متحفٌ يتواصل مع زائريه!
خرج متحف الاتصالات على زائريه بحلة جديدة أدخلت معرضه السابق عن تكنولوجيا الاتصالات إلى أدراج النسيان.
الاتصال بين الناس وتأثيراته الاجتماعية والثقافية هو محور المتحف الجديد، أما أسلوب إيصال هذه المعلومة للزائر فقد كان مبتكراً!
يبدأ الزائر جولته داخل المتحف بالدخول في نفق مظلم، لتنطلق من جوانبه تشكيلة غريبة من الضجيج والأصوات – وليشعر المرء رغم الظلام كما لو أنه يشاهد منظرا طبيعياً خلاباً من الأصوات!
يخرج الزائر من النفق بعد ذلك ليدخل إلى جناح هدفه التعريف بالاتصال في أدنى مستوياته من خلال مراقبة لغة الجسد وكلماتها. لكنه لا يقف مكتوف اليدين.
فهو مدعو للاستجابة إلى الحركات التي تؤديها صور ظليه تتحرك على الجدران لأشخاص يتحدثون بواسطة الإشارات.
حوار افتراضي!
لا يقف الأمر عند هذا الحد. فالمتحف يوفر لرواده الفرصة للتواصل مع “شخص افتراضي”! يكفي أن يضغط المرء على زر ليقفز وجه ذلك الشخص “المفترض” على شاشة أمامه، الذي يبدأ في الحديث معه.
كلما كانت اسئلة الزائر اكثر تعقيدا، كلما كانت ردود “الشخص الافتراضي” أكثر ذكاءاً، وإلى مدى يُمكن الزائر من التعرف أكثر على طبيعة محدثه وعلى نفسه هو شخصيا في الوقت ذاته.
مقدمة مبتكرة بالفعل تكاد تبُهت الزائر بجدتها، وتمهد السبيل لرحلة يعبر من خلالها على محطات تاريخ الاتصال بشقيه المكاني وما بين البشر.
ولذلك لم يكن من قبيل المصادفة، كما يقول مدير المتحف توماس مايير في حديث مع سويس إنفو:”إننا أطلقنا أسم ‘مغامرة الاتصال’ على المعرض”.
ما بين الماضي والحاضر!
“هدفنا هو أن نظهر الكيفية التي تطورت من خلالها تكنولوجيا الاتصال”، هكذا يؤكد السيد مايير وهو يشير إلى أول هاتف خلوي نقال سويسري تم ابتكاره عام 1978.
وتكاد ابتسامة تلوح على شفتي الناظر وهو يقارن بين ذلك التلفون بحجمه الكبير والثقيل (الذي لا يسمح بنقله من مكان إلى أخر إلا بوضعه في حقيبة كبيرة)، وبين هواتف اليوم الدقيقة التي تزداد صغرا كل يوم.
رواد المتحف من الشباب سيبدون تعجباً وهم يتطلعون إلى أجهزة الراديو التي يعود تاريخها إلى عام 1930، والتي عُرفت آنذاك بإسم “الأجهزة اللاسلكية”، هذا خلاف تلفزيونات منتصف القرن الماضي التي فتحت الباب أمام تحويل العالم إلى القرية الكوكبية.
وقد أختار منظمو المتحف عرض محتويات هذا الجناح بعيدا عن الصناديق الزجاجية الباردة، ووضعها بدلاً من ذلك في غرف معيشة مجهزة بأثاث تلك الفترة الزمنية.
ولأن الزائر سيكون قادرا على سماع ومشاهدة تلك الأجهزة وهي تدور، كما كانت تفعل في الماضي، فإن الجيل الجديد من الرواد لا محالة سيتساءل، عند سماعه طقطقة أصوات الراديو وصور التلفزيون الباهتة، عن السبب الذي جعل آباءه وأجداده من قبلهم يتسمرون أمامها. إذ شتان ما بين تقنية الأمس واليوم.
رحلة السائر في أزمنة الاتصال ستصل به في خاتمتها إلى تقنية هذا اليوم، أي إلى شبكة الاتصال المعلوماتية – الإنترنت.
ولأن هذه التكنولوجيا لن تكون الأخيرة في درب الاتصال المستقبلي، فإن الزائر سيخرج من المتحف وهو على ثقة بأن التجديد في محتويات هذا الجناح بالذات سيكون على قدم وساق.
سويس إنفو
جدد متحف الاتصالات أجنحته بين أكتوبر 2002 ومايو 2003.
أعاد المتحف تجهيز الطابقين الأرضي والأول بصورة كاملة.
خصص الطابق الأرضي لمحور “التواصل بين البشر”.
أما الطابق الأول فقد كُرس لمفهوم “الاتصال المكاني”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.