أحدث خريطة لجنوب السودان
وضع معهد الجغرافيا التابع لجامعة برن أحدث خريطة تفصيلية لجنوب السودان، وذلك لفائدة وكالات الإغاثة والتنمية الراغبة في العمل هناك والتعرف على تفاصيل المنطقة بشكل أكثر دقة.
وقد استخدم المعهد أحدث الأساليب التقنية في إعداد الخريطة مستفيدا أيضا من الوثائق التاريخية المختلفة التي اهتمت بالسودان.
يؤكد الخبراء السويسريون المشتغلون في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية أن التعرف على الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي يعتزمون العمل فيها من الخطوات الأولى التي يجب البدء بها لضمان دقة العمل سواء كان تنمويا أو في مجال المساعدات الإنسانية.
وقد دأب معهد الجغرافيا التابع لجامعة برن على إعداد خرائط يستخدم فيها أحدث التقنيات مثل صور الأقمار الاصطناعية و تحليل البيانات والمعلومات المختلفة المتعلقة بهذا المجال. فأعد خرائط لدول في آسيا الوسطى مثل قرقيزيا وطاجيكستان وجنوب شرق آسيا، وفي افريقا أعد خرائط لاثيوبيا واريتريا، كما اهتم بالسودان؛ حيث أصدر مجموعة من الخرائط التفصيلية حول جبال النوبة ومنطقة دارفور، التي باع منها 2000 نسخة لجهات مختلفة حول العالم.
الإستفادة من كافة المعطيات المتاحة
وقد أصدر المعهد مؤخرا أحدث خريطة لمنطقة جنوب السودان، اعتمد فيها على الخرائط التاريخية من الأرشيف البريطاني والروسي، على جانب معلومات حديثة حصل عليها من القمرين الاصطناعيين Landsat 7 وModis وما سمح به القمر الاصطناعي الأمريكي Space Shuttle من معلومات جغرافية جمعها في عام 2000.
وقال خبراء المعهد إن هذه المعلومات التي تم الحصول عليها على درجة فائقة من الدقة، إذ كانت من على ارتفاع 90 مترا، مما يساعد على وضع تصور دقيق للكثير من المناطق في جنوب السودان، وتسهل في عمل خريطة مجسمة للمنطقة.
ولا يتشكك الخبراء في معهد الجغرافيا في جامعة برن أن الخريطة التي أعدوها لجنوب السودان هي من أفضل الوثائق الموجودة حاليا، فهي تعتمد على ترتيب جميع المعلومات المتوفر عن المنطقة، واستخدام أحدث الأساليب التقنية والمعلوماتية في التعامل معها لوضع الخريطة وكأنها جزء مصغر من الواقع، وذلك حسب تصريح يورغ كراور رئيس قسم المعلوماتية الجغرافية في المعهد في حديث إلى صحيفة “دير بوند” الصادرة في برن بتاريخ 13 أبريل الجاري.
خرائط رقمية لكل التطبيقات
وقال كراور في نفس الحديث الصحفي، إن التعامل مع المعلومات المتوفرة حاليا سواء عبر شبكة الإنترنت أو الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية وربطها بالبيانات المعروفة من قبل، يمكن أن توفر وقتا ومجهودا كبيرا، لاسيما مع البرمجيات الحديثة والتقنية الرقمية.
وهذا الكم الهائل من المعلومات يمكن أن يساعد في تحديد وضع الخرائط حسب الحاجة إليها، فيمكن التحكم فيها لتكون فقط للطرقات والمسافات بين المدن والقرى وارتفاعاتها، بينما يمكن إعداد خريطة أخرى تهتم فقط بالموارد المائية والري وأكثر المناطق تصلح للرعي أو الزراعة، والجهات المناسبة للبناء بل وحتى نوعية المباني على حسب التربة.
فالخرائط، حسب كراور، لا غنى عنها سواء لجهود الوساطة في فض النزاعات المسلحة أو البدء في عمليات إعادة الإعمار مثلما هو الحال الآن في جنوب آسيا بعد كارثة تسونامي، وكذلك في البحث عن الثروات الطبيعية، وكلما كانت المادة ثرية بالمعولمات والبيانات ، كلما كانت مهمة مستخدمها سهلة وميسرة.
النسخة الأولى من خريطة جنوب السودان هي الآن بمقياس رسم 1:500000 وعلى امتداد خمسة صفحات كاملة، ويسعى المعهد حالية لإصدار نسخة أخرى بمقياس الرسم إلى 1:250000.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.