نظم لايكا الجغرافية تقيس العالم وما فيه!
تكاد المعركة الدائرة حالياً على ملكية مجموعة لايكا السويسرية أن تُغيب عن ذهن القارئ طبيعة المنتوج الذي تتخصص فيه هذه الشركة العريقة.
المجموعة، التي تتخذ من هيربروج في كانتون سانت غلين مقرا لها، تنتج معدات متطورة لمسح الأراضي، والهندسة، ووضع الخرائط، وغيرها من التقنيات الهادفة إلى القياس الدقيق.
“نحن ننتج معدات تستطيع قياس المسافات والأسطح والأحجام في أوسع معانيها”، هكذا صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة “لايكا للنظم الجغرافية” هانز هيس في حديثه مع سويس انفو.
تستخدم هذه المعدات تقنيات حديثة، التي تشمل تقنية تعقب المسافات بأشعة الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي وغيرها، لمساعدة الخبراء في بناء الجسور والأنفاق والطرق والمطارات، ووضع الخرائط. كما أنها تعين على تحليل ووضع النماذج وتقديم المعلومات المساحية، بما فيها تلك الثلاثية الأبعاد.
الأعلى.. والأكبر
تم إستخدام معدات الشركة وأنظمتها في تخطيط وبناء أعلى جسر في العالم فوق وادي تارن في جنوب فرنسا، وهي التي تراقب حركة الجسر اليوم وتقيم ضغوط المواد.
كما تم اللجوء أيضاً إلى تقنياتها لمساعدة المهندسين في جمع أكبر طائرة ركاب في العالم – طائرة إيرباس الجديدة A380- وبأعلى قدر من الدقة.
ويوضح السيد هيس أن “الطريقة التي ترفع بها الجناح إلى جسم الطائرة، أو الطريقة التي تجمع بها أجزاء جسم الطائرة نفسها – كل هذا تم قياسه بصورة مستمرة بمعداتنا، وذلك بنسبة دقة 0.1 مليمتر (mm)”.
وهنا في سويسرا، استخدمت تقنيات مجموعة لايكا للتخطيط وإنشاء أنفاق جديدة للسكك الحديدية التي تتخلل جبال لوتشبرغ وغوتارد، كجزء من شبكة خطوط السكك الحديدية الجديدة في مشروع منطقة الألب.
وقد تم تكييف آلات الحفر مع تقنيات الشركة حتى لا تتواجد عراقيل تحول دون لقاء عمال الأنفاق في مختلف المواقع على طول الطريق.
وضمن إطار هذا المشروع، تراقب أنظمة لايكا السدود والبحيرات المتواجدة فوق الأنفاق الجاري العمل فيها، وذلك تحسباً لأي تغييرات محتملة.
تعقب الماضي
في الوقت الذي تضع معدات مجموعة لايكا للنظم الجغرافية خرائط مستقبل الإنشاءات والبناء، فإن بعضها الأخر ينظر بعمق… إلى الماضي.
فواحدة من أهم انتصاراتها الأخيرة هو فكها لأسرار تصميم الكنيسة البيزنطية لسانت صوفيا في مدينة إسطنبول التركية، والتي يعتبرها عدد كبير من الخبراء التاريخيين العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا.
بفضل هذا المشروع، الذي موله الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي، أصبح بإمكاننا اليوم أن نعرف كيف تمكن العلماء والفنانون في القرن السادس الميلادي من بناء قبة معلقة، ارتفاعها 56 متراً وعرضها 31 متراً، ولا تدعمها سوى أربعة أعمدة”.
ويقول السيد هيس “إنه من المثير لاهتمام الباحثين جداً أن يحاولوا فهم هذه الهياكل، ليس فقط من وجهة نظر تصويرية، ولكن أيضاً محاولة فهم – وبمقاييس دقيقة بالمليمتر – الكيفية التي تم بها بناؤها، ونوعية الفلسفات والأفكار التي تقف خلف هذه الهياكل”.
تعقب الماضي
في الوقت الذي تضع معدات مجموعة لايكا للنظم الجغرافية خرائط مستقبل الإنشاءات والبناء، فإن بعضها الأخر ينظر بعمق… إلى الماضي.
فواحدة من أهم انتصاراتها الأخيرة هو فكها لأسرار تصميم الكنيسة البيزنطية لسانت صوفيا في مدينة إسطنبول التركية، والتي يعتبرها عدد كبير من الخبراء التاريخيين العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا.
بفضل هذا المشروع، الذي موله الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي، أصبح بإمكاننا اليوم أن نعرف كيف تمكن العلماء والفنانون في القرن السادس الميلادي من بناء قبة معلقة، ارتفاعها 56 متراً وعرضها 31 متراً، ولا تدعمها سوى أربعة أعمدة.
ويوضح السيد هيس “إنه من المثير لاهتمام الباحثين جداً أن يحاولوا فهم هذه الهياكل، ليس فقط من وجهة نظر تصويرية، ولكن أيضاً محاولة فهم – وبمقاييس دقيقة بالمليمتر – الكيفية التي تم بها بناؤها، ونوعية الفلسفات والأفكار التي تقف خلف هذه الهياكل”.
الأكثر غلاء
أكثر معدات مجموعة لايكا للنظم الجغرافية غلاء هي كاميرا رقمية محملة هوائياً، تقدر على التقاط صور سطح الأرض، وتستخدم في أغراض وضع الخرائط.
تكلف الكاميرا الواحدة منها 2 مليون فرنك سويسري، وتلجأ الحكومات بصفة خاصة إلى استعمالها، بما في ذلك المكتب الفدرالي السويسري للطبوغرافيا والوكالة البريطانية لمسح الخرائط Ordnance Survey.
كما تقدم مجموعة لايكا للنظم الجغرافية بصورة متزايدة برامج الحاسوب القادرة على تسيير الحجم الهائل من المعلومات في شكلها الرقمي.
وفي مقابل هذه النوعية من المعدات والخدمات، توفر الشركة أيضاً مسطرات تعمل بالليزر، والتي تحل محل أدوات القياس التقليدية، وتجعل حياة الفرد الراغب في الاعتماد على نفسه أسهل.
ويشرح السيد هيس “أنت لست في حاجة إلى شخص ثان كي يمسك بالمقياس من الطرف الأخر. هناك قدر هام من الإنتاج، وفي الواقع أن القياس يصبح أكثر متعة عندما يكون بالليزر”.
سلة الإبداع
نتيجة للوضع الإقتصادي الضعيف في عامي 2002 و2003، غامرت الشركة بوضع كل بيوضها في سلة الإبداع، والنتيجة أن بضائعها الجديدة ساهمت بصورة مثيرة للإعجاب في المبيعات.
“إنه أمر مثير للإعجاب كرئيس تنفيذي”، يقول السيد هيس بحماس، ثم يردف “هي المرة الأولى التي تعيش فيها شركتنا وضعاً يأتي فيه نصف مدخولها في عام واحد من البضائع التي لا يزيد عمرها عن 12 شهراً”.
لكن نجاح هذا العملاق السويسري تسبب في مشكلة، فقد سعت مجموعة هيكساغون السويدية إلى امتلاكها رغم عدم رغبة الأولى في البيع، وهو ما دفع شركة داناهير الأمريكية إلى التقدم بعرض مقابل ودي، وصفه الخبراء بدور الفارس الأبيض الساعي إلى إنقاذ الشركة من شراك المجموعة السويدية.
ويضيف السيد هيس “أعتقد أن أكثر من مستثمر رأوا أننا شركة جذابة للغاية، وأن لدينا مستقبل مشرق. نحن لم نستغل بعد كل إمكانيات السوق القائمة”. ويستطرد قائلا “لدينا خطط للنمو والازدهار كلما مشينا قُدماً، وهذا فتح شهية بعض المستثمرين. ثانياً، أنا أعتقد أنهم ينظرون إلينا على أننا أرخص نسبياً مقارنة مع الشركات الأخرى في الأسواق الأخرى”.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.