مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل هي نهاية الصيغة السحرية؟

swissinfo.ch

هذا السؤال مطروح على صدارة معظم الصحف السويسرية الصادرة يوم الإثنين تعقيبا على نتائج الانتخابات العامة التي جرت يوم الأحد في سويسرا.

وأفرزت نتائج الانتخابات فوزا تاريخيا لحزب الشعب السويسري اليميني المتشدد

المقصود بالصيغة السحرية، هو الوفاق بين الأحزاب الأربعة التي تتشكل منها الحكومة الفدرالية السويسرية وتوزيع الحقائب الوزارية على ممثلي الأحزاب الأربعة، وهي الحزب الراديكالي والحزب الاشتراكي والحزب الديموقراطي المسيحي، ولكل منهم وزيران في الحكومة، وحزب الشعب وله وزير واحد.

وقد جسد كاريكاتور صحيفة لوماتان الصادرة في لوزان نتائج الانتخابات، حيث جاء تحت عنوان “عدوى حزب الشعب تجتاح سويسرا الروماندية”، وأظهرت الصورة زعيم الحزب رجل الأعمال كريستوف بلوخر متوجها لنشر العدوى داخل الحكومة الفدرالية.

أما صحيفة لوتون الصادرة في جنيف، فقد قالت تحت عنوان “لقد أُخذت القلعة”، إن رسالة الناخبين واضحة ولا لُبس فيها، فهم يريدون التغيير.

وانطلاقا من فوزه غير المسبوق في الانتخابات العامة، عرض حزب الشعب شروطه على الأحزاب الأخرى مصرّا على ضرورة دخول السيد بلوخر إلى الحكومة الفدرالية، وإلا فإن الحزب سينسحب من الحكومة، وهو ما اعتبرته العديد من الصحف مساومة غير مقبولة.

صحيفة 24 ساعة الصادرة في لوزان، قالت إن حزب الشعب ارتكب خطأ جسيما لأن التهديد بفرض السيد بلوخر على الحكومة الفدرالية أو الانسحاب منها يعني أن الحزب اليميني اختار طريق العجرفة والعنهجية.

ودعت صحيفة لونوفيليست الصادرة في كانتون فالي، الحزب الراديكالي والحزب الديموقراطي المسيحي إلى رفض هذه المساومة والتفكير مليا وبتمعّـن في التعامل مع نتائج الانتخابات العامة.

رغم ذلك، فإن هنالك إجماعا في الصحف على أن هنالك ضرورة ملحّـة لإعادة النظر فيما يعرف في سويسرا بالصيغة السحرية منذ عام 1959. وقالت صحيفة كانتون جورا إن نتائج الانتخابات ستُـجبر الأحزاب السياسية التي تتطلع لإدارة البلد على وضع القواعد المشتركة فيما بينها. لكن الصحيفة تعتقد أن الصيغة السحرية قد انتهت.

أما صحيفة لاليبيرتي الصادرة في فريبورغ، فقد نشرت افتتاحية تقول فيها إن الصيغة لم تعد سحرية بقدر ما أصبحت مأساوية، حيث تلاعب محرر الصحيفة على كلمتي ماجيك وتراجيك. وأكدت لاليبيرتي أن هناك حلا واحدا للمسألة، وهو أن يقرر تجمع سياسي ليُـصبح معارضة سياسية حقيقية معتبرة ذلك الطريق الوحيد والشجاع.

بالنسبة لصحيفة NZZ ليس من المنطقي رفض المزيد من النفوذ والمساحة لحزب الشعب بعد فوزه في انتخابات يوم الأحد. وقالت الصحيفة إذا أردنا أن نحافظ على التوافق السويسري، فإن هنالك حاجة لدخول ممثل ثاني لحزب الشعب في الحكومة على حساب الحزب الديموقراطي المسيحي الذي تراجعت شعبيته لدى الناخبين.

واعتبرت صحيفة دير بوند الصادرة في برن أنه يتعيّـن على الديموقراطيين المسيحيين أن يضحوا بأحد ممثليهم في الحكومة، إما وزير الشؤون الاقتصادية جوزيف دايس، أو وزيرة العدل والشرطة روت ميتسلر لفسح المجال أمام ممثل ثاني لحزب الشعب.

وتساءلت صحيفة كانتون جورا “كريستوف بلوخر في الحكومة: لما لا”؟ مشيرة إلى أن هذه الشخصية السويسرية المثيرة للجدل في كافة أنحاء البلاد وحتى في الخارج سيتعيّـن عليها عند الاحتكاك المباشر بالسلطة إيجاد حلول ذات مصداقية للمشاكل التي تعيشها الكنفدرالية.

واعتبرت صحيفة سانت غالن تاغ بلات، إن في دخول كريستوف بلوخر الحكومة الفدرالية مخاطرة شخصية بالنسبة له، لأنه سيكون أمام وضع لم يسبق له مثيل، حيث لن يكون بوسعه ترديد الشعارات المعارضة التي ما فتئ يُـطلقها في مناسبات عديدة، حيث أن وضعه سيكون شبيها بوضع زعيم اليمين المتشدد في النمسا يورغ هايدر الذي يعيش حاليا وضعا سياسيا حرجا.

سويس انفو

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية