مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أي مصير ينتظر برويز- باكستان؟

صورة وزعتها مصادر حكومية لاجتماع حضره الجنرال برفيز مشرف (وسط) إلى جانب رئيس الوزراء شوكت عزيز في روالبندي يوم 20 يوليو 2007 Keystone

"نتضرع إلى الله تعالى أن يدَمر مشرف، ونحن لن نتوانى عن العمل للانتقام من الفظائع التي إرتكبت في "المسجد الأحمر".

هكذا تحدث فقير محمد، أحد أنصار عبد الرشيد غازي، زعيم المتشددين الطالبانيين، الذي قُـتل خلال اجتياح الجيش الباكستاني للمسجد الأحمر الأسبوع الماضي..

كلام فقير لم يبق كلاماً، بل هو ترجم نفسه سريعاً إلى أفعال: سلسلة من العمليات الانتحارية، التي أدت إلى مصرع العشرات، معظمهم من قوات الأمن أو المجندين، وهذا ما طرح السؤال الكبير: هل دنت ساعة “المجابهة الكبرى أو النهائية” بين الرئيس برويز مشرف وبين حلفاء الأمس في قوس قُـزح، الجماعات الإسلامية المتطرفة؟ ثم: كيف قد ينعكس ذلك على تركيبة السلطة والصراعات السياسية في إسلام أباد؟

قبل محاولة الإجابة على هذين السؤالين، تذكير بأن باكستان ديكتاتورية فردية، وكما مع كل نظام من هذا النوع، حين يتعّرض – الفرد – القائد إلى الخطر، يتداعى له كل النظام بالسهر أو الحمى، إن لم يكن بالتَّـداعي أيضا، هذا، على أي حال، كان حال باكستان منذ ان تناوب على حكمها مُـرتدُو الزي الخاكي المرقط طيلة نصف عمرها الاستقلالي قبل نحو 50 عاما.

البدايات

سبب رئيسي يدفع إلى الاستنتاج بأن مشرف وباكستان تتراقصان الآن على شفير هاوية الفوضى أو (مجددا) الانقلابات العسكرية: احتمال خروج الحركات الأصولية المتطرفة (ومعها الوضع الأمني)، عن نطاق السيطرة، كما تدل على ذلك ظاهرة التمرد في المسجد الأحمر وما بعدها، والتي كشفت النِّـقاب بشطحة قلم عن مدى قوة وإنتشار الجماعات الدينية المتطرفة على النمط الطالباني، وهو انتشار تقع مسؤوليته الأولى على النظام العسكري الباكستاني نفسه منذ 50 سنة وحتى الآن.

وفي هذا الإطار، لم يخترع الجنرال برويز البارود، حين قرّر التحالف مع التيارات الإسلامية منذ استلامه السلطة في إنقلاب عسكري غير دموي عام 1999. فهو مثله مثل باقي الجنرالات – الرؤساء، كان في حاجة إلى قواعد شعبية يسنِـد إليها شرعية (أو بالأحرى لا شرعية) حكمه، لمواجهة الأحزاب العِـلمانية الكُـبرى القوية في البلاد، وهو مثلهم أيضا، وجد ضالَّـته في الأحزاب الدينية.

تحالف الملالي – مشرف، تكرّس رسميا في إنتخابات 2002، فالجنرال سهَّـل فوز الأصوليين الإسلاميين منذ أن وضع القانون الانتخابي الجديد (وهو المفتاح الذهبي الحقيقي لتحديد الفائز سلفا في أي عملية اقتراع)، موضِّـحا بذلك أن عدوّه الأول، هو: الأحزاب العلمانية، ذات التوجه الإسلامي اللبرالي.

وهذا عنى بالتحديد، حزبي بنازير بوتو ونواز شريف، اللذين كانا قادرين في ظروف انتخابية أخرى على تقاسم الأصوات فيما بينهما وعلى إبقاء الأحزاب الدينية في وضعية الأقلية، كما كان الأمر دوما..

وفي النهاية، أسفر هذا عن خلق لوحة سياسية جديدة في البلاد، “تتخصَّـص” فيها الأحزاب الدينية بالسيطرة على تشريعات السياسة الداخلية، خاصة ما يتعلق منها بوضعية المرأة والمدارس الدينية، فيما يمسك برويز بتلابيب السياستين، الخارجية والأمنية، ويكون قادرا دوما، بحكم الصلاحيات التي منحها لنفسه في الدستور، على حلِّ البرلمان والحكومة متى شاء أو “غب الطلب” (كما يقول زملاؤنا المصرفيون).

ويبدو أن “حسبة” الرئيس الباكستاني آنذاك استندت إلى الآتي:

• الأحزاب الدينية لن تستطيع الحفاظ على وِحدة صفِّـها طويلا، خاصة إذا ما دخل الجيش (حليفها التقليدي) على خط توجُّـهاتها وقراراتها، وهذا ما قد يجعلها في موقع ضعف دوما إزاء سلطته.

• أن وجود هذه الاحزاب داخل إطار النظام، وبأعداد كبيرة، من شأنه أن يمتَـص الكثير من غضبها على السياسة الخارجية – الأمنية “البرويزية”، الموالية بشدة للأميركيين، ويوجّـه كل طاقاتها للعمل على الأصعدة، الاجتماعية والثقافية.

• والأهم من هذا وذاك، أن صعود الأحزاب الأصولية، سيمكِّـن برويز من اللَّـعب على التناقضات العلمانية – الدينية، وبالتالي، التمتُّـع بوضعية الحكم بين أطراف المجتمع المتصارعة.

هل نجح تكتيك برويز؟

أجل، لكنه يبدو أنه نجاح يُـشبه ذاك الذي حقَّـقته خُـطة حاذقة أخرى، سبق أن وضعها الرئيس أنور السادات وقامت على الافتراض أنه بتشجيعه الإسلاميين على مواجهة الناصريين واليساريين، سيتمكّن من إضعاف الجميع، وحصيلة مثل هذه الحذاقة معروفة.

لسنا هنا على وشك الإيحاء بأن الرئيس برويز قد يواجه حادث مِـنصَـة آخر، كذلك الذي ذهب ضحيته الرئيس السادات. فباكستان ليست مصر، وعلاقة المؤسسة العسكرية – الأمنية الباكستانية مع الإسلاميين، وطيدة وقديمة، على عكس المؤسسة العسكرية المصرية وباقي الجيوش العربية.

لكن حقيقة الاختلاف لا تلغي إمكانية التطابق، وهذا يمكن أن يحدث، إذا ما أدّى استمرار صعود وازدهار الأحزاب الدينية، إلى قلب العلاقة بينها وبين الجيش، بدلا من إختراق هذا الأخير لها، تقوم هي بإختراقه وبتشجيع بعض جنرالاته على تكرار تجربة البشير – الترابي في السودان (التي كانت ناجحة قبل طلاقهما)،
وحينها، قد يحدث ما لم تتوقَّـعه “حسبة” برويز: بدل أن يأتيه العدو من الشرق، حيث الأحزاب العلمانية والإسلامية اللبرالية، سيأتيه من الغرب، حيث الأحزاب الدينية والأصولية.

والحال، أن الأمور بدأت تسير في هذا الاتجاه بالفعل، فالانقلاب الذي أقدم عليه مشرّف بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ونقل بمُـوجبه باكستان من خَـندق التحالف مع طالبان وأسامة بن لادن إلى خندق الحرب ضدّهما، وضعه في حال مجابهة أيديولوجية وسياسية مع بعض الحركات الأصولية، التي لا تزال تتعاطف معهما، والحروب الصغيرة، التي لا يزال الجيش الباكستاني يشنُّـها في المناطق الحدودية القبلية البشتونية، جنوب وشمال وزيرستان، بالاشتراك مع القوات الأمريكية، كانت إحدى ذرى هذه المجابهة، لكنها بدلاً من أن تؤدي إلى إرضاء الأمريكيين عبر اعتقال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، أسفرت عن إغضاب الأصوليين الباكستانيين.

وهنا، نحن لا نتحدث فقط عن الأقلية الأصولية البتشتونية، التي تنتمي إليها أيضا الحركة الطالبانية الأفغانية، بل أيضا عن كل الحركات المُـتطرفة في قلب البلاد، التي بدأت تفكر، بحفز من بن لادن والملا عمر، بتغيير “النظام الخائن” (كما تصفه) في إسلام أباد، أو في القيام بحاولة ثالثة لاغتيال مشرف، وربما للوصول إلى هذا الهدف، أي زعزعة النظام، حوّل المتطرفون مدينة كراتشي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، التي تنتج وحدها نصف الدخل القومي الباكستاني، إلى ساحة حرب حقيقية، خاصة ضد الأقلية الشيعية.

وبرغم أن الصراع السُـنّي – الشيعي في البلاد ليس جديدا، إلا أنه إتخذ مؤخرا طابعا دمويا عنيفا بعد أن تمدّدت الحرب بين طالبان السُـنية المتطرِّفة، وبين شيعة الهزر في أفغانستان، إلى سُـنة وشيعة باكستان، وهكذا نشأت منظمة “سباهي صحابة”، التي شكَّـلت مِـظلة للعديد من المنظمات المتطرفة السُـنّية بينها، لاشقار جانجفي”، التي قامت في كراتشي بشن هجمات على رجال الدين والموظفين الحكوميين والأطباء الشيعة، إضافة إلى إستهداف بعض الدبلوماسيين الإيرانيين في مُـدن البنجاب الجنوبية، ثم ما لبثت الاعتداءات أن انتقلت إلى منطقة “كويتا”، حيث قتل مسلحون 57 شيعيا خلال الصلاة في مسجد.

بيد أن الخلافات بين عسكر إسلام أباد وأصوليي الأرياف لا تقتصر على مسألتي أفغانستان والعلاقة مع أمريكا، بل هي تطال أيضا قضية المدارس الدينية، التي يدور حولها الآن صراع مَـرير، يجد فيه مشرّف نفسه بين المطرقة الأمريكية المطالبة بإدخال إصلاحات علمانية – لبرالية جِـذرية على مناهجها، وبين السندان الأصولي، الذي يعتبر هذه المدارس خزانه السياسي – الفكري الرئيسي.

لعبة المدارس

معروف أن المدارس الدينية موجودة منذ القرن الحادي عشر، حين أسس الوزير السلجوقي نظام الملك حسان بن الطوسي أول مدرسة من هذا النوع لتدريب علماء خبراء في الشريعة ومفتين وقضاة، كان الهدف آنذاك خدمة إمبراطورية إسلامية شاسعة إمتدت فجأة من شمال إفريقيا إلى آسيا الوسطى، وصولا إلى حدود الصين وتُـخوم أوروبا.

بيد أن هذه المدارس، التي كانت تعجُـُّ في البداية بالاجتهاد المنفتحة والجدل الفكري الحر، تدهورت مع تدهور السلطة الإمبراطورية الإسلامية وباتت منغلقة على نفسها وغير قادرة على تطوير مناهجها، وهذا ما جعلها تتراجع أمام زحف المدارس الحديثة ببرامجها العِـلمية الغربية، المتأقلمة مع العصر.

ومع أن المدارس التقليدية شهدت إنتعاشا مُـفاجئا في الثلث الأخير من القرن العشرين، بعد أن فشلت النُّـخب الوطنية والعلمانية، التي برزت مع حركات الاستقلال، في تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية الملائمة، وهذا الانتعاش كان ملحوظا في باكستان أكثر من أي دولة إسلامية أخرى لسببين: الأول، انتشار الفقر الشديد وعدم وجود مدراس حكومية حديثة كافية، والثاني، تمحور فكرة القومية الباكستانية برمَّـتها حول الاسلام.

وهكذا، قفز عدد المدارس الدينية في البلاد من 244 مدرسة عام 1956 إلى أكثر من 15 ألف في عام 2007، وبات مليون طالب يتلقَّـون العلوم الدِّينية البَـحتة فيها، مقارنة مع نحو مليونين في المدارس الابتدائية الحكومية والخاصة.

وبرغم أن العديد من هذه المدارس نحا نحو الدعوة إلى السِّـلم ونبْـذ العنف، إلا أن الحركات المتطرِّفة وجدت فيها البحر الذي يمكنها السباحة فيه بسهولة ويُـسر، خاصة بعد ان تحوّل شعار هذه المدراس من “أطلبوا العلم ولو في الصين” إلى “الجنة موجودة تحت ظلال السيف”.

حتى الآن، لم يتمكّـن مشرّف من تنفيذ وعوده بإصلاح هذه المدارس، وهذا، كما لاحظت “وول ستريت جورنال”، أحد الأسباب الرئيسية لتصاعد العنف الأصولي والمذهبي في البلاد.

لكن الجنرال، في الوقت ذاته، لا يستطيع أن يتراجع عن هذا الهدف، خاصة بعد أن أعلن الحرب على التطرُّف الديني وأيضا بعد أن وعد الأمريكيين بإحداث ثورة تعليمية عميقة في البلاد، ما يعني أن مسألة المدارس ستبقى جُـرحا نازفا في العلاقة بين الجنرال وبين حلفائه (وأعدائه الجُـدد) الأصوليين.

إلى أين؟

والآن، وبعد أن تورط الجنرال الباكستاني للمرّة الأولى في مجابهة مكشوفة مع جماعات المدارس الدينية، إلى أين يمكن أن تتجه الامور؟

الكثير سيعتمد على موقف المؤسسة العسكرية منه بعد الإنتهاء من معركة المسجد الاحمر، خاصة وأن الأحاديث عن تغلغل الجماعات الدينية المُـتطرفة في صفوف الجيش، يرقى إلى مستوى المعلومات عن وجود أجنحة كاملة فيه مؤيِّـدة لهذه الجماعات، لا بل يتخَوّف البعض حتى من إمكانية حدوث إنقلاب عسكري يضع السلطة في يد جنرال ينتمي إلى هذه التيارات المتشددة.

هذا احتمال، لكن الاحتمال الآخر يبقى الأقرب إلى التحقق، إذا ما وضعنا في الاعتبار تدهور الوضع الأمني في باكستان: إغتيال مشرف.

وإذا ما حدث ذلك، سيلحق برويز مشرّف بأنور السادات بالأسلوب ذاته وللأسباب ذاتها: خلق فرانكشتاين التطرّف ورعايته، ثم الوقوع فريسة بين أنيابه.

وفي هذه الأثناء، سيكون على مشرّف البحث عن وسائل لإطالة عمر حكمه، وهذا يمكن أن يتم عبر إعادة الحياة الديمقراطية إلى البلاد عبر صفقة مع بنازير بوتو ونواز شريف، يتحوّل هو بموجبها إلى رئيس دستوري يُـشرف على حكومة دستورية برئاسة بنازير أو نواز.

هذا قد يريح الوضع السياسي في إسلام أباد، لكنه لن يسعِـد بالطبع الأصوليين الإسلاميين، الذين لن يسعون حينها إلى الإنتقام فقط، بل أيضاَ إلى العمل لمحاولة “طلبنة” (من طالبان) كل الدولة الباكستانية عبر تمديد الحروب الراهنة في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان إلى كل أنحاء البلاد.

وإذا ما حدث ذلك، قد تسير باكستان بسرعة حينذاك على خطى أفغانستان.

سعد محيو – بيروت

إسلام أباد (رويترز) – قتلت قوات الأمن الباكستانية زعيما إسلاميا متمردا وأكثر من 50 متشددا إسلاميا من أتباعه يوم الثلاثاء 10 يوليو، بعد قتال استمر 15 ساعة في مجمع مسجد في العاصمة الباكستانية، لإنهاء حصار استمر أسبوعا.

وقالت وزارة الداخلية إن المتشددين دافعوا عن موقعهم الأخير في الأدوار السفلى في مدرسة دينية، حيث قتل رجل الدين عبد الرشيد غازي. ولم يرد شيء على الفور عن مصير النساء والأطفال، الذي قيل أنه كان يستخدمهم كدروع بشرية.

وقال جواد إقبال شيما، المتحدث باسم وزارة الداخلية “كان غازي محاطا بمتشددين لم يسمحوا له بالاستسلام وقتل وسط تبادل إطلاق النيران”، وأضاف أن بعض المتشددين الباقين على قيد الحياة واصلوا القتال بعد مقتل غازي.

وبعد حلول الليل بفترة قصيرة في حوالي الساعة السابعة والنصف مساء (1430 بتوقيت غرينتش) هدأت الاشتباكات المسلحة، لكن مقر رجل الدين لم يمشط بعد بحثا عن أي مقاومة محتملة. وقال الميجر جنرال وحيد أرشد، المتحدث العسكري “العملية في مراحلها الأخيرة، هناك منطقة أو منطقتين سيجري تطهيرهما”، وأضاف “وعندما تنتهي العملية، سنبدأ انتشال الجثث”، مشيرا إلى أن أحدث تقدير هو أن “أكثر من 50” متشددا لقوا حتفهم.

وكان أرشد قال في وقت سابق، إن ثمانية جنود على الأقل قتلوا وأصيب 29 جنديا خلال الهجوم لحسم المواجهة عند مجمع لال مسجد (المسجد الأحمر). وتم اعتقال 50 متشددا أو استسلموا منذئذ.

وكان الجنرال برويز مشرف أمر بمحاصرة المسجد يوم 3 يوليو، بعد اشتباك اندلع أثناء مصادمات مع طلاب مسلحين بعد أشهر من التوتر بين السلطات ومتشددي المسجد الأحمر. وقتل 21 شخصا على الأقل خلال المواجهة التي استمرت أسبوعا وقبل بدء الهجوم الأخير.

وبدأت عملية اقتحام المسجد، التي عرفت باسم “عملية الصمت”، في الساعة الرابعة صباحا (2300 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين 9 يوليو) بسلسلة من التفجيرات وإطلاق نار متصل بعد انهيار مفاوضات اللحظة الأخيرة على الفور. واستغرقت العملية فترة طويلة لأن هناك أكثر من 70 غرفة في مبنى المدرسة الدينية، التابعة للمسجد، ولأن المتشددين كانوا مسلحين برشاشات وقذائف صاروخية.

وقال أرشد أثناء القتال “اتخذ المتشددون مواقع في كل غرفة تقريبا ويقاتلون من غرفة إلى غرفة تقريبا ويتخذون مواقع في الأدوار السفلى وعلى السلالم.” والمخاوف من أن يكون مئات النساء والأطفال داخل المجمع، منعت الجيش من استخدام القوة الكاملة. وتمكن 30 طفلا على الأقل و24 امرأة من الخروج، ولم يتَّـضح عدد النساء والأطفال الآخرين، الذين بقوا داخل مجمع المسجد والمدرسة. وكثير من النساء كنَُّ من بين المؤيدين الأكثر حماسا لرجل الدين. وقال أرشد إن ستة أطفال قالوا إنهم احتجزوا في الدور السفلي للمسجد لكنهم فروا عندما اختفى حراسهم بعد أن اجتاح رجال الكوماندوس الدور السفلي.

وفي البداية، استولى رجال الكوماندوس مدعومين بقوات الأمن على المسجد وحرروا نحو 20 طفلا، بينما تعرضوا لنيران المسلحين من المآذن. وبعد تطهير المقاومة من فوق سطح المدرسة، شق جنود الكوماندوس وقوات الأمن طريقهم عبر المبنى.

ووقوع خسائر فادحة بين النساء والأطفال يمكن أن يكون له أثار خطيرة بالنسبة للرئيس برويز مشرف، الذي تعرض لضغوط لمواجهة المتشددين منذ بعض الوقت. ومن المقرر أن تجرى انتخابات في باكستان في نهاية العام ويمر مشرف بالفعل بأصعب فترة في رئاسته.

وكان المسجد الأحمر مركزا للتشدد منذ عدة سنوات، ويعرف بتأييده لحركة طالبان الأفغانية ومعارضته لتأييد مشرف للولايات المتحدة. وقال بادشاه رحمن، وهو من البشتون، ووقف يراقب الموقف مع أولياء أمور آخرين من خلف الأسلاك الشائكة “سيتلقى (مشرف) الدولارات عن كل طالب من أمريكا وأوروبا وآخرين، قتل أبناءنا من أجل الدولارات.”

وكانت الحكومة تطالب غازي وعشرات من مقاتليه، الذين تقول السلطات إن بينهم متشددين مطلوبين باستسلام غير مشروط. ورفض غازي الاستسلام قائلا إنه يفضل الشهادة.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 10 يوليو 2007)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية