نداءٌ للـوقاية من كارثة إنـسانية كُبرى
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف من حدوث كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية. وقررت رفع ميزانيتها السنوية لفائدة الفلسطينيين بـ25%.
من جهتها، استهجنت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري خلال زيارة خاطفة للقدس القصف الإسرائيلي الذي قتل يوم الجمعة الماضي مدنيين فلسطينيين في شاطئ بغزة.
أكد المندوب العام للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يوم الإثنين 12 يونيو في مقر المنظمة بجنيف بأن “التوتر بين الفصائل الفلسطينية يتصاعد وكذا المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وأوضح السيد بالتازار شتايلين أمام الصحفيين بأن ذلك الوضع أثر بعدُ وبشكل كبير على الاقتصاد الفلسطيني مضيفا أن “الخدمات الأساسية انقطعت والحياة اليومية تزداد صعوبة”.
وشدد المسؤول على أن تفاقم الأوضاع الأخير جاء في وقت تحولت فيه الأزمة إلى وضع مزمن بسبب التضييقات على عمليات التنقل. كما نوه إلى أن “عدم دفع السلطة الفلسطينية للأجور هو ضربة كبيرة للاقتصاد”.
تذكير بمسؤوليات القوة المُحتـَلة
وأضاف السيد شتايلين “نحن لا نُطلق حاليا عملية جديدة واسعة النطاق، فليس هنالك بعد أزمة غذائية حادة، كما هو الحال في بعض البلدان الإفريقية. إن الفكرة تتمثل في المساعدة على الوقاية من كارثة إنسانية واسعة النطاق”.
وتابع قائلا “نحن نأمل أن يبذل كافة الفاعلين مساعي للوقاية من تدهور الأوضاع. من المهم جدا أن تقوم كافة الأطراف المعنية بجهود متضافرة للحيلولة دون تحول هذه الأزمة إلى وضع إنساني طارئ”.
كما ذكر بأن القوة المُحتَلة هي أول جهة تقع عليها مسؤولية الاستجابة لحاجيات الأراضي الفلسطينية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدخلت في عدة مناسبات لدى السلطات الإسرائيلية.
وقد أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البيان الصحفي الذي أصدرته يوم 12 يونيو في جنيف عن انشغالها “العميق” حول ارتفاع الاحتياجات وتفاقم الوضع الأمني في الأراضي المحتلة، موضحة “أن هذا الوضع نجم أساسا عن القرار الذي اتُّخذ هذا العام بعدم تزويد السلطة الفلسطينية بأموال أو مساعدات”، ومذكرة بأنها “وجهت تحذيرات كثيرة حول هذا الوضع منذ بداية العام الجاري”.
وأكدت المنظمة الدولية بأن “المنظمات الإنسانية لا يمكن أن تعوض السلطات في القيام بدور تقديم الخدمات العامة”. وورد في بيانها “مثلما شددت على ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مناسبات أخرى، يعود للقوة المحتلة، في هذه الحالة دولة إسرائيل، الاستجابة لحاجيات السكان المدنيين في الأراضي المحتلة، خاصة في مجال التغذية والمعدات الطبية والسكن”.
الهلال الفلسطيني في حاجة إلى إسعاف…
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيانها الصحفي أنها سترفع من ميزانيتها لعام 2006 لتغطية نشاطاتها في إسرائيل والأراضي المحتلة وأراضي الحكم الذاتي الفلسطيني بحوالي 25%، إذ ستبلغ 53 مليون فرنك سويسري.
وأكد البيان أن أكثر من سبعة ملايين من أصل العشرة الإضافية التي ستقدمها اللجنة “ستُخصص لدعم المساعدات الطارئة وخدمات طبية أساسية أخرى تتولى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تقديم معظمها” مذكر أن هذا الأخير هو ثاني مزود للخدمات العلاجية الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
وستمول اللجنة الدولية للصليب الأحمر شراء المعدات الطبية، كما ستتكفل بدفع الأجور وتكاليف التشغيل لمساعدة الهلال الأحمر الفلسطيني على إدارة 4 مستشفيات و30 مركزا للعلاج الصحي الأولي وخدمات الإسعاف.
وشدد البيان على أن القدرة على تقديم هذه الخدمات تواجه صعوبات كبيرة منذ أن توقفت مساعدات السلطة الوطنية الفلسطينية عن تقديم المساعدات للهلال الفلسطيني.
وتعتزم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا تعزيز نشاطات أخرى في مجال الإسعاف خاصة لفائدة السكان الأكثر تضررا من التضييقات على عمليات التنقل، بحيث ستقدم دعما إضافيا للمشاريع الصغيرة الخاصة بالمساعدة الاقتصادية في كل من شمال الضفة الغربية وقطاع غزة. ففي مدينة الخليل القديمة حيث توزع اللجنة الدولية بعد المعونات الغذائية على الأسر الأكثر فقرا، ستستفيد عائلات إضافية من هذا الدعم.
انشغال سويسري بوضع الفلسطينيين
على صعيد آخر، استهجنت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري خلال زيارة عمل خاطفة لإسرائيل يوم الأحد 11 يونيو (في طريقها إلى أرمينيا) قصف البحرية الإسرائيلية الذي أوقع يوم الجمعة الماضي قتلى مدنيين فلسطينيين سبعة منهم من أسرة واحدة على شاطئ السودانية في قطاع غزة. وكان من بين الضحايا ثلاثة أطفال.
وأثناء لقاءها مع نظيرتها الإسرائيلية تزيبي ليفني، أعربت السيدة كالمي ري عن “شكوكها حول تطابق استخدام المدفعية في أراض مكتظة بالسكان مثل قطاع غزة مع القانون الإنساني الدولي”، حسب ما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية السويسرية يوم الأحد في العاصمة برن.
وخلال نفس اللقاء، تناولت السيدة كالمي ري قضايا حرية التنقل وقانون الإقامة بالنسبة للمُمَثلين المنتخبين في السلطة الفلسطينية.
وكان في برنامج الزيارة السريعة لوزيرة الخارجية السويسرية إلى المنطقة لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أنه أُجـل بسبب الالتزامات الطارئة للرئيس الفلسطيني في قطاع غزة. وأوضح بيان وزارة الخارجية السويسرية أن السيدة كالمي ري تمكنت من إجراء لقاء هاتفي مطول مع الرئيس عباس.
دعوة إلى تبني “موقف بناء”
وجاءت زيارة العمل الخاطفة التي قامت بها وزيرة الخارجية السويسرية إلى إسرائيل في إطار التحضيرات للمؤتمر الدولي التاسع والعشرين للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي من المقرر أن تحتضنه جنيف يوم 20 يونيو الجاري.
ويفترض أن يفتح هذا المؤتمر الطريق لضم جمعية نجمة داود (شركة الإسعاف الإسرائيلية) والهلال الأحمر الفلسطيني في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
واستعدادا لأعمال القمة، التقت وزيرة الخارجية السويسرية يوم الأحد برئيس نجمة داود، نوام ييفراش، ورئيس الهلال الفلسطيني يونس الخطيب. ودعت السيدة كالمي ري الطرفين إلى تبني “موقف بناء بهدف المساهمة في التوصل إلى مخرج إيجابي”.
كما تطرقت الوزيرة إلى تطبيق الاتفاق بين جمعية نجمة داود وجمعية الهلال الفلسطيني على الميدان. وهو اتفاق التفاهم الذي تم التفاوض بشأنه وتوقيعه تحت رعاية سويسرية في جنيف في شهر نوفمبر الماضي، وأدى إلى اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارات هامة من أجل تسهيل عمليات تدخل فرق الإغاثة الفلسطينية.
وفضلا عن القيام بدورها التقليدي الداعم لحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تحضير المؤتمرات الدولية، ستقدم سويسرا بمناسبة المؤتمر التاسع والعشرين تقريرا حول متابعة الاتفاق بين الجمعيتين الإسرائيلية والفلسطينية.
سويس انفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.