هل الإنسحاب من غزة خطوة كبرى نحو السلام؟
أعربت الجماعات المؤيدة للفلسطينيين ونظيراتها الداعمة لإسرائيل، والمقيمة في سويسرا، عن تخوفاتها بشأن إمكانية أن يصبح الإنسحاب من غزة خطوة نحو سلام دائم.
كانت حركة حماس الإسلامية قد تعهدت بالإستمرار في كفاحها المسلح بعد سحب إسرائيل لقواتها من القطاع، وإخراج نحو 8500 مستوطن من المنطقة المحتلة.
تستكمل إسرائيل إنسحابها التاريخي من قطاع غزة يوم الأربعاء 17 أغسطس، وذلك بعد أن أمهلت بدءا من يوم الإثنين الماضي المستوطنين يومين للخروج طوعاً من مستعمراتهم ال21.
الولايات المتحدة صرحت قائلة إنها تأمل أن يؤدي الإنسحاب الإسرائيلي إلى تحريك مسار السلام من جديد في الشرق الأوسط.
لكن السيد ألفريد دونات، رئيس الإتحاد السويسري للجاليات اليهودية، قال في حديث مع سويس انفو إن أي تقدم في الوضع لن يحدث إلا إذا كبح الرئيس الفلسطيني محمود عباس جماح حركة حماس.
كان قطاع غزة قد شهد الشهر الماضي مواجهات مسلحة بعد أن حاولت قوات الأمن الفلسطينية منع المسلحين من حركة حماس إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية في القطاع.
وقال السيد دونات “الخطوة الأولى في خارطة الطريق أنه يجب على (السلطة الفلسطينية) إيقاف الإرهاب. أنا آمل فعلاً أن تتمكن من تحقيق ذلك”. وأردف “لكن الطريقة التي تصرفت بها حركة حماس يوم السبت، والطريقة التي حاولت بها إظهار عملية الإنسحاب كنصر عسكري على إسرائيل، لا تمثلان أفضل الطرق لتهدئة النفوس بين السكان”.
إختبار حاسم
يعتقد السيد دونات أن إنسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من المنطقة – بإستثناء مساحة حدودية بين غزة ومصر – يمثل إختباراً حاسماً للسيد عباس.
وهو يقول إنه إذا نجح السيد عباس في الحفاظ على وقف إطلاق النار- الذي تم الإتفاق عليه مع رئيس الوزراء ارييل شارون في شهر فبراير الماضي – فإن إمكانيات التوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط ستكون واعدة أكثر.
ويقول “إذا أستطاع الفلسطينيون التعامل مع الوضع في قطاع غزة، وإظهار أنه ليس قاعدة لهجمات ضد إسرائيل، فإن الخطوة التالية ستكون في إنسحاب إسرائيل من الضفة الغربية أيضاً”.
وأضاف “أنا أعتقد أن (عملية السلام) يمكن أن تتحرك بسرعة معقولة إذا لم تشن حماس هجمات إرهابية وإنتفاضة جديدة”.
مفاوضات السلام
في المقابل، أيدت السيدة سعيدة كيلر – المساهلي، عضوة المجلس التنفيذي لمنظمة سويسرا – فلسطين الرأي القائل إن عملية انتقال سلسلة للسلطة في غزة هي أمر محوري للتقدم في مفاوضات السلام.
لكنها حذرت من أنه طالما بقيت إسرائيل محتلة لقطاع غزة والقدس الشرقية، فإن إمكانيات حدوث هجمات “إرهابية” تظل قائمة.
وتقول “الفلسطينيون سيكونون راضين برؤية إنتهاء الإحتلال في قطاع غزة، لكنهم يعرفون أيضا أن (الإنسحاب) لا يمثل النهاية – بل هو بداية صغيرة ورمزية”.
وتكمل “رؤيتنا هو أن سياسة إسرائيل المعلنة (تتمثل) في الإنسحاب من قطاع غزة مع تكثيف المستوطنات والاحتلال في الضفة الغربية. نحن لا نعتقد أن هذه هي طريقة لجلب الأمن، لأنه طالما أن الضفة الغربية محتلة بقساوة، فإن الناس في قطاع غزة لن يظلوا صامتين”.
الأراضي المحتلة
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أصدر بياناً يوم الإثنين، رحب فيه بإنسحاب إسرائيل من قطاع غزة، لكنه طالب إسرائيل أيضاً بالإنسحاب من كل الأراضي المحتلة.
السيدة كيلر- المساهلي تقول إن المسألة الآن تعود إلى الحكومة الإسرائيلية لتقديم حل سياسي للضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتقول “أنا واثقة أن (الإنسحاب) يمثل خطوة إلى الأمام، شيء بناء يظهر للناس أن هناك إمكانية للسلام. لكن الإنسحاب من غزة وحدة لا يكفي”.
وهي تقول إن مثل هذه الخطوة يمكن أيضاً أن تعزز السلطة الفلسطينية في صراعها حول القوة مع حماس. وكان الرئيس عباس قد أعلن يوم الإثنين أن الانتخابات التشريعية، التي تم تأجيلها لفترة طويلة، ستتم في 21 يناير 2006.
وتردف عضوة المجلس التنفيذي لمنظمة سويسرا – فلسطين قائلة “تحتاج إسرائيل حقاً إلى التقدم بخطوات تجاه السلطة الفلسطينية، وإلا فإنها لن تحوز على فرصة للبقاء سياسياً”.
سويس انفو
تم تقديم مهلة يومين ل 8500 مستوطن إسرائيلي لمغادرة قطاع غزة المحتل منذ عام 1967.
تعهدت حركة حماس الإسلامية مواصلة كفاحها المسلح ضد إسرائيل بعد الإنسحاب من غزة.
تحرك نحو 7500 من رجال الأمن الفلسطينيين إلى مواقع على مشارف المستوطنات لمنع هجمات محتملة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.