مساهمة سويسرية في ابتكار يـُمهد لعوادم نظيفة
طور باحثون سويسريون مُحفزا جديدا للمُحركات العاملة بالغاز الطبيعي. ويسمح هذا الابتكار بالحد بشكل قوي من الانبعاثات المُلوثة للهواء.
ويعتبر هذا المحفز ثمرة تعاون مع مُصنع السيارات الألماني “فولسفاغن” ومجموعة “أوميكور” الدولية للمعادن والمواد.
تم تطوير هذا المُحفز الجديد من قبل المؤسسة الفدرالية السويسرية للأبحاث في مجال علم المواد والتكنولوجيا. وأوضح كريستيان باخ، رئيس قسم المحركات في المؤسسة، في برنامج “10vor10” الذي بثه التلفزيون السويسري الناطق بالألمانية (DRS) يوم 21 أغسطس الجاري أن هذا الابتكار يسمح بالحد بقوة من الانبعاثات المُلوثة.
وعن مرحلة مخاض هذه التجربة، قال السيد باخ: “لقد اشتغلنا لمدة 6 سنوات تقريبا على مُحفزات المحركات العاملة بالغاز الطبيعي، وقد طورنا نموذجا يسمح عمليا بتفادي تكوين الأوزون، إذ يـُحول هذا المُحفز المواد السامة التي تنبعث من المحرك إلى مواد غير خطرة، في شكل بخار مائي مثلا”.
ويقلص هذا المحفز نسبة ثاني أوكسيد النيتروجين بنسبة 80% والغبار الدقيق بـ50%. كما أن انبعاثات المحركات العاملة بالغاز الطبيعي من غاز ثاني أوكسيد الكاربون تقل بأ22% مقارنة مع المحركات التي تعمل بالبنزين.
اختبارات مـُقـنِعة
وتم اختبار نماذج المُحفـّز الجديد على محركات الغاز الطبيعي العادية المتواجدة في السوق، كما جُهزت ثلاثة وسائل نقل بهذا المُحفز وقطعت بعد مسافة 44000 كيلومتر.
وتعمل هذه التكنولوجيا بالفعل منذ عام ونصف دون مواجهة أية مشاكل تـُذكر. ويختبر أحد وسائل النقل، بنجاح، من طرف وزارة البناء في كانتون بازل المدينة.
وصرحت المسؤولة عن الوزارة، السيدة باربارا شنايدر، في برنامج “10vor10”: “لقد قمنا بتجارب جيدة، إذ استخدمت السيارة على الخصوص لنقل أعضاء حكومة الكانتون. كما تم اختبار هذه السيارة من قبل بعض الشركات التي توصلت إلى نفس الاستنتاج: إنها بديل صالح تماما لوسائل النقل المُستخدمة حاليا”.
في انتظار الإنتاج..
ويبدو أن لهذا الابتكار مُستقبل واعد، حيث قال السيد كريستيان باخ: “ما تم صنعه هو سيارة من أنظف السيارات في العالم”.
ويشاطر هذا التفاؤل جوهانس شتيلين، الأستاذ في المعهد الفدرالي التقني العالي في زيورخ، إذ يظل هذا الكيميائي، المتخصص في الجو، على قناعة بأن الابتكار الذي ساهمت فيه المؤسسة الفدرالية السويسرية للأبحاث في مجال علم المواد والتكنولوجيا “يـفتح الطريق” على حد قوله. ويرى الأستاذ شتيلين أنه ينبغي إدخال هذه التكنولوجيا في قطاع صناعة السيارات بشكل عام.
وقد خطى هذه الخطوة بعد فاعلٌ هام جدا في تصنيع السيارات، إذ تمت الأبحاث التي قامت بها المؤسسة السويسرية بالتعاون مع مُصنع السيارات الألماني “فولسفاغن” ومجموعة “أوميكور” الدولية للمعادن والمواد.
وتعتزم شركة فولسفاغن العملاقة البدء في إنتاج المُحفز الجديد للمحركات العاملة بالغاز الطبيعي بكميات تجارية، لكنها لم تعلن لحد الآن عن موعد الشروع في الإنتاج.
سويس انفو مع الوكالات
تعرض الأسواق السويسرية بعد للبيع وسائل نقل تعمل بالغاز الطبيعي، لكن هذا النوع من وسائل النقل ليس شائعا كثيرا.
حسب رابطة شركات الغاز الطبيعي، يناهز عدد هذا النوع من وسائل النقل في سويسرا 3500.
بحلول عام 2007، يفترض أن يتم تجهيز حوالي 100 محطة وقود لتزويد المستهلكين بالغاز الطبيعي.
هي جزء من ميدان المدارس التقنية الفدرالية المتعددة الاختصاصات، ومن المشهد السويسري للعلوم والتكنولوجيا والتكوين.
المؤسسة مُختصة في الأبحاث التطبيقية والتطوير، وتقدم خدمات في هذا المجال.
تُشغل زهاء 800 شخص في مقراتها الثلاثة. ويبلغ عدد طلبة الدكتوراه 130 وعدد طلبة الشواهد 100. وتعرض المؤسسة أيضا التكوين لـ40 متدربا و40 طالبا متدربا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.