“نرغب في إجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية”
أدى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الاثنين زيارة رسمية إلى سويسرا، التقي خلالها في برن مع وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي ورئيس الكنفدرالية موريتس لوينبرغر.
وقد استعرض السنيورة في محادثاته مع الجانب السويسري سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
اختتم رئيس الوزارء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الاثنين 26 يونيو لقاءه مع وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي، ورئيس الكنفدرالية موريتس لوينبرغر، ولفيف من رجال الاقتصاد وكبار المسئولين في الحكومة الفدرالية، في زيارة إستغرقت يوما واحدا إلى الكنفدرالية.
رئيس الوزراء اللبناني عبر عن الأمل في أن تؤدي زيارته إلى تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل أفضل، معربا عن قناعته بأن سويسرا يمكنها أن تلعب دورا أكثر فعالية في الشرق الأوسط، كما يمكنها أن تساعد لبنان في العديد من المجالات، الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
كما توقع الضيف اللبناني أن تسمح هذه الزيارة بتحفيز الجانب السويسري للتفكير في كيفية المساهمة في مؤتمر “دعم لبنان”، الذي من المقرر أن تنظمه الحكومة اللبنانية في وقت لاحق من هذا العام.
ملفات محلية وإقليمية
وقالت الخارجية السويسرية في بيان أصدرته عقب اختتام مباحثات السنيورة والوفد المرافق له مع وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي، بأن الزيارة كانت مناسبة لإستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، و تبادل وجهات النظر في بعض القضايا الإقليمية والدولية، مثل تطور العلاقات اللبنانية السورية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورؤية لبنان لبرامج إصلاح الأمم المتحدة.
وتقول الخارجية السويسرية بأن مشاركة خبراء من الكنفدرالية في التحقيق في اغتيال رئيس الوزارء السابق رفيق الحريري، كانت مناسبة جيدة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
كما تناول الجانبان الأوضاع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والمشروعات التي تمولها الحكومة السويسرية هناك من خلال منظمة الأونروا، لاسيما في مجالات الصحة العامة والخدمات الإجتماعية والتعليم والسكن.
كما استعرض الوزير اللبناني مع المسؤولين السويسريين إمكانيات تحسين الأوضاع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والاستفادة من الخبرة السويسرية في هذا المجال، مشيرا إلى أن حكومته تتعاون مع جميع الأطراف الدولية الراغبة في المساهمة لدعم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
دفعة لتعزيز التعاون
وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة صرح لسويس انفو في مستهل زيارته إلى الكنفدرالية، بأن هناك الكثير من أوجه التشابه بين البلدين، وأن العلاقات الطيبة بينهما تسمح بتبادل الآراء والخبرات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضا.
وقال السنيورة: إن بيروت تثمن الدور الفعال الذي يمكن لسويسرا أن تلعبه في العديد من المجالات، مشيرا إلى التقاليد السويسرية في “التضامن والحياد” عند تعاملها مع مختلف المشكلات.
ويقف الملف الاقتصادي على رأس اهتمامات الضيف اللبناني، استنادا إلى العلاقات النشيطة التي تربط بين الجانبين، سواء على الصعيد التجاري في الاستيراد والتصدير، أو في مجال الاستثمارات والمعاملات المصرفية المتبادلة، حيث تمارس ثلاث بنوك لبنانية نشاطها في سويسرا، في مقابل عدم وجود بنوك سويسرية تعمل بشكل مباشر في لبنان، بل من خلال مكاتب تمثيل أو وكلاء.
وحسب رئيس الوزراء اللبناني، فإن وجود البنوك السويسرية بشكل مباشر في لبنان سيساعد على زيادة فرص دخولها إلى السوق المحلية، لاسيما وأن المؤسسات المصرفية السويسرية “لها خبرة عريقة في مجالات استثمارية مختلفة، وتشارك في إصدارات دولية متعددة”، وبالتالي فلا يجب أن يكون الحضور المصرفي السويسري محدودا، بل يجب أن “يعمل على زيادة الاستثمارات السويسرية في لبنان ودعم تلك المتواجدة هناك منذ فترة في مجالات الأسمنت والصناعات الغذائية على سبيل المثال”، على حد قوله.
إصلاح اقتصادي ضروري
وأضاف السنيورة لسويس إنفو، بأن لبنان بدأ خطوات فعالة منذ عام 1993، لاستعادة النمو الاقتصادي بعد سنوات من الحرب الأهلية الطويلة، التي عانى منها لبنان طويلا ومن آثارها المدمرة.
وشرح رئيس الوزراء اللبناني الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب الأهلية على لبنان، والمتمثلة في تراكم الدين العام والعجز في الميزان الاقتصادي، إضافة إلى أن لبنان لم يكن خلال السنوات الماضية بمعزل عما يحدث في المنطقة بسبب الاحتلال الإسرائيلي للجنوب والإجتياحات التي كانت قواته تقوم بها.
كما أكد السنيورة لسويس انفو على أن بلاده ترغب في إجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية، كي تتمكن من معالجة ما تراكم من مشكلات اقتصادية، ليعود إلى تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية في شتى المناطق، وإعادة ترشيد القطاع العام ورد الاعتبار للقطاع الخاص، والسير قدما في عمليات التخصيص والإصلاحات الإدارية بما يعزز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.
من جهة أخرى، شرح رئيس الوزراء اللبناني في لقاء جمعه مساء الإثنين بعدد من رجال الأعمال السويسريين واللبنانيين في المهجر، موقف حكومته من الإصلاحات الإقتصادية التي بدأت في قطع خطوات وصفها بالهامة، وأشار إلى أنه “من مصحلة لبنان ألا تتراجع فيها، لأنها في مصلحة الوطن الذي يسعى لتعويض ما فاته بسبب الحروب، لتعود لبنان إلى مكانتها الحقيقية كدولة عربية ذات سيادة توفر أجواؤها الديمقراطية أفضل سبل النمو الإقتصادي والأمن والأستقرار”، على حد تعبيره.
سويس انفو – تامر أبو العينين – برن
صادرات سويسرا إلى لبنان في عام 2004 : 172.1 مليون فرنكا، في مقابل 160.8 مليونا في عام 2003.
تتركز الصادارت في المنتجات الكيماوية والساعات والمجوهرات، والاليكترونيات الدقيقة.
الواردات اللبنانية إلى سويسرا في عام 2004 : 108 مليونا، بينما كانت في عام 2003 حوالي 110.2 مليونا.
تستورد سويسرا من لبنان الأحجار الكريمة الحقيقية والإصطناعية والساعات.
وقعت سويسرا مع لبنان في 3 مارس 2000، اتفاقية لحماية الاستثمارات ودعمها، دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 20 أبريل 2001.
تأتي زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إلى سويسرا كرد على زيارة وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي إلى بيروت في 31 أكتوبر 2005، حيث يصف رئيس الوزراء اللبناني المشاورات التي أجرتها هناك مع الأطراف اللبنانية بـ “المتميزة والهامة”، ولذلك “كان من المفيد أن يقوم رئيس الوزارء بزيارة رسمية إلى الكنفدرالية”، مثلما قال لسويس انفو.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.