وفاق صعب قبل قمة كانكون
تعقد 26 دولة عضوة في منظمة التجارة العالمية بمونريال في كندا اجتماعا أخيرا في محاولة تجاوز الخلافات قبل انعقاد القمة الوزارية في كانكون بالمكسيك.
وتعتبر المنظمات غير الحكومية أن فشل الاجتماع قد تكون له عواقب وخيمة على منظمة التجارة نفسها
لم تفلح الاجتماعات التي عقدتها منظمة التجارة العالمية لحد الآن، سواء على مستوى كل الدول الأعضاء في المقر الرئيسي بجنيف، ولا تلك التي نظمت على مستوى ضيق مثل اجتماع شرم الشيخ في منتصف شهر يونيو، في إحراز أي تقدم بخصوص الملفات المعلقة منذ قمة الدوحة قبل عامين.
وكآخر محاولة إقليمية، تتوجه الأنظار من 28 إلى 30 يوليو نحو مدينة مونريال الكندية، حيث تمت دعوة 26 دولة من بين ال 146 الأعضاء في المنظمة لمحاولة “نفض الغبار عن الملفات المعلقة”، حسب تصريح وزير التجارة الخارجية الكندي بيار بيتيجرو.
لكن تفاؤل الوزير الكندي لا تشاطره شخصيات عديدة، وفي مقدمتها رئيس مجلس إدارة منظمة التجارة العالمية كارلوس بيريز ديلكاستيلو الذي تحدث عن “تفاؤل حذر”.
الملفات العالقة، معروفة منذ قمة الدوحة
من المتشائمين بخصوص توفر الإرادة السياسية لتجاوز الخلافات، وتطبيق ما تم الاتفاق بشأنه في الاجتماع الوزاري بالدوحة في نوفمبر 2001، نائبة المجلس الوطني للتجارة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية ميري إيراس التي ذكَرت “بأن جولة الدوحة كانت بمثابة صفقة تكون فيها جميع الأطراف رابحة سواء البلدان المتقدمة أو السائرة في طريق النمو”.
لكن المشكلة تكمن في كون الملفات التي تم الاتفاق بشأنها في الدوحة، والتي تم تحديد مهلة لإيجاد حلول لها مع موفى عام 2004، هي اليوم محط أخذ ورد. فملف تخفيض الدعم للقطاع الزراعي هو محط جدل بين الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي.
كما أن ملف السماح للبلدان النامية بالوصول إلى الأدوية الأساسية لمواجهة انتشار آفة خطيرة مثل الإيدز يعرف تعثرا بسبب إثارة البلدان المصنعة، ومن خلالها شركات صناعة الأدوية مشكلة حماية الملكية الفكرية.
تضاف إلى تعهدات جولة الدوحة، وعود تعود إلى ما قبل قيام منظمة التجارة العالمية، مثل الالتزام بتسهيل وصول منتجات البلدان النامية إلى أسواق البلدان المتقدمة، والتي لا زالت البلدان النامية تعاني في الحصول على أدنى قدر من المرونة بشأنه.
وهناك أمل في أن تؤدي النتائج التي حققتها المفاوضات الأوروبية الأمريكية الأخيرة بخصوص دعم القطاع الزراعي إلى بعض المرونة في التعامل مع هذا الملف الذي يعتبر رئيس مجلس إدارة منظمة التجارة العالمية كارلوس بيريو ديل كاستيلو “أن باقي الملفات لن تُـحرز تقدما بدون تجاوز الخلافات بشأنه”.
ما ذا لو أضيفت ملفات جديدة؟
قياس نجاح اية قمة وزارية من المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف مرهون بمدى قدرتها على إطلاق جولة جديدة من المفاوضات، أي فتح ملفات جديدة للتحرير التجاري، وهذا ما ترغب عدة دول صناعية في إطلاقه في الاجتماع الوزاري بكانكون بالمكسيك ما بين 10 و14 سبتمبر القادم.
وهذه الملفات المعروفة بـ “ملفات سنغفورة” تشمل فتح مفاوضات بخصوص تحرير قطاع الاستثمارات، والمنافسة التجارية، والشفافية في صفقات القطاع العمومي، وتسهيل المبادلات التجارية.
وكما يتضح من طبيعة هذه الملفات، فإن أغلبها يخدم مصالح البلدان الصناعية، وهو ما دفع عددا من البلدان النامية والمنظمات المدافعة عن نظام تجاري عادل متعدد الأطراف إلى الربط بين تحقيق تقدم في وعود الدوحة قبل فتح ملفات جديدة للتفاوض.
الفرصة الأخيرة في جنيف
ومن بين الأصوات التي شككت في قدرة اجتماع مونريال على تجاوز كل هذه الخلافات، المدير الحالي لمنظمة التجارة العالمية التيلاندي سوباتشاي بانيشباكدي الذي ذكّر بأهمية الاجتماع المكثف الذي يُـعقد في جنيف بدية من 11 أغسطس القادم، والذي من المفروض أن يتوصل في 22 أغسطس إلى “صياغة معقولة” للملفات التي ستعرض على الوزراء في كانكون.
وبتنظيم اجتماع جنيف، الذي ستحضره كل الدول الأعضاء، تتفادى منظمة التجارة العالمية انتقادات كثيرا ما رددتها بعض المنظمات غير الحكومية بخصوص الانتقائية المتبعة في دعوة الدول التي تشارك في الاجتماعات الجانبية.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.