مفاجأة “إعلامية” سعودية!
المفاجأة لا تتعلق بسبق صحفي، ولكنها سابقة تمثلت في وفد من ست إعلاميات سعوديات زرن سويسرا على مدى اسبوع بدعوة من وزارة الخارجية. وتزامن تواجد الاعلاميات السعوديات في سويسرا مع احياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، وعلى خلفية كل ما يكتب ويقال عن وضع الصحافة في المملكة ووضع المراة، لاسيما العاملة في مجال الصحافة والاعلام.
صحافيات.. وسعوديات؟ شكّلت علامة الاستفهام تلك القاسم المشترك لكل ردود الفعل التي صادفها أعضاء الوفد الإعلامي النسائي السعودي في زيارته إلى سويسرا التي استغرقت أسبوعا. ولا غرابة في ذلك. فالتعجب لا يتعلق بتشكيلة الوفد النسائية المحضة. كان هذا متوقعا .. مثله في ذلك مثل كل الشؤون المتعلقة بالنساء في المملكة العربية السعودية.
بل كانت الدهشة مرتبطة أساسا بأن عضوات الوفد يعملن جميعا في مجال الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة والتي توزعت على جهات عمل متنوعة … بين شبكة التلفزيون والإذاعة السعودية، ومجلة سيدتي وصحيفة الرياض وصحيفة الحياة التي تصدر في لندن، وصحيفة سعودي جازيت.
فالكثيرون، إن لم يكن الغالبية في سويسرا، كانوا على قناعة بأن المرأة لا يسمح لها بالعمل في المجال الصحافي في المملكة العربية السعودية: “معظم الشخصيات الذين قابلتهم إما لم يكن لديهم أي فكرة على الإطلاق عن المرأة في المملكة، وإما اعتمدوا في معلوماتهم على قراءات ووجهات نظر معنية”. هذا هو الانطباع الأساسي الذي خرجت به الصحافية ناديا شيخ التي تعمل كمسئولة تحرير في مكتب صحيفة الحياة في جدة ومجلة “لها” المتخصصة في الشؤون النسائية.
ما كان ثابتا في أذهان معظم الشخصيات السويسرية، من برلمانيات وسياسيات ونقابيات، خلال زيارة الوفد السعودي التي نظمها برنامج “الحضور السويسري” التابع لوزارة الخارجية السويسرية، هو أن “المرأة لا تعمل ولا تستطيع أن تقوم بمهام معينة مثل الصحافة”.
صورة لا تتفق “كثيرا” مع الواقع!
بطبيعة الحال هناك مجالات معينة لا يسمح للمرأة في المملكة بالعمل فيها… العمل السياسي يتصدرها. كما أن عمل المرأة في حد ذاته مقيد بحدود لا يمكن تجاوزها “حماية لها” كما تشدد السيدة نادية شيخ في تأكيدها. لكن هذا لا يعني غياب تطور،ٍ يراه الغرب حثيثا وتراه العديد من السعوديات كبيرا، في ملف المرأة.
تضرب السيدة نادية شيخ مثلاً ببدء السلطات السعودية منذ تسعة أشهر في منح المرأة بطاقة هوية خاصة. كما تشير إلى أن هناك توجها حكوميا إلى إلغاء البند الذي يفرض على نساء الأعمال الاعتماد على وكيلٍ في تصريف أعمالهن لاسيما وأنهن يتصرفن في حجم لا بأس به من الثروة الوطنية السعودية.
كانت الدهشة متبادلة من الجانبين إذن. من الجانب السويسري الذي شكل قناعاته عن أوضاع المرأة السعودية من خلال زاوية أنها تُمنع من قيادة السيارات. ومن الجانب السعودي، الذي لم يكن يتوقع أن تكون صورته في الخارج هكذا. وفي كل الأحوال، فإن الجانبين كانا سعيدان بالكشف عن نسبية تصوراتهما.
إلهام مانع
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.