مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن ترفض انتقادات الصليب الأحمر

ما الذي يحدُث للمعتقلين وراء أسوار قاعدة غوانتنامو الأمريكية؟ Keystone Archive

من المحتمل أن يتوجّـه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر قريبا إلى واشنطن بعد الزوبعة التي أُثيرت مجدّدا حول مصير المعتقلين في قاعدة غوانتنامو الأمريكية.

وكانت اللجنة الدولية قد اعتبرت في تقرير سرّي وجّـهته إلى البيت الأبيض، أن معاملة هؤلاء السجناء تقترب من التعذيب.

في تصريحات أدلت بها إلى مراسلة سويس انفو في واشنطن، أكّـدت أماندا ويليامسن، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن جاكوب كيللينبرغر قد يتوجّـه قريبا إلى العاصمة الأمريكية، وقالت، “نحن بصدد مناقشة هذه النقطة، ولكننا لا نتوفّـر على تاريخ في الوقت الحاضر”.

في المقابل، وعلى الرغم من التدهور الواضح في العلاقات بين إدارة الرئيس بوش واللجنة الدولية للصليب الأحمر، حرصت أماندا وليامسن على التقليل بشكل مُـسبق من أهمية الزيارة المُـرتقبة لرئيس اللجنة. وأشارت إلى أن “هذه الزيارة لن تكون الأولى”، وذكّـرت بأن آخر زيارة قام بها السيد كيللينبرغر إلى واشنطن، تعود إلى شهر ديسمبر 2003، كما أننا “نقوم بتبادل لوجهات النظر بشكل دوري”، على حد تعبيرها.

“قاس”.. و”غير إنساني” و”مُـهين”

وكان التوتر بين الطرفين قد تصاعد بشكل سريع جدا على امتداد هذا الأسبوع. ففي تقرير سرّي سُـلّـم إلى إدارة بوش في شهر يوليو 2004، وكشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز يوم 29 نوفمبر الماضي، توصّـلت اللجنة إلى خُـلاصة مفادُها أن بعض الأساليب المُـستعملة بحق المعتقلين في غوانتنامو “قاسية وغير إنسانية ومُـهينة”، بل “تقترب من التعذيب”، مثلما جاء في النص المنشور على صفحات نيويورك تايمز.

وهذه هي المرة الأولى التي تتحدّث فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تعذيب نفسي وجسدي منذ أن سمحت لها واشنطن بزيارة القاعدة الأمريكية في كوبا في شهر يناير 2002.

واشنطن تكذب بشدة

في نفس التقرير، تُـؤكّـد اللجنة الدولية أن عددا من الأطبّـاء العاملين في غوانتنامو يتقاسمون معلوماتهم حول المساجين مع العسكريين الذين يـشرفون على عمليات الاستنطاق، وهو ما يُـشكّـل، حسب الصليب الأحمر، “انتهاكا صارخا= للأخلاقيات الطبية”.

وعلى إثر نشر نيويورك تايمز لمحتويات التقرير السرّي، أصدرت الحكومة الأمريكية تكذيبا علنيا وقويا لما ورد فيه. وأكّـد الجنرال ريتشارد ماييرز، رئيس هيئة الأركان للجيوش الثلاثة، “لا نعتقد بأن هناك تعذيبا”. وذهب آخرون في البنتاغون في تصريحات، رفضوا الكشف فيها عن هوياتهم، إلى اتهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ “معاداة الولايات المتحدة”.

ففي تصريحات أدلى بها مستشار يعمل في وزارة الدفاع إلى صحيفة واشنطن تايمز، قال إنه لاحظ أثناء حواراته مع ممثلي اللجنة الدولية وجود موقف يتمثّـل في “وضع القاعدة على مستوى أخلاقي موازٍ بالمقارنة مع الولايات المتحدة، وإلى عدم وجود أي ثقة فيما نقوله لهم”.

هل اللجنة الدولية ساذجة؟

على صعيد آخر، وبشكل علني، انتقد الجنرال جاي هود، المسؤول عن معتقلي غوانتنامو تصديق محقّـقي اللجنة الدولية لمزاعم معتقلين من مصلحتهم تشويه الولايات المتحدة. وقال في تصريح إلى وكالة (أسوشايتد برس): “إننا لم نسحب من ساحة المعركة مئات المدنيين الأبرياء، وإذا ما استمعتم إلى كل ما يقوله المعتقلون، فإنكم ستستمعون دائما إلى نفس الرواية، وهي قصة معتقل يزعم أنه كان مجرّد تاجر سجّـاد أو شيئا من هذا القبيل، في حين أنني أعتقد واقعيا أن هناك جُـهدا مقصودا يرمي إلى المغالطة”.

ولدا سؤال المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في واشنطن عن التقرير، رفضت القيام بأي تعليق حول الخُـلاصات الواردة فيه. لكنها أكّـدت بشكل غير مباشر وجـوده، وأضافت إن الحياد يظل أحد سلوكياتنا الرئيسية، ونحن لا نتّـخذ موقفا.

أخيرا، تجدُر الإشارة إلى أن “الزيارة الشاملة” المقبلة التي ستقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى غوانتنامو (أي نفس نوعية المهمة التي تُـختتم بإصدار تقرير سرّي مُـشابه لما سُـلّـم للإدارة الأمريكية في شهر يوليو الماضي، والتي تتضمّـن مشاركة ما بين 8 إلى 10 محققين)، مقررة مبدئيا لشهر يناير 2005.

ماري كريستين بونزوم – سويس انفو – واشنطن

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية