مركز أبحاث جديد لشركة نوفارتيس في شنغهاي
تستعد شركة نوفارتيس، عملاق صناعة الأدوية في سويسرا، لاستثمار 100 مليون دولار لتأسيس مركز أبحاث وتطوير في المدينة الصينية الضخمة سيعمل فيه 400 باحث وعالم.
وتأمل نوفارتيس في أن تعزز هذه الخطوة موقعها في سوق تشهد نموا هائلا وأن تمكّـنها من الاستفادة من كفاءات الباحثين المحليين.
هذا المركز، الذي سيركز اهتمامه بالدرجة الأولى على الأسباب ذات الطابع المعدي للإصابة بالسرطان، سيكون الأول من نوعه في الصين، مثلما أوضحت ذلك المجموعة الصيدلانية السويسرية في بيان أصدرته يوم 6 نوفمبر 2006.
ويتوقع أن يبدأ نشاط المركز في شهر مايو من العام المقبل، حيث سيعمل الباحثون في محلات مؤقتة في انتظار تجهيز المباني الجديدة، التي يبدأ العمل في تشييدها في شهر يوليو 2007.
دانيال فازيلا، المسير المفوض لشركة نوفارتيس، صرح أن “مستوى البحث العلمي في الصين، يتقدم بشكل سريع، وفي الوقت نفسه، تزداد الاحتياجات في القطاع الصحي، نتيجة لعملية التمدن أساسا، ولكن أيضا بسبب تغيّـر نمط حياة السكان وما يرتبط به من أمراض مزمنة”.
فتبعا لارتفاع مستوى الأجور والقدرة الشرائية، سُـجّـل في هذا البلد الآسيوي، ارتفاع في حالات الإصابة بارتفاع الضغط والسكري، وهي أمراض ناجمة عن قلة الحركة ونوعية التغذية، التي أضحت تتسم أكثر فأكثر بافتقارها للتوازن المطلوب.
وتفيد توقعات مركز بوسطن المستقل للاستشارات، أن حجم بيع المواد الصيدلانية في الصين سيتضاعف بحلول عام 2010 ليرتفع من 13 مليار دولار في عام 2005 إلى 25 مليار دولار.
الطب الصيني
داخل مركز الأبحاث الجديد في شنغهاي، تعتزم شركة نوفارتيس – التي ستستثمر فيه 100 مليون دولار – المزج بين الطب الغربي الحديث وبين الطب الصيني التقليدي. وليست هذه المرة الأولى التي يلتجئ فيها عملاق صناعة الأدوية السويسري إلى معارف العلماء والخبراء المحليين.
فعلى سبيل المثال، طورت شركة نوفارتيس بالتعاون مع أكاديمية العلوم الصينية دواء COARTEM لمكافحة المالاريا، باستعمال العناصر الفعالة في نبتة Artemisia، التي تستعمل في الصين لأغراض علاجية منذ ما يزيد عن 2000 عام.
حماية براءات الاختراع
في فترات سابقة، أبدا منتجو الأدوية الغربيون الكثير من الحذر عند التفكير في الاستثمار في الصين، بسبب خشيتهم من عدم وجود ضمانات كافية لحماية براءات الاختراع، لكن هذا الوضع يبدو أنه بصدد التغيّـر في الوقت الحاضر.
ففي شهر يونيو الماضي، حقق عملاق صناعة الأدوية الأمريكي بفيتزر انكوربوريشن Pfitzer Inc. نصرا مهما عندما كسِـب أمام محكمة في بايجنغ قضية أصبح بموجبها الجهة الوحيدة المخوّلة بيع دواء فياغرا لمكافحة العجز، المنتج من طرفها، وهو ما يضع حدا لظاهرة خطيرة، تتمثل في قيام عشرات الشركات الصينية ببيع نسخة مخفضة السعر من نفس العقار.
حضور قوي
في سياق متصل، أكدت شركة نوفارتيس اليوم أنها تعتبر المجموعة الصيدلانية الرابعة، من حيث ترتيب الأهمية، التي تنشط في الصين. فمنذ عام 2001، بلغت نسبة نموها السنوي في الصين 20%، وهي نسبة أمكن تحقيقها بفضل الأدوية البديلة المنتجة من طرف شركة هيكسال Hexal التابعة لها.
كما تقوم الشركة المتعددة الجنسيات في الوقت الحاضر بتشييد مصنع في مدينة سانغشو، في مقاطعة يانغشو، يتوقع أن يبدأ في العمل في منتصف العام القادم.
يشار إلى أن شركة روش (مقرها بازل) المنافسة لنوفارتيس، تسجل بدورها حضورا كبيرا في الصين، إلى جانب المجموعتين البريطانيتين، أسترا زينيكا وغلاكسو سميث كلاين.
سويس انفو مع الوكالات
تعتبر معاهد نوفارتيس للأبحاث البيولوجية الطبية شبكة الأبحاث العالمية لعملاق صناعة الأدوية السويسري.
يوجد المقر الرئيسي لهذه المعاهد في كامبريدج بولاية ماساشوسيتس بالولايات المتحدة، على الرغم من أن جزءً من الأبحاث لا زال يجري في بازل.
مراكز الأبحاث المهمة الأخرى، توجد في بريطانيا (هورشام) وفي النمسا (فيينا) وفي اليابان (تسوكوبا) وفي ولاية نيوجيرسي (إيست هانوفر).
إضافة إلى ذلك، تهتم مجموعة نوفارتيس بالإشراف على 3 مراكز أخرى، وهي معهد أبحاث نوعية الخِـلقة، التابع لمؤسسة أبحاث نوفارتيس في لاجولا (ولاية كاليفورنيا – الولايات المتحدة) ومعهد الأمراض الاستوائية في سنغافورة ومعهد فريدريخ مييشر في بازل، شمال سويسرا.
تتوقع نوفارتيس مضاعفة حجم مبيعاتها في الصين بحلول عام 2010.
سجلت الشركة في السنوات الخمس الماضية معدل نمو سنوي بـ 20%، أما في عام 2006، فمن المنتظر ألا يتجاوز 10%.
بحلول عام 2010، يفترض أن تصبح الصين أحد أهم الأسواق العشرة الرئيسية لنوفارتيس.
الجزء الأكبر من الأدوية التي تبيعها شركة نوفارتيس في الصين، يتم إنتاجها محليا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.