مشاركة السويسريات في المعترك السياسي لا زالت متواضعة بعد ثلاثين عاما من حصولهن على حق التصويت على المستوى الفيدرالي

الحضور النسائي في البرلمان السويسري تعزز في السنوات الأخيرة لكنه لا زال أقل من المأمول Keystone Archive

عشية الاحتفال بهذه المناسبة المهمة في تاريخ سويسرا كشفت دراسة إحصائية أن الوقت الذي منحته وسائل الاعلام المرئية للنساء المترشحات في انتخابات عام 99 البرلمانية لم يكن متناسبا مع حجمهن الحقيقي.

التحليل المتعمق للكيفية التي تعاملت بها وسائل الاعلام السويسرية مع المترشحات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كشف عن شيء من الغبن في الوقت الممنوح لهن للتعريف بأنفسهن وببرامجهن.

الدراسة التي نشرت نتائجها يوم الثلاثاء في برن أعدت بطلب من هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية ومن اللجنة الفيدرالية للمسائل النسائية وتركزت على متابعة الوقت الممنوح للمترشحات في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة اثناء الحملة الانتخابية.

ويتضح من هذه الدراسة أن الحيز الزمني الذي خصص لتصريحات أو مداخلات المترشحات في الاسابيع الأربعة التي سبقت موعد التصويت كان أقل من المعدل العام. فعلى الرغم من أن النساء مثلن خمسة وثلاثين في المائة من إجمالي المترشحين إلا أن الوقت الذي حصلن عليه لم يتجاوز ثمانية عشرة في المائة من مجموع الفترات الإخبارية المخصصة للتعريف ببرامج المترشحين.

في المقابل لاحظت الدراسة أن القنوات الاذاعية تعاملت بشكل أفضل مع المترشحات من الاناث بل إن النسبة التي حصلن عليها في برامج الإذاعة الروماندية ( أي الناطقة بالفرنسية ) وصلت إلى سبعة وثلاثين في المائة من إجمالي الوقت.

وفيما كشفت الدراسة عن استئثار مرشحات الأحزاب السياسية المشاركة في الائتلاف الحكومي بأعلى نسبة من الحضور في الندوات التلفزيونية والاذاعية انتقدت رئيسة اللجنة الفيدرالية للشؤون النسائية كيارا كورتازي المشاركة المحدودة جدا للنساء في النقاشات التلفزيونية التي تقام اثناء الفترة التي تسبق موعد الانتخابات.

من جهة أخرى يبدو أن الإرتفاع المسجل في عدد المترشحات للمقاعد النيابية عام تسعة وتسعين مقارنة بعام خمسة وتسعين يؤشر لمغادرة سويسرا لمؤخرة الترتيب على المستوى الاوروبي في هذا المجال كما يأتي في مناسبة الاحتفال بمرور ثلاثين عاما على حصول السويسريات على حق التصويت على المستوى الفيدرالي ليؤكد أن الطريق إلى تحقيق المساواة الفعلية وخاصة في مجال الحضور والمشاركة السياسية لازال طويلا.

كمال الضيف.