روش: لا للقران مع نوفارتيس!
فاجأت مجموعة "نوفارتيس" السويسرية الدولية العملاقة عالم المال والأعمال بأرباح قياسية بلغت 7.3 مليار فرنك وبزيادة حصتها في رأس مال "الشقيقة" روش إلى %32.7
لكن روش ترد بالجفاء على محاولات نوفارتيس للتقارب من أجل تكوين ثاني مجموعة للأدوية والمستحضرات الصحية في العالم.
بعد الاطلاع على التقارير والتفاصيل التي عُرضت خلال الندوة الصحافية في زوريخ، لا مغالاة في القول، إن نوفارتيس تكتنز شحما ولحما وفي أوضاع مالية واقتصادية تحسد عليها تماما.
وللدلالة على ذلك تكفي الإشارة إلى أن أرباحها الصافية لعام 2002 ضربت رقما قياسيا جديدا حينما بلغت 7.3 مليار فرنك سويسري، وأن أرباحا على الاستثمارات هي أرباح يحلم بها الكثيرون، إذ لم تقل عن %8.2 من رأس المال المستثمر في نوفارتيس بالذات وفي غيرها من الشركات والمصالح.
لكن الأهم من ذلك هو أن قبطان روش دانييل فاسيلا ونائبه للشؤون المالية Raymund Breu قد أشار خلال الندوة الصحافية إشارة “عابرة”، إلى أن حصة نوفارتيس في الشقيقة السويسرية المنافسة روش، قد بلغت في مطلع العام %32.7 من رأس المال المساهم في روش، مما يعادل رزمة من أسهم روش تزيد قيمتها على 9.2 مليار فرنك بالسعر الحالي في البورصة.
روش ترفض!
وفي هذا فإن حجم هذه الرزمة من أسهم روش، يبلغ ضعف حجم الرزمة التي اشترتها نوفارتيس قبل بضع سنوات من رجل المال والأعمال السويسري المعروف مارتن إيبنير، قبل أن تنهار إمبراطوريته المالية، وقبل أن يكون هنالك حديث أو إشاعات عن احتمالات التعاون أو القران بين المجموعتين السويسريتين العملاقتين للأدوية والكيميائيات والمستحضرات الصحية.
لكن روش أكدت مرارا وتكرارا خلال العامين الماضيين أنها لا ترغب في أي تعاون أو قران مع نوفارتيس أو شركات أخرى، وأنها قادرة على البقاء بمحض قواها وطاقاتها التي تضمن لها الاستقلالية الكاملة وغير المنقوصة إلى أجل غير مسمى.
وفور إعلان نوفارتيس عن زيادة حصتها في روش قريبا جدا من النسبة السحرية %33.3 وأنها، أي نوفارتيس، تحبّذ التعاون مع الشقيقة الأخرى في بازل لتكوين ثاني أهم المجموعات من نوعها في العالم، سارع الناطق باسم النواة الصلبة التي تسيطر على أغلبية الأصوات في روش لرفض عروض نوفارتيس ولتأكيد تمسكها بالاستقلالية، مرة أخرى.
مرة أخرى، ترفض عائلتا هوفمان وهوفمان ـ أويري اللتان تسيطران على %50.01 من الأصوات في روش، مدّ اليد إلى فاسيلا ونوفارتيس، غير مكترثتين بالإشارة “العابرة” خلال المؤتمر الصحافي في زوريخ، إلى أن حصة نوفراتيس أصبحت قريبة جدا من نسبة %33.3 التي تخوّل نوفارتيس، لا بل وتقحمها على تقديم العروض لشراء حصص باقي المساهمين في روش.
القران بالضرورة..والسعادة بالتفاهم !
وهكذا فإن السؤال الأساسي المطروح على المحللين والاستراتيجيين حاليا هو: ما إذا كانت نوفارتيس ستشتري كمية إضافية تبلغ %0.6 من أسهم روش، تمكنها من تقديم العروض “غير الودّية” للمساهمين في الشقيقة المنافسة أم لا ؟
أوضاع روش الراهنة تشجع على ذلك، بعد ما تعرضت له من غرامات مالية وخسائر ونكسات خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب التفاهم مع شركات أخرى على أسعار الفيتامينات، ولأنها تواجه منذ أواسط ينايرـ كانون الثاني تهديدات شكاوي جماعية جديدة في هذا المضمار.
ومن الأرجح أن لا تلجأ نوفارتيس لأسباب محلية وأخلاقية واستراتيجية لعمليات إكراه روش على التعاون أو القران. لكنها ستواصل عملية الإغراء الجارية، حتى تقتنع روش بأن “القران” حتى ولو كان عن غير طيبة خاطر، هو الأفضل لضمان بقاء الشقيقتين السويسريتين وللحفاظ على مصالحهما في العالم.
جورج أنضوني – سويس إنفو
لدى الإعلان عن النتائج القياسية لعام 2002، لاحظ دانييل فاسيلا (D. Vasella) رُبـان مجموعة نوفارتيس السويسرية الدولية العملاقة للأدوية والمستحضرات الصحية، أن حجم حصة مجموعته في رأس مال الشقيقة المنافسة روش، يقترب من النسبة السحرية التي ” ترغم ” نوفارتيس على عرض شراء الأسهم من المساهمين في روش.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.