مواجهة فلسطينية إسرائيلية في تحضير مؤتمر دوربان
قبل أيام من انتهاء الاجتماع التحضيري لمؤتمر دوربان حول العنصرية بدأت الوفود تعزز لممارسة مزيد من الضغوط وللتأثير على الأشغال التحضيرية بمرور نائب وزير الخارجية الإسرائيلي على جنيف وحضور ممثلين من مجلس الشيوخ الامريكي. وقد أدانت المنظمات المدافعة عن حقوق الأقلية العربية داخل إسرائيل نشاط اللوبي الصهيوني في جنيف مشيرة إلى غياب المنظمات الإسرائيلية المدافعة عن حقوق الإنسان عن أشغال المؤتمر التحضيري.
لم يبق أمام الاجتماع التحضيري لمؤتمر دوربان حول مناهضة العنصرية المنعقد في جنيف سوى مهلة ثلاثة أيام ، ومع ذلك لازالت جل الملفات معلقة سواء فيما يتعلق بموضوع الاعتراف بالمسؤولية التاريخية لضحايا الرق والعبودية وتقديم التعويض لأحفادهم أو فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط.
ومع قرب نهاية الأشغال بدأت الوفود تعزز بمسؤولين كبار لممارسة مزيد من الضغوط بهدف التأثير على سير الأشغال. فقد حضر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ميخائيل ميلخيور لدعم وفد بلاده الرامي إلى إلغاء أية إشارة إلى إدانة إسرائيل في البيان الختامي او في وثيقة العمل التي سيصادق عليهما مؤتمر دوربان. كما يهدف الوفد الإسرائيلي إلى إلغاء أية إشارة إلى أية مقارنة بين الصهيونية والعنصرية مثلما رغبت في ذلك الدول العربية. لكن الدول العربية وبعد معارضة الولايات المتحدة وتهديدها بعدم الحضور إلى دوربان تراجعت عن هذ المطلب في خطوة لم تناقش بعد علانية في الاجتماع التحضيري.
وقد عبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في لقاء مع الصحافة بجنيف يوم الثلاثاء ” عن قلقه العميق لكون المفاوضين لم يتمكنوا من إلغاء كل الفقرات المعادية لليهود في النص الذي يتم تحضيره لمؤتمر دوربان” على حد قوله. وحتى ولو أشار مشروع النص إلى دولة إسرائيل بدون تسميتها على أنها ” قوة احتلال قائمة على أساس المستوطنات وأن قوانينها تقوم على أساس التمييز العنصري … وهي بذلك تمثل شكلا جديدا من أشكال التمييز العنصري وجريمة ضد الإنسانية وتهديدا خطيرا للأمن والسلام العالميين”، فإن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي اعتبر ” أنه من غير المقبول آن يشار إلى انتقاد إسرائيل من بين كل البلدان”.
مواجهة تحركات اللوبي الصهيوني
المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الأقلية العربية داخل إسرائيل التي حضرت بقوة في الأشغال التحضيرية لمؤتمر دوربان بجنيف مثل المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل “عدالة”، واتحاد جمعيات أهلية عربية في إسرائيل ” اتجاه ” والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان وممثل اتحاد القرى العربية غير المعترف بها
في إسرائيل، استعرضت مع الصحافة يوم الثلاثاء في جنيف تحركات اللوبي الصهيوني وشرحت موقفها من كيفية تداول وضع الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة في أشغال الدورة التحضيرية لمؤتمر دوربان.
وقد أشار ممثلو هذه المنظمات إلى أن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في إسرائيل لم تحضر إلى جنيف، وأن الذين يروجون لمواقف إسرائيل في جنيف هم من أنصار التيار الصهيوني في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وكما أوضح مدير منظمة عدالة المحامي حسن جبارين ” هذه المنظمات تدافع عن الاستيطان اليهودي ولا تحارب العنصرية او تدافع عن حقوق الإنسان، وهي لذلك لا تحظى حتى بدعم المنظمات الإسرائيلية المدافعة عن حقوق الإنسان”.
وقد أوضح السيد أبو الهيجة ممثل اتحاد القرى العربية غير المعترف بها أمام الصحفيين وضع القرى العربية التي منع أهلها من العودة إليها في عام 1948 والذين أقاموا قرى بجانبها لا زالت لحد الأن محرومة من كل المرافق الضرورية للحياة مثل المياه والكهرباء والطرق والمصحات وما إلى ذلك. ويرى السيد أبو الهيجة أن الفلسطيينين الذين منعوا من العودة في الثمانية والأربعين اعتبروا غائبين وصودرت ممتلكاتهم وأراضيهم على الرغم من كونهم يقطنون على بعد بضع كيلموترات في قرى تعتبرها إسرائيل قرى غير شرعية. وينتهي إلى القول ” أنه ليس في حاجة إلى تقديم برهان على أن دولة إسرائيل عنصرية لأنه يعيش هذا التمييز العنصري منذ أكثر من ثلاثين عاما وأن أبنائه سيعيشون ذلك بعده”.
أماالمدير العام لمنظمة عدالة السيد حسن جبارين فينتظر من مؤتمر دوربان حول العنصرية “أن يقر بأن تصرف إسرائيل تجاه اللاجئين الفلسطينيين تصرف عنصري” ويتساءل كيف يسمح لكل يهودي بالعودة إلى إسرائيل بينما يمنع الفلسطينيون من ذلك؟ كما ينتظر أن يعتبر مؤتمر دوربان ” أن استمرار الاحتلال ممارسة عنصرية”. والنقطة الأخيرة في تطلعات الفلسطينيين من مؤتمر دوربان تتعلق بالأقلية العربية داخل إسرائيل بحيث يرى السيد جبارين ” أن على مؤتمر دوربان أن يعترف بأن دولة إسرائيل دولة عنصرية تجاه مواطنيها من العرب لأنها تعرف نفسها على أنها دولة يهودية”.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.