مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش يعلن سقوط صاروخ وسط إسرائيل والحوثيون اليمنيّون يتبنّون

afp_tickers

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن صاروخا أطلق من اليمن سقط في “منطقة مفتوحة” وسط الدولة العبرية، في عملية تبناها الحوثيون، تُجدِّد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإقليمي في خضم الحرب في غزة.

وسبق للحوثيين المدعومين من إيران أن أعلنوا إطلاق صواريخ ومسيّرات باتجاه الدولة العبرية خلال الأشهر الماضية، واستهدفوا سفناً يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، في إطار عمليات لدعم الفلسطينيين على خلفية الحرب في القطاع منذ أكثر من 11 شهرا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأحد عن “إطلاق صاروخ أرض-أرض من جهة الشرق سقط في منطقة مفتوحة”، مشيرا في بيان ثانٍ الى أن “الصاروخ أطلق من اليمن”.

وأضاف “دوي الانفجارات التي سمعت… ناتج من صواريخ اعتراض. نتيجة عملية الاعتراض لا تزال قيد الفحص”.

وبعد الإعلان عن سقوط الصاروخ، شاهد مصوّرون لوكالة فرانس فرانس رجال إطفاء يكافحون حريقا قرب اللد وزجاجا محطما في محطة للقطارات في موديعين. وتقع المدينتان جنوب شرق تل أبيب.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط صاروخ اعتراضي شرق تل أبيب.

وأوضحت في بيان “يعمل عناصر الشرطة في منطقة شفيلا على عزل مكان تحطم صاروخ اعتراضي ويقومون بالبحث عن بقايا صاروخ اعتراضي إضافية لإزالة تهديد آخر للعامّة بدون وقوع إصابات”.

وأعلن الحوثيون إطلاق صاروخ “فرط صوتي” على “هدف عسكري” إسرائيلي.

وقال المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع في فيديو عبر إكس “نفّذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفا عسكريا في منطقة يافا في فلسطين المحتلة وقد نفذت العملية بصاروخ بالستي جديد فرط صوتي”.

وأشار الى أن “دفاعات العدو أخفقت في اعتراضه والتصدي له”.

وقبل سقوط الصاروخ، دوّت صفارات الانذار في مناطق وسط إسرائيل، بحسب الجيش. وأكدت وسائل إعلام محلية أن ذلك دفع كثيرين الى التدافع للاحتماء.

وتحدثت خدمات الاسعاف عن إصابة تسعة أشخاص “أثناء توجههم للملاجئ”.

– ردّ “آتٍ وحتمي” –

في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أعلن الحوثيون مرارا استهداف الدولة العبرية.

وفي 20 تموز/يوليو، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في غرب اليمن، غداة تبنّيهم هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلا في تل أبيب. 

وكانت تلك المرة الأولى تتبنى فيها إسرائيل هجوماً على اليمن. وأكد المتمرّدون في أعقاب تلك الضربة أن ردّهم عليها “آتٍ” و”حتمي”.

كما يستهدف الحوثيون منذ تشرين الثاني/نوفمبر سفنا تجارية قبالة سواحل اليمن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها. ومنذ أن شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات مشتركة على مواقع تابعة لهم في اليمن، بات الحوثيون يستهدفون سفنا يعتقدون أنها على صلة بالبلدين.

بدأت السبت عملية قطر ناقلة نفط هاجمها الحوثيون في آب/أغسطس، وتشكل تهديدا بيئيا، وفق ما أفاد مصدر في وزارة الدفاع اليونانية فرانس برس.

واشتعلت النيران في الناقلة التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام، وفقدت قوتها الدافعة بعد تعرضها لهجوم في 21 آب/أغسطس. وتم إجلاء طاقمها المكون من 25 فردا في اليوم التالي بواسطة فرقاطة فرنسية من مهمة أسبيدس الأوروبية.

– “الحرب بالحرب” –

والحوثيون هم جزء مما يعرف بـ”محور المقاومة” ويضم فصائل مدعومة من إيران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني ومجموعات عراقية مسلحة.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا عزز الخشية من نزاع إقليمي.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف يوميا عبر الحدود، ما أدى الى دمار في البلدات ونزوح عشرات الآلاف من المناطق القريبة من الحدود على الجانبين.

وكرّر مسؤولون إسرائيليون مدى الأشهر الماضية عزمهم على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية مع لبنان، وإن كان ذلك من خلال تصعيد إضافي قد يتطوّر الى حرب واسعة.

وحذّر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم السبت، من أن حربا شاملة مع الدولة العبرية ستؤدي إلى نزوح “مئات الآلاف الإضافية” من الإسرائيليين.

وقال قاسم في خطاب في بيروت “ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضا”.

وأضاف “إذا كانوا يعتقدون بأنَّ هذه الحرب تعيد المئة ألف نازح” الى شمال إسرائيل، “فمن الآن نبشركم أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين”.

وأتت هذه التصريحات بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين إن الدولة العبرية عازمة على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن “هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب” إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، في موازاة “خيار ثان هو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب”.

ومنذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان “دعما” لغزة و”إسنادا” لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفها بأنها “بنى عسكرية” تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.

مساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي قصف ما يشتبه بأنها مخازن أسلحة في موقعين في البقاع (شرق) وستة مواقع أخرى في الجنوب.

وأصيب أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على الهرمل في شرق لبنان، وفق وزارة الصحة. كما استهدفت ضربة جوية سرعين قرب مدينة بعلبك.

وصباح الأحد، أكد الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 صاروخا أطلقت من لبنان نحو الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل.

– غارات متواصلة في غزة –

ومنذ بدء التصعيد، قتل 623 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى بيانات رسمية وبيانات نعي ، بينما قُتل في الجانب الإسرائيلي والجولان السوري المحتل 24 جنديا و26 مدنيا، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري، مما أسفر عن سقوط 41206 قتلى بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

والأحد، أفاد الدفاع المدني في غزة عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل جراء غارات إسرائيلية في وسط القطاع وقرب مدينة غزة الواقعة في شماله.

ومن بين 251 شخصا اختطفوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل، لا يزال 97 محتجزين في قطاع غزة 33 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وليل السبت، تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع المدن الرئيسية في إسرائيل في محاولة لزيادة الضغط على الحكومة من أجل تأمين اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

بور/كام/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية