مصافحةٌ سودانية بوساطة سويسرية وامريكية
بوَساطة سويسرية وأمريكية، تُوج اليومُ السادس من المُفاوضات التي احتضنتها الكُونفدرالية بين مُمثلي الحكومة السُّودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان بالتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة جبال النوبا وسط البلاد. الحُكومة السُّودانية في الخرطوم رحبت بالنتيجة ووصفتها بِخُطوة في الاتجاه الصحيح.
في بلدة بورغنستوك (Burgenstock) المُطلة على بُحيرة مدينة لُوسيرن السويسرية، تم التوقيعُ يوم السبت خلال حفل رسمي على اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة جبال النوبا وسط السودان بين مُمثلين عن الحكومة السودانية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان. ووقع الهدنة عن الجانب الحكومي السوداني السيد مُطرف صديق والسيد عبد العزيز آدم الهيلو عن الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وينصُّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بفضل وساطة سويسرية وأمريكية على هُدنة تتواصل مبدئيا لمدة ستة اشهر وتُُصبح سارية المفعول في غضون الاثنين وسبعين ساعة القادمة. وسيشرفُ على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين فريقٌ دولي يضم مراقبين مدنيين وعسكريين من دُول أوربية وأخرى من أمريكا الشمالية.
ارتياح سويسري وتفاؤل سوداني
رئيسُ وفد الوُسطاء السويسريين السيد جوزيف بوشير قال عقب التوقيع على الهدنة: “هذا اليوم هام جدا بالنسبة لسكان جبال النوبا ونأمل أن يكون أيضا يوما هاما بالنسبة للسودان”.
أما رئيس الوفد الحكومي السوداني السيد مُطرف صديق فقد أعرب عن سعادته قائلا: “نحن نشكر العلي القدير على تحقيق حلم راودنا طيلة حياتنا…نود أن نقول للعالم بأسره أننا نحب السلام وأن لدينا بلدا عظيما وشعبا عظيما.”
ومن جهته، وعد رئيس وفد الجيش الشعبي لتحرير السودان عبد العزيز آدم الهيلو بان حركته ستحترم روح ونص الاتفاق معربا عن أمله أن تقوم الحكومة السودانية بالمثل ومؤكدا أن “التنفيذ الكامل للاتفاق سيُمثل حجز الزاوية لاحلال السلام.”
هذا وأعرب الجانبان عن اعتقادهما أن الاتفاق الذي توصلا إليه في سويسرا سيفتحُ الطَّريقَ أمام تنفيذ برامج إعادة الإعمار في منطقة جبال النوبا التي دمرتها إحدى أطول الحروب الأهلية التي شهدتها القارة السمراء، حربٌ تعصف بالسودان منذ عام 1983.
وتعهدت الأطرافُ السودانية أيضا بالعمل على نزع الألغام المزرُوعة في المنطقة وعلى إصلاح وإعادة تشغيل الطرق. كما اتفق الجانبان على توفير الظروف الضرورية بشكل فوري وبدون قيود لنشطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر كي تتمكن من تحسين أوضاع اللاجئين. وتجدر الإشارة هنا إلي أن عدد الذين توفوا من جراء الحرب الأهلية أو المجاعة في السودان خلال الثمانية عشر سنة الأخيرة يُقدر بـ2 مليون شخص.
الخرطوم ترحب بالاتفاق
أصداءُ توقيع وقف إطلاق النار في سويسرا وصل بطبيعة الحال إلى الخرطوم حيث رحبت الحكومة السودانية على الفور بالاتفاق ووصفته بخطوة في الاتجاه الصحيح.
المستشار الرئاسي للسلام غازي صلاح الدين الطباني صرح لإذاعة اوم دورمان أن الاتفاق “خطوة في اتجاه عودة الحياة الطبيعية” إلى جبال النوبا، وان الهدنة ستُسهل عمليات إيصال المساعدات إلى المنطقة كما ستخلقُ جوا مُلائما لاحلال السلام.
ويُذكر أن المبعوث الأمريكي إلى السودان جون دانفورث هو الذي كان وراء مبادرة انعقاد مفاوضات السلام بين الأطراف السودانية في سويسرا. وكان دانفورث قد تقدم بمُقترح يضم أربع نقاط أساسية هي وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان في منطقة جبال النوبا، ووقف القصف الجوي لاهداف مدنية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون والاتفاق على مناطق وأوقات هدنة وأخيرا وضع حد لعمليات اختطاف الناس وتحويلهم إلى رقيق.
سويس انفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.