مبادرة لتشجيع الإهتمام بالعلوم الطبيعية والتقنية
برعاية حكومية ودعم اقتصادي وأكاديمي، انطلقت يوم 28 أغسطس في برن مبادرة لدعم وتشجيع التلاميذ للإقبال على العلوم التقنية، وترغيبهم في التمسك بها كأحد الفروع الدراسية ذات المستقبل الهام.
وقد أعربت 3 كانتونات على الفور عن رغبتها القوية في دعم هذه المبادرة داخل نظمها التعليمية، مما سيشجع البقية على اتخاذ نفس الخطوة.
تؤمن سويسرا بأن العلم سلاح لا يمكن التخلي عن العناية به، انطلاقا من مراحل التعليم الأولية وحتى البحث العلمي، وهي تدرك تماما بأن هذا المجال هو أحد مفاتيح القوة التي لا تنضب.
لذا، لم يكن من المستغرب أن يدعم هذه المبادرة الطموحة، وزير الشؤون الداخلية باسكال كوشبان (المعني أيضا بشؤون التعليم) مع وزيرة الاقتصاد دوريس لويتهارد بالتعاون مع شركات هامة في مجالات تصنيع الأدوية والكيماويات والصناعات الدقيقة والميكنة، مع المعاهد الأكاديمية المتخصصة.
وقد قال البروفيسور ديتر إيمبودن رئيس مجلس الأبحاث في الصندوق الوطني لتمويل البحث العلمي، في كلمته التي دشن بها هذه المبادرة، بأن المدارس السويسرية عليها واجب مزدوج: الأول، التأهيل من خلال توفير أفضل المستويات الدراسية والعلمية. والثاني، نقل القيمة الحضارية لهذا العلم، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الناحيتين، الحضارية والعلمية، يلتحمان ليكونا جزءا أساسيا من الثقافة السويسرية.
ويؤكد البروفسور إيمبودن على أن المبادرة الجديدة تركز على مشكلة أساسية في نظام التعليم السويسري، التي لا يمكن تأجيلها أكثر من هذا، إذ يعتقد أن العملية التعليمية الحالية تركز على العلوم الإنسانية والإجتماعية والفنون، أكثر مما تعني بالعلوم الطبيعية والتطبيقية.
كما أعرب عن قلقه الشديد، لأن المعاهد العليا المتخصصة تفكر جديا في إجراء اختبارات معينة لقبول الطلبة الحاصلين على شهادة إتمام الدراسة الثانوية (البكالوريا) كشرط للالتحاق بها.
قلق من النمو الآسيوي
أما النائبة البرلمانية كاتي ريكلين، رئيسة لجنة العلوم والتربية والثقافة في البرلمان، فقد أعربت عن قلقها من ارتفاع نسبة التلاميذ الذين يحجمون عن الإقبال على الأقسام العلمية والتقنية، سواء في التعليم الثانوي العام أو المهني المتخصص.
وترى النائبة البرلمانية (من الحزب الديمقراطي المسيحي) بأن هذا التراجع في الإقبال على الفروع والتخصصات العلمية، لا يتناسب مع أهمية سويسرا كدولة تثمن العلم وتعرف قيمة الابتكار، مما يعطي توجها سلبيا للغاية. كما أوضحت أن هناك قوة ديناميكية جديدة نشأت في آسيا خلال السنوات الاخيرة تشكل خطرا علي أوروبا وسويسرا، وذلك لأنها استطاعت العناية بالعلوم الطبيعية والتقنية.
أما هانز أمبول، السكرتير العام للمؤتمر السويسري لمدراء التعليم في الكانتونات، فقد أكد على دعمه الكامل لهذه المبادرة التي جاءت في نفس الوقت الذي يقوم فيه رجال التربية بإعداد برامج تعليمية جديدة، تعمل على الاستفادة المتبادلة بين برامج التعليم في شقي سويسرا الناطقين بالفرنسية والألمانية.
بينما يقول فلافيو كاسيا، نائب رئيس الأكاديمية السويسرية للعلوم التقنية، بأن العمل على تلقين العلوم التقنية بطريقة متسلسلة أمر هام للغاية، وهو ما تفتقر إليه المناهج التعليمية، حسب رأيه.
عمليا، دشنت المبادرة موقعا على الإنترنت ضمن النطاق المعني بالعملية التعليمية على الصعيد الفدرالي، ومن المفترض أن يقدم معلومات مجانية حول المتاحف والمعارض والوسائل التعليمية والفرص المهنية المتاحة في المجال التقني.
ويتفق خبراء التربية والتعليم السويسريون على أن فهم التقنية والتعامل معها عملية متكاملة، من معرفة وفهم الظواهر العلمية وتقييم أهميتها إلى الحكم على إمكانيات تطبيقها في الحياة العامة.
سويس انفو مع الوكالات
يهتم 27% فقط من الطلبة السويسريين بمجال العلوم البحتة.
وفي الإتحاد الأوروبي 22% وتهبط في الولايات المتحدة إلى 16%.
تحصل علوم الأحياء على مرتبة متقدمة في اهتمامات الدارسين في كل من ألمانيا وفرنسا، ثم سويسرا.
تركز المبادرة على النقاط التالية:-
تحسين طرق تدريس المواد العلمية
العناية بالمضمون ليكون مواكبا مع التطورات العلمية
تأهيل متواصل للمعلمين المتخصصين في تدريس العلوم الطبيعية والتطبيقية
تدعمها الجهات التالية:
كتابة الدولة لشؤون التعليم والعلوم
المكتب الفدرالي للتأهيل والتقنية
مجلس المعهد الفدرالي العالي للتقنية في زيورخ
مؤتمر المعاهد العليا المتخصصة
المؤتمر السويسري لمدراء تعليم الكانتونات
الأكاديمية السويسرية للعلوم والتقنية.
وتدعمها العديد من الشركات الصناعية الكبرى المتخصصة في التعدين والصيدلانيات والكيماويات والإليكترونيات.
انضمت إلى المبادرة كانتونات آرغاو ولوتسرن وفاليه.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.