مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ما هي الضربات التي يمكن ان يوجهها الغرب ضد سوريا

المدمرة الاميركية بورتر تطلق صاروخ توماهوك باتجاه العراق خلال المراحلة الاولى من الغزو الاميركية في 2003 afp_tickers

توعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء بشن ضربات صاروخية على سوريا عقب الهجوم الكيميائي المفترض الذي اتهم النظام السوري بشنه في الغوطة الشرقية.

والسؤال ما هي الاهداف التي يمكن ان تضربها الولايات المتحدة وربما فرنسا وبريطانيا كذلك، في سوريا التي مزقتها الحرب، وما هي مخاطر هذا التصعيد والخطأ في الحسابات مع حليفتي دمشق ايران وروسيا.

– ما هي أهداف الضربات؟ –

تريد الولايات المتحدة وحليفتاها فرنسا وبريطانيا ان تبعث برسالة واضحة وحاسمة الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد بأن أي استخدام مستقبلي للأسلحة الكيميائية لن يتم التساهل معه.

وإحدى الطرق لضمان عدم استخدام الاسد لهذه الاسلحة هي شن ضربات على البنية التحتية للأسلحة الكيميائية السورية.

إلا أن مثل هذه الضربات يمكن ان تحمل الكثير من المخاطر من بينها احتمال اطلاق سحابة من الغاز السام من غير قصد.

ويمكن ان تستهدف الضربات ما تبقى من قوات النظام الجوية ودفاعاته الجوية رغم ان التأخير في الرد منذ هجمات السبت منح الاسد على الارجح الوقت الكافي لنقل مقاتلاته الى مكان آمن.

وصرحت جنيفر كافاريلا، المحللة للشؤون السورية في معهد دراسات الحرب في واشنطن لوكالة فرانس برس ان احد الاهداف المحتملة هو مطار الضمير العسكري شمال شرق دمشق، والذي انطلقت منه مقاتلات النظام لشن هجماتها السبت على الغوطة الشرقية.

– ما هو حجم الضربة؟ –

أمر الرئيس ترامب العام الماضي بضربة صاروخية ضد الاسد بعد هجوم قاتل بغاز السارين على بلدة خان شيخون التي كانت تسيطر عليها المعارضة.

واطلقت البحرية الأميركية 59 صاروح توماهوك عابر من مدمرات في شرق المتوسط، واستهدفت قاعدة الشعيرات الجوية وطائراتها ومخازن الذخيرة فيها وانظمة الدفاع الجوي وأجهزة الرادار.

الا أن الضربة كانت محدودة ومصممة بحيث لا تجر الولايات المتحدة الى فوضى الحرب السورية الدامية.

ومنذ ذلك الحين اتهم النظام السوري باستخدام غاز الكلور وغيرها من المواد الكيميائية مراراً ما أجبر المخططين على التفكير بالقيام بعمل اوسع.

وقالت كافاريلا ان على الولايات المتحدة ان تقرر المدى الذي ترغب في أن تذهب اليه من حيث ضرب القوات الموالية لايران القريبة من مواقع اميركية في شرق سوريا، او حتى استهداف منشآت تدعمها روسيا.

وأشارت ألى أن “الرئيس قال علناً انه يعتزم أن يحاسب ليس فقط الأسد ولكن داعميه كذلك”.

– كيف سيتم تنفيذ الضربات؟ –

من المرجح ان تكون الضربة ضد سوريا صاروخية كما كانت الحال العام الماضي.

ولن ترغب الولايات المتحدة في ان تخاطر بتحليق مقاتلات في مرمى الدفاعات الجوية السورية. فلو تم اسقاط طائرة فإن النزاع سيتصاعد وسيذهب في اتجاهات غير معروفة.

والمدمرة الاميركية “دونالد كوك” التي تحمل صواريخ موجهة يمكنها أن تصل الى سوريا بسهولة، وكذلك فرقاطة فرنسية بصواريخها الكروز.

وهاتان السفينتان وربما بمساعدة غواصات اميركية، من المرجح ان تلعب دوراً في الهجوم.

– ما هي المخاطر؟-

رد فعل موسكو حليفة الاسد لا يمكن التكهن به، بعد أن هددت بشن عمل انتقامي ضد الولايات المتحدة في حال شن صواريخ على سوريا.

واتهم الجيش الروسي الاربعاء منظمة “الخوذ البيضاء” بفبركة الهجوم.

وقال الجنرال فيكتور بوزنيخير في مؤتمر صحافي ان “الخوذ البيضاء الذين ينشطون فقط في صفوف الارهابيين عمدوا مرة جديدة امام الكاميرات الى فبركة هجوم كيميائي على المدنيين في مدينة دوما”.

وذكرت شبكة ان بي سي نيوز الثلاثاء ان روسيا تعلمت كيفية تعطيل اجهزة تحديد الموقع الجغرافي للحد من قدرات الطائرات الاميركية بدون طيار على العمل في الاجواء السورية.

وقال بن كونابل الخبير في العلوم السياسية في مؤسسة راند لوكالة فرانس برس “يجب على الولايات المتحدة توخي الحذر الشديد لتجنب ضرب اهداف روسية او قتل مستشارين روس”.

واضاف أن ذلك “يحد بشكل كبير من الخيارات المتوفرة للولايات المتحدة لأن الروس يعملون وسط القوات السورية في العديد من الحالات”.

وحذر كونابل من أنه اذا قتلت الولايات المتحدة عن قصد او غير قصد أي جنود روس، فإن ذلك سيكون تصعيداً خطيراً بين القوتين النوويتين.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية