مهرجان لوكارنو في ثوبه الجديد
إنطلقت مساء الثاني من أغسطس فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان لوكارنو الدولي للسينما، الذي يظهر هذا العام في ثوب جديد مع تغيير إدارته وتنوع برامجه.
ويتنافس في مسابقة هذا العام الرسمية 21 شريطا للحصول على جائزة الفهد الذهبي. ورغم حرص الإدارة على عدم تسييس المهرجان، إلا أن أحداث لبنان كانت حاضرة.
قدم مهرجان لوكارنو الدولي للسينما في حفل افتتاحه مساء الثاني من أغسطس شريط “ميامي فايس” للمخرج الأمريكي مايكل مان، المستوحى من المسلسل التلفزيوني الشهير الذي اكتسب صيتا واسعا في أنحاء مختلفة من العالم. كما تقرر الاحتفاء بالنجم الأمريكي ويليام دافو بمنحة جائزة التميز في الأداء.
ويحظى زوار مهرجان هذا العام برؤية العرض الأول في العالم لـ11 شريطا روائيا، في إطار تنويع فقرات المهرجان التي حرص عليها فريدريك مير، المدير الفني الجديد له. وفي حديث مع سويس انفو، قال السيد مير “إن لوكارنو يجب أن تكون مهرجانا شعبيا، لذا اختارت الإدارة عرض هذه الأشرطة في ساحة بياتزا المفتوحة”.
وتتمتع السينما السويسرية بحضور متميز هذا العام، بتخصيص يوم للإنتاج السويسري، سواء داخل المسابقة الرسمية أو خارجها، فيما يعد دعما جديدا لصناعة السينما المحلية.
ويقول فريدريك مير بأن لوكارنو لا تقدم فقط الأفلام ذات الجماهيرية الواسعة، بل أيضا الأشرطة التجريبية والأفلام القصيرة والتسجيلية، لتغطي بذلك اهتمامات شريحة كبيرة من الحضور.
لكن إدارة المهرجان تعمد أيضا إلى الدخول في روح ما تصفه بالمغامرة، لاختياراتها لأفلام المسابقة الرسمية التي تصفها بالجريئة من 15 دولة، نصفها من غرب أوروبا، والبقية من الولايات المتحدة والصين وروسيا وإيران ورومانيا وكوريا الجنوبية واليابان.
وسيخصص مهرجان هذا العام يوما للفيلم السويسري، أعد له قسم الأفلام في المكتب الفدرالي للثقافة شعارا خاصا يحمل رأس فهد أبيض على خلفية حمراء (وهي نفس الوان العلم الوطني). وتمثل الأفلام السويسرية المعروضة هذا العام نقلة نوعية جديدة في حضور السينما المحلية في وسط هذا الحشد الهائل من العاملين في الحقل السينمائي من مختلف أنحاء العالم.
وسيشارك فيلم “الآنسة” من اخراج اندريا شتاكا في المسابقة الرسمية، بينما يصل عدد الأشرطة السويسرية التي سيتم عرضها أثناء المهرجان في اقسامه المختلفة إلى 44.
لبنان يلقي بظلاله
وعلى الرغم من تركيز إدارة المهرجان الجديدة على أن تكون فعالياته هذا العام سينمائية فنية بدون خلفيات سياسية، إلا أن أحداث لبنان فرضت نفسها على المهرجان.
فقد احتج المخرجون العرب المشاركون في مسابقة “فهود الغد” على وجود شعار إسرائيل ضمن قائمة الدول المساهمة ماليا في تفعيل هذه المسابقة التي تهدف إلى دعم سينما شرق البحر الأبيض المتوسط، وتقديم الأعمال المتميزة للسينمائيين الشبان من المنطقة.
وقد اتخذت إدارة المهرجان إجراءات سريعة لإزالة شعار دولة إسرائيل من بين الدول الممولة، ورفضت وضع أية شعارات أو علامات ذات مدلول سياسي على قائمة الممولين، دون أية ضغوط سياسية خارجية، حسب تصريح مدير المهرجان فريدريك مير للإذاعة السويسرية الناطقة بالألمانية DRS. وقد تبرعت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون باستكمال المبالغ المطلوبة لإتمام هذه المسابقة، بعد انسحاب تمويل إسرائيل.
ويشارك في مسابقة “فهود الغد” 28 شريطا من تركيا ودول البلقان والأردن ولبنان وفلسطين وإسرائيل، جميعها من الأفلام القصيرة تتراوح مدتها بين 7 دقائق و33 دقيقة.
فعلى سبيل المثال، يقدم المخرج اللبناني هاني طمبا شريطين؛ الأول بعنوان “بعد الحلاقة” (إنتاج عام 2004) ويدخل به مسابقة “فهود الغد”، والثاني “مبروك مرة ثانية” (إنتاج عام 1999) سيُعرض خلال الفقرة الإسترجاعية لبعض من أهم الأشرطة التي تم إنتاجها في شرق البحر المتوسط.
كما سيقدم اللبناني وائل نور الدين شريط “من بيروت مع المحبة” من إنتاج عام 2005، إلى جانب عرض شريط “كن هادئا” للمخرج الفلسطيني سامح زوابي، و”بعض الدقائق للعصافير” للجزائري نسيم عموش، و”شرار” للأردني عمار قطينة، و”فازكريت” لهشام الزوكي، و”ياسمين تغني” لنجوى النجار.
أما الفقرة الإسترجاعية لأفلام شرق البحر المتوسط، فستعرض “فلسطين الإفتراضية” للمخرج إليا سليمان، و”كم البحر جميل” لسابينا الشماع، و”الرقصة الأبدية” لهيام عباس و”رديم” للبنانية دانيال عربيد، و”تاكسي سرفيس”، إخراج مشترك لكل من اللبناني إيلي خليفة والكسندر مونييه، وذلك من بين 36 عملا من مختلفة دول المنطقة.
سويس انفو
يتواصل مهرجان لوكارنو الدولي للسينما في الفترة ما بين 2 و12 أغسطس.
يتنافس 21 فيلما على جائزة الفهد الذهبي، لدورته التاسعة والخمسين.
ستعرض ساحة بياتزا غراندي (أكبر ميادين لوكارنو) 19 شريطا سينمائيا مجانا للجمهور، من بينها 11 شريطا سيتم عرضهم للمرة الأولى في العالم، وذلك في سابقة في تاريخ المهرجان.
يبلغ عدد الأفلام التي سيعرضها 172.
سيخصص يوما للسينما السويسرية، ومسابقة لأفلام شرق البحر المتوسط بعنوان “الفهد الأبيض”.
إنطلقت أولى دورات مهرجان لوكارنو الدولي للسينما في عام 1946، أي في نفس عام انطلاق مهرجان كان.
يصل عدد زواره سنويا إلى 190000 من عشاق السينما، وقرابة 4000 من العاملين في هذا المجال.
جائزة المهرجان الأولى هي “الفهد الذهبي”.
أعد المهرجان جائزة “فهود الغد” للمخرجين الشبان المتميزين.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.