من يحتضن كأس العالم 2010؟
تتجه الأنظار إلى مدينة زيوريخ حيث يتم الإعلان ظهر السبت 15 مايو عن اسم البلد الذي سيستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2010.
وقد انحصر السباق بين أربع دول وهي جنوب إفريقيا والمغرب ومصر وليبيا بعد إعلان تونس انسحابها رسميا يوم الجمعة.
أخيرا نجح جوزيف بلاتر السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم في تنفيذ وعده بنقل مباريات كأس العالم إلى إفريقيا، كرد لجميل اتحادات الكرة الإفريقية على دعمها له في إعادة انتخابه على رأس أهم جهاز رياضي يعتني باللعبة الشعبية الأولى في العالم.
وإذا كانت التصفيات قد انتهت إلى 4 دول أفريقية، إلا أن المنافسة النهائية ستنحصر على الأرجح بين 3ثلاث منها فحسب وهي جنوب إفريقيا والمغرب ومصر، بعدما قل الحديث عن ليبيا وانسحاب تونس رسميا متعللة برفض الفيفا الترشيح المشترك.
ولا يتوقع المراقبون أن يحصل أي بلد على الأغلبية في الجولة الأولى للتصويت، حيث يتكهن البعض بأن تحصل جنوب إفريقيا على نصف أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا مقابل تقاسم بلدين عربيين (المغرب ومصر على الأرجح) النصف الثاني ومن ثم يذهبان إلى جولة ثانية من التصويت، ليواجه الفائز منهما جنوب إفريقيا.
في المقابل تذهب سيناريوهات أخرى إلى توقع حدوث العكس، إذ من المحتمل أن تفوز إحدى الدولتين العربيتين (مصر أو المغرب) بنصف الأصوات في الدورة الأولى، لتقف جنوب افريقيا امام إحداهما في دورة ثانية. والملاحظ في “السيناريوهات” المتداولة أن جنوب إفريقيا لها دائما فرصة الوصول إلى المرحلة النهائية، وهو ما يعتبر مؤشرا على حظوظها الجيدة في السباق.
هذه التخمينات لا تُـلـغي وجود محاولات تجري وراء الكواليس للوصول بكل من المغرب ومصر إلى التصفيات النهائية، إلا أن فرص تحقيق هذا ضئيلة بسبب الحضور القوي لوفد جنوب إفريقيا، الذي حشد شخصيات ذات إشعاع دولي واسع من أجل الترويج لحظوظها.
حظوظ الرباط .. وآمال القاهرة
المغرب ترى بأن ترشيحها للمرة الرابعة لاستضافة بطولة العالم في كرة القدم، يعني بأنها وصلت إلى مستوى يسمح لها بتنظيم هذه التظاهرة الدولية الهامة بشكل مشرف عربيا وإفريقيا.
وقد حثت اللجنة الوطنية المشرفة على ترشيح المملكة أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم على النظر إلى المعطيات الأساسية الهامة وإمكانيات البلاد لاستضافة البطولة العالمية فوق أراضيها سواء المتاحة حاليا أو التي تعتزم إقامتها إذا ما فازت بشرف الحصول على استضافة البطولة.
كما طلب المغرب من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم عدم التركيز على الانطباعات الشخصية، التي ربما تراكمت إما بسبب بعض الأحداث التي عاشتها البلاد في الآونة الأخيرة أو الميول الشخصية لترجيح كفة دولة عن أخرى.
ويشير الملف المغربي إلى أفضلية في معرفة كيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة من الوافدين، بسبب الخبرة التي اكتسبها من المجال السياحي، في الوقت نفسه يعول على الخدمات الصحية التي تفوق إمكانيات جنوب إفريقيا، إلى جانب انخفاض معدلات الجريمة.
في المقابل، تعول القاهرة على تاريخها العريق في كرة القدم، فقد تأسس بها اتحاد الكرة عام 1921، وانضمت للفيفا بعد عامين فقط، وكانت واحدة من مؤسسي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عام 1957. كما أن مصر كانت من أكثر دول القارة استضافة لمباريات نهائيات كأس إفريقيا، أي أن الحضور الكروي الدولي في مصر ليس جديدا.
علاوة على ذلك، يرى المصريون أن البنية التحتية لديهم أفضل من الدول الأخرى، إلى جانب امتلاك القاهرة لقمرين اصطناعيين يسهلان نقل وقائع المباريات دون صعوبة أو تعقيدات، فضلا عن الموقع الجغرافي الذي يسهل التنقل إليها من قارات العالم الخمس، والانتشار الشعبي الهائل للعبة كرة القدم بين مواطنيها السبعين مليونا، مما يضمن حضورا مكثفا لجميع المباريات على اختلاف أهميتها.
“خصوصيات” جنوب افريقيا
وعلى عكس الدولتين العربيتين، تراهن جنوب إفريقيا على إنجازها السياسي المتمثل في التخلص من نظام الميز العنصري، ويرى بعض المراقبين أنه من المحتمل أن تميل إليها أغلب الأصوات كهدية في الذكرى السنوية العاشرة لهذا الحدث، وكتعويض عن ضياع فرصتها في استضافة نهائيات كأس العالم عام 2006، والتي ذهبت إلى ألمانيا بفارق صوت واحد فقط.
ويلعب الجنوب أفريقيون على خطوط مختلفة لاكتساب الأصوات المؤيدة، من بينها أن الترشيح سيفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية وبالتالي يساعد على التخفيف من حدة البطالة المنتشرة في البلاد، وقد حشدت جنوب إفريقيا شخصيات سياسية ذات بعد دولي كبير لدعم ملفها، مثل نيلسون مانديلا وكبير الأساقفة ديزموند توتو الفائز بجائزة نوبل للسلام إلى جانب رئيس الدولة الحالي ثابو مبيكي.
ويرفض وفد جنوب إفريقيا ما يراه تعاطفا مع ملفه بسبب المعاناة السابقة الناجمة عن التمييز العنصري أو كرد اعتبار عن ضياع فرصة 2006 من بلاده، بل يرى بأنها الوحيدة التي تضم عددا كبيرا من الشركات الدولية التي يمكنها تمويل إقامة كأس العالم دون اللجوء إلى قروض أو البحث عن اعتمادات خاصة.
أما قلة الخبرة في التعامل مع السائحين، وانتشار معدلات الجريمة والأمراض الوبائية المعدية وهي سلبيات يمكن أن تؤثر على حظوظ جنوب إفريقيا، فيرد عليها المؤيدون بأن الخبرات السابقة في المباريات الدولية في لعبتي الرقبي والكريكيت، لم تسفر عن أية حوادث عارضة يمكن أن تحول دون استضافة كأس العالم في كرة القدم.
مباراة بلا جمهور أو حكم
وإذا كانت التقارير الفنية وزيارات الوفود قد أعطت انطباعات من شأنها أن ترجح كفة دولة عن أخرى، فإن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعربوا مسبقا عن مواقفهم، فأيد اللاعب الشهير ميشيل بلاتيني علانية ترشيح المغرب.
وعلى الرغم من انضمام الإسباني انجيل ماريا فيلار لونا إلى هذا الرأي، فلم تتضح بعد مواقف أعضاء اللجنة من الأفارقة، ناهيك عن غموض موقف الآسيويين و تأرجح مواقف الأعضاء من الأمريكيتين، وتذبذب الصوتان العربيان فيها بين النيل وجبال أطلس.
لقد دخلت المنافسة بين الدول المترشحة ساعاتها الأخيرة، وما بقى من الصراع على الفوز باستضافة كأس العالم سوى اللعب بالضربات الترجيحية، في مبارة سرية ليس فيها جمهور وبدون وقت إضافي، فمن يُحكِم تسديد الهدف سيحوز على قصب السباق.
تامر أبو العينين – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.