مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لويتهارد: “سويسرا تُـراهـن على فتح الأسواق”

دوريس لويتهارد، وزيرة الإقتصاد السويسرية أثناء الحديث مع سويس إنفو في مكتبها في العاصمة الفدرالية يوم 13 فبراير 2007 swissinfo.ch

شددت وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويتهارد على ضرورة تعزيز العلاقات مع الإقتصادات الصاعدة أثناء أولى زياراتها الاقتصادية التي حملتها الأسبوع الماضي إلى البرازيل.

وطالبت الوزيرة في حديث خصت به سويس إنفو، بانفتاح أكثر للأسواق، ليس فقط في وجه البضائع والخدمات بل أيضا أمام منتجات القطاع الفلاحي.

قامت المستشارة الفدرالية ووزيرة الاقتصاد دوريس لويتهارد بأولى جولاتها الاقتصادية في الخارج إلى البرازيل ما بين 6 و 9 فبراير 2007. وفي أعقاب الزيارة، خصت سويس إنفو بالحديث التالي.

سويس إنفو: كانت أولى زياراتك الاقتصادية مخصصة للبرازيل. ما هي أهم النتائج التي تمخضت عنها؟

دوريس لويتهارد: لقد وقعنا مع البرازيل على مذكرة تفاهم والتي ستصبح بمثابة قاعدة يمكن عن طريقها وبشكل عملي حل المشاكل الاقتصادية وذلك بالتشاور مع أعضاء اللجنة المشتركة ومع ممثلي القطاع الخاص.

كما تطرقنا في محادثاتنا بالطبع لمفاوضات جولة الدوحة التي تلعب فيها البرازيل دورا هاما.

سويس إنفو: هل يمكن القول أن الزيارة كانت مفيدة؟

دوريس لويتهارد: تماما. فقد كانت الحكومة الفدرالية قد أقرت في شهر ديسمبر الماضي اعتماد استراتيجية “BRIC” أي الانفتاح نحو البرازيل وروسيا والهند والصين. وما قمنا به يعد خطوة أولى. وإنني جد مرتاحة للنتائج.

سويس إنفو: وهل لاحظتم مشاكل أيضا في البرازيل؟

دوريس لويتهارد: بالطبع من بين المشاكل في البرازيل تحقيق نمو في العام الماضي لم يتجاوز 2،7% وهذه نسبة ضعيفة بالنسبة لـ “سوق صاعدة”. وقد عبرت الحكومة البرازيلية عن الرغبة في مضاعفة نسبة النمو هذا العام.

وتعد أسباب ذلك عديدة، فالبرازيل مازال بلدا تطغى عليه البيروقراطية نسبيا، ومازال قطاع الضرائب والجمارك يعرف الكثير من التحايل. ويعد موضوع تزوير وتقليد المنتجات من مواضيع الساعة المطروحة للنقاش في البرازيل.

وفي هذا المجال ناقشنا مسألة تشديد الإجراءات الجزائية التي يمكن أن تكون رادعة للمخالفين المحتملين.

سويس إنفو: لقد أثرت سابقا مجموعة “BRIC” أي البرازيل وروسيا والهند والصين، ما الدافع لإهتمام سويسرا بهذه البلدان بالذات؟

دوريس لويتهارد: اعتقد أن هذه البلدان ليست مهمة بالنسبة لنا فحسب، لأن الأمر يتعلق ببلدان كبرى لديها أسواق تمنح فرصا اقتصادية كبيرة.

وتكتسي هذه الأسواق أهمية كبرى بالنسبة لبلد مثل سويسرا يعتمد بشكل كبير على الصادرات، لأن لدينا خبرات كبيرة ومنتجات ذات جودة عالية، لذلك يعتبر من الأهمية بمكان أن نكون متواجدين في تلك الأسواق منذ الوهلة الأولى.

سويس إنفو: عادة ما ترافق التطور الاقتصادي تأثيرات سلبية، ما مدى الأهمية التي تولينها خلال هذه الزيارات الاقتصادية لقضايا مثل حماية البيئة او احترام حقوق الإنسان؟

دوريس لويتهارد:إن حماية البيئة مثل احترام حقوق الإنسان من القيم الهامة التي تولي لها سويسرا اعتبارا كبيرا. وإننا نتطرق لمثل هذه القضايا أيضا خلال زياراتنا.

ولاشك أن موضوع البيئة هو الموضوع الذي عادة ما يتم التطرق له أثناء المحادثات الاقتصادية لأنه من الصعب الربط بين موضوع حقوق الإنسان والاستثمارات. ولم يكن موضوع حقوق الإنسان من أولويات نقاشنا مع الجانب البرازيلي لأن الأوضاع في البرازيل ليست مقلقة.

أما في المجال البيئي، فقد استفدنا من هذه الزيارة لجمع المزيد من المعلومات المتعلقة بالبيوإيتانول (وقود بيولوجي للمحركات، التحرير).

سويس إنفو: ولكن حقوق الإنسان قد تكون موضوعا يطرح مع الصينيين، هل لديك تصور عن كيفية طرح الموضوع هناك؟

دوريس لويتهارد: الزيارة للصين هي محط ترتيب. وليست مهمتي الأولى متمثلة في انتقاد الصين بل ما نريده هو جلب انتباه الصينيين وتحسين علاقاتنا الاقتصادية معهم.

وهذا يجب أن يتم في انسجام تام مع فهمنا للقيم والمعايير. ويجب ان يتم عبر وسيلة بناءة وليس بطريقة تجعلنا نتحول الى مقدمي دروس للآخرين.

سويس إنفو: فيما يتعلق بملف منظمة التجارة العالمية، يبدو أن اهتمامات سويسرا تختلف كثيرا عن اهتمام دول مجموعة “BRIC” هل سويسرا مستعدة لتقديم اية تنازلات أم أنها تنوي التمسك بموقف متصلب في هذا الميدان؟

دوريس ليوتهارد: الإيجابي الذي بدا في الاجتماع الوزاري الذي تم على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، هو أن حتى بلدان مجموعة BRIC” و مجموعة العشرين التي لها مصالح في الملف الزراعي، أدركت جيدا بأنه لا يمكن التوصل الى حل إلا إذا حصلت الدول الأخرى على مزايا وفوائد.

وهذه المزايا والفوائد بالنسة لنا تتمثل في فتح الأسواق في وجه المنتجات الصناعية والخدمات. وقد أظهرت هذه البلدان بعض الليونة في ذلك. وهذا يسمح لنا بإبداء بعض المرونة فيما يتعلق بفتح الأسواق في وجه المنتجات الفلاحية.

سويس إنفو: وهو ما عليكم شرحه للفلاحين السويسريين؟

دوريس لويتهارد: هذا ما نحن واعون به وهو ما يعيه الفلاحون أنفسهم إذ لا يمكننا الوقوف لوحدنا في وجه جولة مفاوضات الدوحة والتسبب في إفشالها.

يضاف الى ذلك أن الضغوط على سويسرا في المجال الفلاحي أصبحت واقعا ملموسا. وهذه الضغوط ليست صادرة عن منظمة التجارة العالمية بل من جانب البلدان المجاورة التي تالأسعار فيها على مستوى الإنتاج بحوالي 20 او 40% عن أسعارنا.

لذلك نحاول عبر إدخال إصلاحات على القطاع الفلاحي، توجيه نشاطات مزارعينا نحو الاتجاه الصحيح. ويتوقف كل ذلك على الجدولة الزمنية والوتيرة التي سيتم بها تطبيق تلك الإصلاحات.

سويس إنفو: وهل تعتزمون التسريع في هذه الإصلاحات ام التريث؟

دوريس لويتهارد: لقد حددت الحكومة الفدرالية استراتيجية التحول والإصلاح في وثيقة السياسة الفلاحية للعام 2011. وهو ما يقوم البرلمان بمناقشته حاليا.

وهذا هو المسار الذي علينا اتباعه اليوم لأن هناك ضغوطا كبيرة تمارس علينا من قبل الاتحاد الأوربي ودول أخرى. وتأجيل معالجة هذه المشاكل ليس في صالح الفلاحين أنفسهم.

إننا نرغب في أن يتزامن تنفيذ هذه السياسة مع إنتقال المشعل إلى الجيل الموالي، حيث أنها لحظة تكتسي أهمية خاصة في أوساط المزارعين.

أجرى الحوار : كريتسيان راف لاوب، و وكريتسيان شميت – سويس إنفو

(نقله إلى العربية وعالجه: محمد شريف)

يعتبر البرازيل اول شريك تجاري لسويسرا في امريكا اللاتينية

بلغت صادرات سويسرا للبرازيل ما بين شهري يناير ونوفمبر 2006 أكثر من 1،29 مليار فرنك.

بلغت قيمة صادرات البرازيل نحو سويسرا لنفس الفترة 719 مليون فرنك.

تشغل الشركات السويسرية في البرازيل أكثر من 91000 شخص.

زارت المستشارة الفدرالية دوريس لوتهارد البرازيل ما بين 6 و 9 فبراير برفقة وفد تجاري هام.

قابلت خلال زيارتها وزير الصناعة البرازيلي لويس فيرناند فورلان.

وقعت مع وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم وثيقة تفاهم لتشكيل لجنة اقتصادية مشتركة.

افتتحت السيدة لويتهارد رفقة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا معملا لشركة نيستلي سيقوم بإنتاج مواد غذائية بأسعار رخيصة لذوي الدخل المحدود.

هي البرازيل وروسيا والهند والصين، والتي قررت الحكومة الفدرالية أن تمنحها أولوية كبرى في جدول نشاطاتها الخارجية لهذا العام.

يتمثل هدف السلطات السويسرية في تحسين فتح أسواق تلك البلدان أمام منتجات واستثمارات الشركات السويسرية.

ضاعفت هذه البلدان الأربعة حجم مساهمتها في الاقتصاد العالمي خلال العشرة أعوام الماضية بحوالي مرتين.

بعد زيارة البرازيل ستعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة المؤسسة حديثا أول اجتماع لها في سويسرا خلال الربيع القادم على اقصى تقدير.

سيزور وزير الاقتصاد الروسي سويسرا في الربيع القادم فيما سيحل وزير الاقتصاد الهندي ضيفا على برن في شهر مارس.

تتحول وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويتهارد لزيارة الصين في شهر يوليو المقبل وبرفقتها وفد اقتصادي وتجاري هام.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية