مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون يجمع المسؤولين الليبيين الثلاثاء بباريس للخروج من الازمة

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتوسط مصافحة بين رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج وخصمه المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، اثر اجتماعهما قرب باريس في 25 تموز/يوليو 2017. afp_tickers

دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ابرز المسؤولين الليبيين للمشاركة الثلاثاء بباريس في مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يهدف الى التمهيد لانتخابات قبل نهاية 2018 في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ 2011.

والهدف من هذا الحدث الدبلوماسي غير المسبوق الذي اكدته الاحد الرئاسة الفرنسية، هو “توفير الظروف للخروج من الازمة” في ليبيا وذلك من خلال “اشعار الفاعلين الوطنيين والدوليين كافة بمسؤولياتهم”.

وفشلت حتى الان كافة الجهود التي بذلت لبسط الاستقرار في البلد منذ الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في خضم احداث “الربيع العربي” وبتدخل غربي في آذار/مارس 2011.

وفي محاولة لتحقيق الهدف يستقبل الرئيس الفرنسي الثلاثاء لمدة ثلاث ساعات ابرز القيادات المتنافسة في ليبيا وهم رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج والرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح عيسى ورئيس مجلس الدولة خالد المشري.

ووافق هؤلاء على توقيع اعلان “يحدد اطار عملية سياسية” تنص على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية اذا امكن قبل نهاية 2018، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وسيتم قطع هذا التعهد بحضور ممثلي 19 دولة معنية بالملف وهي دول الجوار (تونس والجزائر ومصر وتشاد) واخرى من المنطقة (المغرب والسعودية والكويت والامارات وقطر وتركيا) وايطاليا (القوة الاستعمارية سابقا) والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة) اضافة الى المانيا.

كما سيشارك في الاجتماع رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو بوصفه رئيسا للجنة العليا للاتحاد الافريقي حول ليبيا اضافة الى رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، المكلف الاشراف على العملية.

وسيتم بالمناسبة تفعيل “مسؤولية المجتمع الدولي” بشان مستقبل ليبيا حيث لا يزال التهديد الجهادي قائما وسط تفشي تهريب السلاح والمخدرات والبشر في غياب تام لسلطة الدولة.

وكان القلق ازاء هذا الوضع دفع ماكرون الى ان يجعل من ليبيا احدى اولويات سياسته الخارجية التي تركز كثيرا في الاساس على منطقة الساحل. وكان نظم في تموز/يوليو 2017 بفرنسا لقاء بين حفتر والسراج.

-“وضع لا يمكن ان يستمر”-

تواصلت اثر ذلك الجهود الدبلوماسية بقيادة الامم المتحدة ودول المغرب العربي. وبحسب مصدر دبلوماسي “بات الجميع اليوم مجمعا على ان الوضع القائم في ليبيا لا يمكن ان يستمر”.

واضاف المصدر انه في الوقت ذاته “هناك تطلعات كبيرة جدا من السكان الراغبين في تنظيم انتخابات خصوصا رئاسية”. ويشهد على ذلك نجاح حملة التسجيل في لوائح القيد الانتخابية حيث سجل 2,7 مليون انفسهم، 43 بالمئة منهم نساء من اجمالي ستة ملايين ليبي.

واشارت الرئاسة الفرنسية الى انه بالتوازي مع ذلك “تحسن الوضع الامني” رغم “انه لازال شديد الاضطراب”.

وشن المشير حفتر مؤخرا عملية عسكرية لطرد المسلحين المتطرفين من درنة المدينة الساحلية الواقعة على بعد الف كلم شرقي طرابلس.

وفي ليبيا التي تفرض فيها مجموعات مسلحة ، على غرار مجموعة مصراتة، قوانينها، سيكون توحيد قوات الامن احد اهداف خارطة الطريق التي يفترض ان تدرس الثلاثاء.

كما يتوقع ان تركز العملية السياسية على توحيد المؤسسات حتى يصبح في البلاد برلمان واحد وبنك مركزي واحد.

وعلاوة على ذلك نصت خطة عمل الامم المتحدة على مشروع دستور يعرض على الاستفتاء ما قد يؤخر موعد الانتخابات. ويرغب بعض المسؤولين في مثل هذا التاخير ويشددون على ضرورة ان يتم انجاح المصالحة الوطنية قبل الانتخابات.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية