مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مصرف يو بي إس السويسري يتكبد المزيد من الخسائر

من المحتمل أن تؤدي الخسائر المسجلة إلى اختتام مصرف يو بي أس لعام 2007 بنتائج سلبية Keystone

أعلن أكبر مصرف سويسري أن الخسارة التي لحقت به بسبب أزمة القروض العقارية غير المضمونة في أمريكا أعلى مما كان يتوقع. وان إعتماداته المالية ستنخفض بما قدره 10 مليارات دولار.

ونتيجة لذلك من المحتمل جدا أن يسجّل المصرف بانتهاء سنة 2007 حصيلة سلبية على الرغم من الأرباح الصافية التي بلغت 7.7 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الماضية. وليس من المتوقع رغم ذلك أن يضطر مارسيل أوسبيل، رئيس مجلس الإدارة بالمصرف إلى الاستقالة.

يوم الإثنين 10 ديسمبر، أصدر يو بي إس، الذي يعد أهم مصرف أوروبي من حيث الإعتمادات المالية، بيانا أعلن فيه أنه بصدد مراجعة “حساباته ومدخلاته” في ما يتعلق بالقروض العقارية غير المضمونة في أمريكا، وأنه استطاع تحصيل رأس مال جديد قدره 13 مليار فرنك سويسري من خلال بيع أسهم لمستثمرين أجانب.

رؤوس أموال جديدة

مفتاح الحل الأهم لهذه الأزمة بيد شركة الاستثمارات التابعة لحكومة سنغفورة، التي تشرف على إدارة مدخرات الدولة من العملات الأجنبية. وهذه الأخيرة أعربت عن استعدادها لوضع 11 مليار فرنك تحت تصرف المصرف السويسري عبر قروض ملزمة قابلة للتحويل إلى أسهم قيمتها 13 مليار فرنك.

وأما بقية المبلغ والتي تساوي ملياري فرنك، فتأتي من أحد المستثمرين الإستراتيجيين بالشرق الأوسط، والذي لم يكشف عن هويته. ولقبول هذين المساهمين، وإقرار بقية الإجراءات المتخذة لإصلاح الوضع المالي للمصرف، يتطلب الأمر موافقة الجمعية العمومية الطارئة التي دعيت للانعقاد منتصف شهر فبراير القادم.

وتعليقا على هذه الخطوة، قال مارسيل أوسبيل، مدير المصرف: “إن الخسائر التي سببتها تأمينات القروض العقارية الأمريكية غير المضمونة “خسائر هامة ومعتبرة”، ولكن بالإمكان امتصاصها عبر أرباح المصرف وأصوله، غير أنه من المهم المحافظة على رأس مال قوي لتعزيز وضعنا في إدارة الثروات، وهي الخدمات الأكثر ربح بالنسبة للمساهمين “.

واستبعد السيد أوسبيل في تصريح لراديو سويسرا الناطق بالألمانية إمكانية استقالته، ونفى أن تكون قد طرحت على جدول أعمال إدارة المصرف، متمنيا في نفس الوقت أن يكون جزء من الحل للأزمة الراهنة.

المطالبة بمزيد من الشفافية

وجهت الصحف السويسرية الصادرة يوم الثلاثاء 11 ديسمبر 2007، انتقادات لاذعة لإدارة المصرف، وتساءلت إن كان من المجدي بقاء السيد مارسيل أوسبيل في منصبه، غير أن القليل منها طالب صراحة باستقالته.

لكن هذا لا يمنع أن أكبر مصرف سويسري يوجد في وضع صعب جدا بعد أن حقق خلال السنتين الماضيتين أرباحا قياسية بلغت 14 مليار فرنك سنة 2005، و12.2 مليار فرنك سنة 2006.

وأعربت الصحيفتان الناطقتان بالفرنسية والصادرتان في لوزان وجنيف “تريبون دو جنيف” و”24 ساعة” عن شكهما في صدق مضمون الخطاب المسكن الذي صاحب الإعلان عن الأخبار السيئة.

وجاء في تعليقهما: “يو بي إس يمر بوضع صعب فجأة وبدون أي سابق إنذار”، وحملتا بشدة على ما أسمتاه “المغالطات التي لا تغتفر لبعض الدوائر الاقتصادية”.

رب ضارة نافعة

يعود مارسيل رونر، المدير التنفيذي ليو بي إس، إلى الفترة الماضية، ليؤكد أن المصرف سعى إلى ضمان أكثر قدر ممكن من الشفافية، “لكن تواصل المضاربات بالنسبة للقيمة النهائية للسندات غير المضمونة، والتي تظل غير معلومة، كان أمرا مربكا”.

وأضاف يقول: “إننا نعتقد أن هذا التراجع في الأصول سوف يخلق وضعا يتسم بحد أقصى من الوضوح، وسيؤدي إلى القضاء نهائيا على المضاربة”.

ويعترف المدير التنفيذي أن الخسائر بسبب الأسواق الأمريكية غير المضمونة “محطِّـمة للآمال”، لكنها جاءت في وقت تحقق فيه مشروعات يو بي إس أرباحا قريبة جدا من الأرقام القياسية.

ويقول هذا المسؤول: “إنني على ثقة أنه بعد هذا التراجع في الأصول المالية ومع ضبط دقيق للميزانية العمومية، سنكون في وضع جيد يساعد على تحقيق النمو وحصد أرباح”.

تفاؤل لا تشاركه فيه الصحف السويسرية التي تناولت الحدث بالتعليق، حيث تتساءل مثلا “نويه تسورخر تسايتونغ” الصادرة في زيورخ، عاصمة المال والأعمال، عن الآثار المرتقبة لفقدان ثقة المستثمرين الأجانب من خواص ومؤسسات مالية، فيما تخشى صحيفة “لوتون”، الناطقة بالفرنسية والصادرة في جنيف، من أن تؤثر هذه الأزمة على الساحة المالية السويسرية وعلى الموارد المالية.

وفي الشهر الماضي، أعلن يو بي إس عن قيامه بإصلاحات إدارية، بعد تسجيل خسارة في الأشهر الثلاثة الأخيرة بمقدار 800 مليون فرنك، كما أعلن أيضا خفض عدد موظّفيه بمعدل 1.500 مةطن عمل في قسم الاستثمارات، بعد أن أصبح هذا القسم الضحية الأكبر للتراجع المسجل في أسواق الإعتمادات المالية الدولية.

سويس انفو مع الوكالات

يعتبر مصرف يو بي إس الذي تأسس سنة 1997 نتيجة عملية دمج بين جمعية المصارف السويسرية واتحاد المصارف السويسرية، من أهم المؤسسات المالية السويسرية وأسهمه متاحة للخواص وللشركات.

مصرف يو بي إس، هو أحد المؤسسات المالية الدولية الرائدة في مجال إدارة الثروات وله فروع في أكثر من خمسين بلدا ويسجل حضوره في مختلف الساحات المالية الدولية الهامة.

ويوظف يو بي إس أكثر من ثمانين ألف موظف في العالم، وحقق سنة 2006 رقم مبيعات يبلغ 47 مليار فرنك سويسري، 12 مليار منها في شكل أرباح.

الشركة الاستثمارية التابعة للحكومة السنغافورية، هي شركة دولية لإدارة الاستثمارات تأسست سنة 1981 لإدارة المدخرات الخارجية لدولة سنغافورة، ولها شبكة دولية تتكون من ثمانية فروع موزعة على أهم العواصم المالية عبر العالم.
كانت هذه الشركة عند تأسيسها تدير بضعة مليارات من الدولارات، وأما الآن، فيبلغ رصيدها 100 بليون دولار، وبفضل هذه الحقيبة المالية الهامة، تُـعد هذه الشركة اليوم من بين أكبر الشركات العاملة في مجال إدارة الأموال.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية