نهاية أولى للتجارب النووية!
تتواصل حتى نهاية سبتمبر عمليات تنحية نفايات أول محطة نووية تجريبية في سويسرا، مما يطوي صفحة التجارب النووية التي بدأ تسطيرها في الخمسينات.
وتدور عمليات نقل النفايات ضعيفة الإشعاعات النووية إلى مستودع أرضي تحت إشراف الرابطة السويسرية للطاقة النووية.
تشرف حاليا الرابطة السويسرية للطاقة النووية على عمليات نقل 300 طن من النفايات النووية الضعيفة بين موقع أول محطة نووية تجريبية في لوسنس Lucens بكانتون فـو Vaud، إلى مستودع أرضي للنفايات في فورينلينغيرن Würenlingen بكانتون آرغاو Argau بالأنحاء الشرقية من البلاد.
وتدور هذه العمليات التي تشمل 6 نقليات للنفايات النووية، تحت إشراف فريق من الخبراء لضمان التحذير المبكّر من أي تسّرب للإشعاعات خارج البراميل الضخمة خلال نقلها بين الموقعين، وتحت إشراف أجهزة الأمن لضمان عدم تشويش الأوساط المدافعة عن البيئية أو تلك المعارضة للطاقة النووية على هذه النقليات.
وقد انطلقت التجارب على أول محطة نووية تجريبية في سويسرا في صيف عام 1962، وذلك في مغارات أرضية تم إعدادها لهذه الغاية بمنطقة لوسنس في كانتون فـو.
لكن هذه المحطة التي بدأ بناؤها في أوائل الخمسينات، لم تتوصل للتحكم الفعلي في إنتاج التيار الكهربائي التجريبي بنجاح، إلا في أواخر يناير من عام 1968، أي قبل فترة وجيزة نسبيا من تدشين أولى المحطات النووية تجارية لتوليد التيار الكهربائي في عام 1969 في سويسرا.
إن الخبرات التي حصّلها السويسريون خلال عِقدين من العمل في المحطة التجريبية، قد كونت الأجيال الأولى من الكفاءات النووية، التي كانت على أتم الأهبة والاستعداد للإشراف على إنتاج التيار الكهربائي التجاري في محطتي بيزناو Beznau الأولى والثانية، وفي موليبيرغ Mühleberg، بين عام 1969 وعام 1971.
ورغم التكتم الشديد على التجارب النووية في مغائر لوسنس، تسّربت بعض المعلومات للخارج عن وقوع بعض الحوادث، كحادث وقع في أواسط يناير 1969 أثناء عمليات الصيانة للمفاعل النووي، أسفر عن تسرب بعض الغازات المشعة خارج مقصورة الوقود النووي.
لكن هذا الحادث لم يأخذ كبير الأهمية لعدم تسرب الغازات السامة خارج المغارات الأرضية المحفورة في الصخور السميكة، ولعدم ترك المضاعفات الخطيرة على الناس والبيئة في تلك الأنحاء من سويسرا.
الحذر الشديد
والمعروف أن هذا الحادث الذي وقع يوم 21 يناير 1969 قد دفع الخبراء لوقف العمل بالمفاعل نهائيا، وحمل السلطات الفدرالية السويسرية على تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الحادث.
وبعد ست سنوات، نشرت اللجنة تقريرا يقول إن دمار بعض الوقود النووي في المفاعل لم يكن نتيجة الإهمال أو الخطأ في تشغيل المفاعل، وإنما نتيجة الرطوبة في تلك الكهوف الأرضية، وما تسببت به من صدأ أو تآكل في فولاذ النظام الحاوي لقضبان الوقود النووي.
وعلى الرغم من ذلك، يؤكد الخبراء أن الحادث كان غنيا بالخبرات العملية، من حيث أنه أقام الدليل على فعّالية أنظمة أمان المحطة التجريبية من جهة، وشجع على اتخاذ الإجراءات الجديدة لتعزيز تجهيزات التحذير المبكر في المحطات النووية من جهة أخرى.
وبعد مرور حوالي 4 سنوات على هذا الحادث، أنجز الخبراء تفكيك المفاعل النووي الذي وجدت قطعه الطريق إلى أحد مصانع معالجة النفايات النووية في بلجيكا.
في هذه الأثناء، تم في عام 1992 سد بعض قطاعات تلك الكهوف الأرضية بطبقات سميكة من الإسمنت، في انتظار إفراغ القطاعات الأخرى من النفايات المتبقية والضعيفة الإشعاعات، التي أصبحت حاليا في طريقها إلى مستودع النفايات في فورينلينغين بشرق سويسرا.
جورج أنضوني – سويس إنفو
بدأت يوم الأربعاء في سويسرا عمليات نقل حوالي 300 طن من النفايات الضعيفة الإشعاعات النووية من أرضية أول محطة تجريبية في كانتون فـو إلى مستودع نهائي في كانتون آرغاو. وتتواصل العمليات حتى نهاية الشهر تحت رقابة شديدة، حرصا على الصحة العامة ومنعا للتشويش على مهمة نقل هذه النفايات.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.