فريق من الباحثين في المستشفى الجامعي في لوزان، الذي يرأسه البروفيسور Giuseppe Pantaleo البالغ من العمر 46 عاما، على دراسة مناعة خلايا المناعة في الجسم، أي على الوسائل المتوفرة لدى الخلايا الليمفاوية، للقضاء على الفيروس ساعة تغلغله ومحاولات تكاثره داخل الخلايا.
ويقول جيوزيبي بَنتاليو، إن التجارب الإختبارية الميدانية التي أجريت على اللقاح الجديد حتى الآن قد استهدفت الوقاية، كما استهدفت العلاج ضد فيروسات الإيدز، وأن النتائج أصبحت على مستوى يُشجع على تجريب اللقاح على عدد من المتطوعين تحت إشراف الباحثين في كل من لندن ولوزان.
ويؤكد البروفيسور بَنتاليو أن اللقاح لا يشكل أيَ خطرعلى الأشخاص المُعافين الذين يتطوعون للمشاركة في هذه المغامرة العلمية، التي تأخذ بُعدا تاريخيا في الكفاح ضد واحد من أسوء الأوبئة المعروفة التي تهدد سكان المعمورة في هذا العصر.
لكن الباحث السويسري يضيف، أن ابتكار لقاح جديد هو أمر، وتطويره حتى التسويق هو أمر آخر، إذ يتطلب عدة سنوات لتقييم نتائج تجريب اللقاح على الناس في سويسرا وأوروبا وفي بلدان أخرى.
علاوة على ذلك، فان اللقاح المعروض للتجارب الميدانية، قد لا يقي 100% من العدوى، وإنما من تكاثر الفيروس كي لا يظهر المرض عند حامله. وفي هذه الحالة، فبالإمكان الحديث عن إنجاز مشرّف، لو بلغت فعّالية اللقاح الجديد 50 أو 60% من الحالات، كما يقول جيوزيبي بَنتاليو، أستاذ العلوم الفيروسية بجامعة لوزان ورئيس قسم المناعة والحساسيات في المستشفى الجامعي.
جورج انضوني – سويس إنفو
في إطار المجهودات الدولية الجارية منذ ما يقرب من 20 عاما للحد أو للوقاية من مرض نقص المناعة المكتسب إيدز، يعلن الباحثون في لوزان عن لقاح جديد يبعث على كبير الأمل في الأوساط العلمية والأوساط التي تعاني من الفيروس المراوغ، أي القادر على التأقلم مع بيئة المريض.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.