مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بازل وجنيف تترقبان مبيعات جيدة

تحرص الشركات على تقديم آخر ما لديها من ابتكارات في عالم الساعات وتسعى إلى ارضاء جميع الأذواق Keystone

بدأت شركات صناعة الساعات منذ 14 أبريل في استقبال آلاف الزوار في معرض بازل الدولي، في أكبر تظاهرة تهتم بصناعة تشكل أحد ركائز الاقتصاد السويسري.

ويتزامن هذا المعرض مع صالون جنيف الدولي للساعات الراقية، وعلى الرغم من اختلاف الفعاليتين، إلا أن هناك نوعا من التنافس بينهما.

تحولت سويسرا هذه الأيام إلى قبلة الباحثين عن كل ما هو جديد في عالم الساعات، بمناسبة معرض بازل الدولي وصالون جنيف اللذان تشهده في مثل هذه الأوقات من كل عام.

ومن المتوقع أن يصل عدد زوار معرض بازل الدولي للساعات “Baselworld” هذا العام إلى 90 ألف شخص من شتى أنحاء المعمورة، يشاهدون تقريبا جميع أنواع الساعات، من تلك التي تحمل أسماءاً مشهورة ولها بالطبع أثمانها، إلى الأخرى التي يصل سعرها دولارا واحدا من إنتاج هونغ كونغ.

إلا أن أغلب زائري المعرض الذين يشكل التجار من جميع أنحاء العالم نسبة كبيرة منهم، لا يسعون فقط إلى الأسعار الزهيدة، بل أيضا إلى التقنية الرفيعة. فعلى الرغم من رخص الساعات الآسيوية الصنع، إلا أن التجار القادمين من هناك يثمنون الانتاج السويسري ويحرصون على شراء الجديد منه، لاسيما تلك التي تحمل أسماءا مشهورة.

وتطمئن الشركات السويسرية إلى سمعتها في العالم وهي تواجه هذه المنافسة القوية من آسيا واليابان، وتدرك تماما أن الساعة المصنوعة في سويسرا لها زبائنها الذين يحرصون على اقتنائها.

في الوقت نفسه تعول الشركات على معرض هذا العام لتعويض الخسائر التي منيت بها في العام الماضي، حيث تراجعت مبيعات الساعات بنسبة 4.4% عن المعدلات المتعارف وهو ما يقابل 2.2 مليون ساعة أقل، حيث دخلت خزائن شركات الساعات السويسرية في العام الماضي 9.292 مليار فرنك فقط.

وكان من أبرز عوامل انخفاض مبيعات الساعات في العام الماضي، الحرب على العراق وما صحبها من توتر كبير من الأسواق الدولية تخوفا من تداعيات غير متوقعة. كما عمل انتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي “سارس” على رفض سويسرا دخول جميع المواطنين الآسيويين إلى البلاد، سواء كانوا عارضين أم مشترين، مما قلص حجم التعاقدات مع تلك الشريحة الهامة من العملاء.

بازل 2004 على مساحة أوسع

وقد تمكن السويسريون من تخطي تلك الأزمة من خلال اتفاق هام أبرمته هيئة المعارض السويسرية مع مجلس هونغ كونغ لتنمية التجارة في سبتمبر الماضي، ورفض الطرفان الإفصاح عن مضمونه. إلا أن فريدريك لام رئيس مجلس هونغ كونغ للتنمية التجارية قال في حدثه إلى سويس انفو بأنه يعتقد أن هذا العام سيكون جيدا بالنسبة للآسيويين ولسويسرا على حد سواء.

وعلى عكس السنة الماضية، حققت صناعة الساعات في الربع الأول من هذا العام أرباحا جيدة جعلت القائمين عليها ينظرون بتفاؤل شديد إلى بقية السنة. ومن المحتمل، إذا سارت الأمور على ما يرام، أن يتواصل النجاح حتى بقية السنة على الرغم من ارتفاع سعر صرف الفرنك السويسري مقابل الدولار.

في الوقت نفسه يحذر جاك دوشين رئيس مجلس إدارة معرض بازل من الإفراط في التفاؤل. ويشير في حديثه إلى سويس انفو بأن أي أزمة اقتصادية يمكن أن تتبلور في زمن قصير نتيجة عوامل لم تكن في الحسبان.

ومن جديد هذا العام أيضا أن الزوار لن يضطروا إلى التنقل بين بازل وزيورخ، بعدما أجبرت إدارة معرض بازل الدولي للساعات بعض العارضين في عام 2003 على طرح منتجاتهم في إحدى قاعات معارض زيورخ. أما هذه السنة، فقد تم إنشاء قاعة ضخمة بتكلفة 42 مليون فرنك تحمل إسم “Hall of Universe” وهي مخصصة للساعات والمجوهرات والأحجار الثمينة التي لا تحمل علامة تجارية خاصة بها.

وفي جنيف معرض للأثرياء فقط!

أما جنيف فتشهد في نفس الوقت معرضا دوليا آخر للساعات أيضا، ولكنه مخصص فقط للثمينة منها، وتحديدا لـ 16 ماركة فقط. ويحمل هذا المعرض اسم “الصالون الدولي للساعات الراقية” ويتمتع بخصوصية كبيرة، إذ أنه مخصص للتجار والمصنعين والإعلاميين في غياب عامة الجمهور الذي يعتقد المسؤولون عن الصالون أن حضوره لن يكون إلا للمشاهدة فقط، نظرا لأسعار ساعاته الخيالية.

وقد تمكنت صناعة الساعات الراقية والثمينة من أن تتحول في السنوات القليلة الماضية إلى قطاع مستقل، ينأى بنفسه عن معرض بازل الدولي وما يحدث فيه، بل إن العاملين في هذا المجال يرون بأن هذه الشريحة الفريدة من الساعات هي التي جلبت الشهرة الواسعة إلى سويسرا في هذا المجال لأنها لا تقتصر على حسن التصميم أو ندرته أو استعمال المجوهرات والمعادن الثمينة، ولكن تتخطى كل ذلك إلى تقنية التصنيع، التي يعتبرها المحترفون من أسرار المهنة النادرة.

وما أن يقترب انعقاد المعرض الدولي السنوي للساعات في بازل والصالون الدولي للسعات الراقية في جنيف، حتى يشتعل التلاسن بين المدينتين حول أهمية كل منهما. ولا ينشغل الطرفان بالترويج لكل معرض بسبب التميز في المعروضات فقط، بل تتجاوزها أيضا إلى التشهير بالمدن، فأنصار جنيف يسخرون من اختلاط الحابل بالنابل أثناء معرض بازل، الذي يرى مؤيدوه أن جنيف تتحول في تلك الفترة إلى قلعة للنبلاء والارستقراطيين لا يناسبون العصر الحالي، حسب رأيهم.

تامر أبوالعينين – سويس انفو

يتواصل المعرض الدولي للساعات في بازل حتى 22 ابريل.
تتسع قاعاته لـ 2186 عارض من 44 دولة ينتشرون على مساحة 160 ألف متر مربع.
من المتوقع أن يصل عدد الزوار هذا العام إلى 90 ألف شخص.
يقتصر الصالون الدولي للساعات في جنيف على 16 ماركة فقط متخصصة في إنتاج الساعات الثمينة، ولا يزوره سوى المحترفين والإعلاميين فقط.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية